إنهم «أطفال» برسم الغرب المتصهينين
منهم من تأكلهم المتفجرات والمفخّخات، ومنهم من توظفهم الوحوش الإرهابية ليكونوا أنفسهم المفخّخات، ومنهم من يخطفهم تجّار الجواري والغلمان من نخّاسي العصر الحديث. وأما الذين في المخيمات التي أعدّت مسبقاً قبل أن تكون الثورة المزعومة فحدّث ولا حرج. إذ اصطادهم وآباءهم تجّار أكسسوارات الأعضاء البشرية. إضافة إلى اغتصابات وقعت فيهم سواء في لبنان أو الأردن أو في سورية.
ولكن الأغرب من ذلك، هو العهر الإعلامي الغربي الذي جعل من محمد الدرّة طفلاً يهودياً قتلته الأسلحة الفلسطينية وهو في حضن أمه «أستير». ثم هل سمعتم بالطفلة «كيم فوك» الفييتنامية؟ تركض عارية خوفاً من قصف الطيران الأميركي. وإذ بها طفلة أميركية سائحة يفترسها الفييتناميون.
ثم هل سمعتم بالطفل الياباني حافي القدمين يحمل في حقيبة ظهره شقيقته الصغرى القتيلة، ضحية القنبلة النووية في هيروشيما وناغا زاكي، يصبحان طفلين يلعبان على ساحل بحر، ليشاهدا تماثيل القنابل النووية كيف تفوش حيناً وتغرق حيناً في الماء.
ثم هل سمعتم بالطفلة السورية «شام» وهي تغرق قبالة الشاطئ الأوروبي على مرأى جماهير أوروبية، ومنهم من يتسلى وهو يصوّر المشهد ولا من مدّ يديه أو حبله أو حتى قشة تتمسك بها «شام» التي تغرق، وفقاعات من هواء رئتيها تعلو طرّة شعرها، تلك الطرّة التي أخذت تغرق بدورها.
ثم، واحسرة التاريخ على طفل بعمر الوردة الشامية، الطفل «عبد الله عيس» الذي يرمز إلى جانحَي بلاد الشام بين حلب وأخواتها، يتجمهر حوله الإرهاب يتصايحون بـ«الله أكبر» ليذبحوه ويقطعوا رأسه. لا بل لقد تحولت «الله اكبر» بيد وحوش الإرهاب من شعار إسلاميّ إنسانيّ توحيديّ إلى شعار ضرار «تكفيري متوحش»، وذلك بإيعاز من المركز الغربي الصهيوني.
أيها التاريخ. أيها الشرق: لا. لن يفلت بعد اليوم ذلك الوحش المتربّص، أنقذوا الإسلام المنقذ، أنقذوا أبجدية الحضارة الأم.
يقول شاعر من شعراء المرحلة الحارة:
يؤكل الطغل جائعاً ويكافى
متخم في الشعوب يأكل جائع
قتلوه طفلاً وخافوه شيخا
أن يكون الماضي في المضارع
سحر أحمد علي الحارة