أنور الرحبي: لتفعيل دور الفنان التشكيلي وإخراجه من سيطرة المؤسسات
دمشق ـ سهاد حسن وعلي عماد
أنور الرحبي فنان تشكيلي عاش التحولات والتداعيات كافة التي تختبرها الساحة السورية الفنية نظراً إلى خبرته كفنان تشكيلي وعمله في العديد من المناصب الإدارية والفنية، مثلما تعامل مع الألوان التي يمكن للفنان أن يشكل بها أفكاره على سطح اللوحة البيضاء.
يقول الرحبي: «إن الفن التشكيلي السوري يحمل منذ الأربعينات تبعيات كثيرة ويدور في فلك المساءلة الاجتماعية، بسبب الطقوس التي فرضتها الأديان والعادات الاجتماعية والسياسات، إذ بقي الفن في إطار المناظر الطبيعية والبيوت والنوافذ وطيور الحمام، أي بمعنى أن الفن كان متوقفاً على ما يسر الناظر والعين وهذا ما كانت تتقبله الفئات الاجتماعية».
يرى الرحبي أن الفن التشكيلي تأثر عامة بسياسة البلد منذ الاحتلال الفرنسي وعقب خروجه، مروراً بالتيارات والطبقات، وبما عايشه أثناء الاحتلال سواء كان من قيود الاستعمار أو من بطولات وحوادث وانتصارات… وظهر ذلك في أعمال من الفنانين مثل سعيد تحسين وتوفيق طارق. وثمة إطلالة جديدة بعد الستينات حتى السبعينات استطاع خلالها الفنانون أن يسافروا إلى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا لينقلوا تأثّراً كبيراً، ما أثار إشكالية بين الداخل والخارج في ما يتعلق بالفن، وهذه الإشكالية بدأت تفرز متغيرات فنية عميقة».
يشير الرحبي إلى أنه في ذلك الحين، وبعد بلوغ الفن مرحلة متطورة قليلاً، أنشئت كلية الفنون الجميلة وبعض المعاهد التقنية التي ساهمت في تطوير الموهبة، كما أنشئت نقابة الفنون الجميلة والجمعيات المعنية بهذا الفن، وباتت النقابة التي سميت باتحاد الفنانين التشكيليين مؤسسة تنظيمية وتفعيلية للفنانين الذين سجلوا بالاتحاد وتخرجوا من كلية الفنون باختصاصاتها الخمسة، ويضاف إلى هؤلاء من كان موهوباً وممتلكاً قدرة فنية، حتى وإن لم يدرس في كلية الفنون. ويقدم اتحاد الفنانين التشكيليين التقاعد وصالات العرض المجانية، ويساهم في تفعيل العلاقات الاجتماعية مع المؤسسات كافة، داخل القطر وخارجه، وفيه عدد من الجمعيات التي تضم النحت والخزف والتصوير والإعلان.
يؤكد الرحبي «أن الفنان السوري قادر على إثبات وجوده في الساحة الفنية وهو مقنع ومنافس للآخرين، فهذا الفن من أعرق الفنون وبدأ يشهد تطوراً ملحوظا ظهر من خلال مشاركاتنا في معارض عديدة حصد خلالها الفنانون السوريون جوائز مهمة تؤكد أهمية الفن التشكيلي السوري ومدى قدرته على المثابرة ودخول التاريخ».
يلفت إلى أن اتحاد الفنانين التشكيليين استطاع أن يثبت وجوداً لافتاَ للفنان السوري وللمجتمع السوري خلال الأزمة، رغم أن سورية تعرضت لأقسى أنواع الإرهاب ومحاولة تفتيتها وإرهاق مؤسساتها مشيراً إلى الإصدارات المشتركة مع الإدارة السياسية للجيش والقوات المسلحة والمشاركات مع وزارة الثقافة كمعرض الربيع السنوي وإقامة معارض مختلفة في صالة الرواق وغيرها للعديد من الفنانين السوريين وعلى نحو مستمر، إذ التزم وشارك معظم الفنانين الذين تعتز سورية بهم.
يشدّد الرحبي على أهمية تفعيل دور الفنان التشكيلي وتخصيبه بعيداً عن التقليدي وإخراجه من سيطرة المؤسسات التي قد تحكمها المزاجية الفردية أحياناً من دون الاعتماد على خبرات كافية، مؤكداً أن هذا الأمر مطلوب رسمياً.
الفنان أنور الرحبي هو أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين في سورية حازالعديد من الجوائز في سورية وفي العالم، بينها الجائزة الأولى لبيينالي مسقط، وميدالية كارل ماركس في ألمانيا، كما شارك في معارض مهمة في سورية والعالم العربي والعالم.