«المنار»

سفينةُ ميراج الروسية إلى الشواطئِ السوريّة. عبرت مضيقَ البوسفور محمّلةً بصواريخِ الكاليبر وغيرِها من الصواريخِ الباليستيّة، ومعها رسائلُ ميدانيّةٌ تؤكّدُ تلكَ السياسيّةَ التي ارتفعت بالأمسِ أمس الأول مع صواريخِ أس أربعْمئة الروسيّة المفعّلة على الأراضي السوريّة.

ضيّقت ميراجُ البحريّةَ على طائراتِ ميراجِ الأطلسيّة والأف ستةَ عَشَر، وكلِّ الطائراتِ والمحاولاتِ الأميركيّةِ والدوليّةِ بفرضِ مشهدٍ سوريٍ جديد، غيرَ الذي يرسِمُه الجيشُ السوريُ على جبهاتِ حلب ومختلِفِ الجبهاتِ الأخرى.

ولن تستطيعَ كلُّ الادّعاءاتِ الإنسانيّة تغييرَ حقيقةِ الجماعاتِ التكفيريّةِ التي تتّخذُ من أهالي شرقِ حلب دروعاً بشريّة، وهو ما أكّدتهُ اليومَ أمس شهاداتُ المدنيّينَ السوريّينَ الذين تمكّنوا من الإفلاتِ منَ المسلّحينَ والعودةِ إلى حِمى جيشهِم ووطنِهِم.

في لبنانَ، عادت الرياحُ لتمشي بما تشتهي أشرعةُ الحلول. عبرت سفنُ المشاوراتِ بعضَ المضائِق، وإن لم تَصل إلى شواطئِ الاستحقاقِ بعد، فيما وصلت رسائلُ عين التينة إلى بكركي على متنِ أعلى المستشارينَ وبأعلى عباراتِ الوُدِّ والتطابق.. فكانَ كلامُ الوزير علي حسن خليل من الصرحِ البطريركي مفعَماً بالحِرصِ على ما يَتِمُّ الاتفاقُ عليهِ بينَ اللبنانيّينَ لإتمامِ الاستحقاقِ الرئاسي بأسرعِ وقتٍ ممكن.

«أن بي أن»

لا غيوم ملبّدة بين عين التينة وبكركي، معاون الرئيس برّي علي حسن خليل حمل سلاماً وكلاماً لسيد الصرح البطريركي يبدّد كلّ الالتباسات التي سادت في الأيام الماضية .

التوسّل المباشر يغني عن التفسير والتأويل، ويقدّم الصورة شفّافة عن تفاهمات سياسيّة يريدها رئيس المجلس لتسهيل انتخاب وعمل رئيس الجمهوريّة العتيد.

فلا هي شروط ولا هي قيود ولا مطبّات في طريق الرئيس، تلك التفاهمات فسّرها وزير المال لراعي البطريركيّة المارونيّة الذي بدا مهتمّاً بكلّ تفصيل وتفصيل، ولم يقتصرِ الأمر على الرئاسة، بل طال حدود المشاعات في جبل لبنان .

أهميّة هذه الزيارة أنّها تدشّن مرحلة جديدة من التواصل والتفاهم المتبادل بين عين التينة وبكركي، ومن هنا بدا اجتماع اليوم أمس إيجابيّاً وبنّاءً .

في التفاصيل الداخليّة لا سلبيّة ولا إيجابيّة رفضت على خطّ الاستحقاق الرئاسي وتفرّغ اللبنانيّون لقراءة محاسن تفعيل عمل مجلس الوزراء، عسى أن يمتدّ إلى انتظام عمل كلّ المؤسّسات .

أمّا الانتظام السوري فتحدّده مسارات المعركة الميدانيّة في حلب، وسط تقدّم الجيش في ثلاثة أحياء شرق المدينة بالتزامن مع تصاعد الحملة السياسيّة الأميركيّة على سورية وروسيا.

لم تتوقّف دمشق عن التهديدات، وظروف أيلول 2013 تبدّلت، والدليل حجم المجابهة الروسيّة لأيّ عدوان محتمل على سورية.

«او تي في»

لا تزال المشاورات المعلَنة والبعيدة من الإعلام سيّدة الساحة السياسيّة هذه الأيام، مترافقة مع شائعات وإسقاطات وسيناريوهات تبقى بعيدة من الوقائع التي يعرفها المعنيّون. لتبقى العين على جلسة نهاية تشرين، وسط ترقّب لما قد تحمله من إمكانيّة لملء الشغور على قاعدة تكريس التفاهمات لمبدأ الرئيس الميثاقي كمفتاح لكلّ الحلول. وبعد سِجال بكركي – عين التينة، حرص موفد عين التينة اليوم أمس على ترطيب الأجواء، وفي لحظة عفويّة، التقطت العدسات علي حسن خليل يؤدّي التحية لسيّد الصرح، للتدليل على أنّ مياه عين التينة عادت إلى مجاري بكركي، لكن نائب الراعي العام أكّد للـ»أو تي في» أنّ الموقف هو نفسه: لا للسلّة ونعم للدستور. المعلومات تشير إلى أنّ اتّضاح المشهد يحتاج إلى مزيد من الخطوات. ولتحضير الأرضيّة والأجواء الملائمة الكفيلة بإنضاج المبادرة التي يقودها، يُنتظر أن تحمل الأيام المقبلة لقاءات خارجيّة لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري قد تشمل باريس وأنقرة والرياض. ولكن، قبل الانتقال إلى الملفات السياسيّة والحياتيّة، وقفة مع السلامة المروريّة، وتضامن والتزام بالحملة التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي.

«الجديد»

إذا ما طَبّق الشعبُ اللبنانيُّ المَثَلَ القائلْ «لا بالشام عيّدنا ولا بدُمّر لْحقنا العيد»، فلسانُ حالِه يقولُ اليوم أمس لا في عينِ التينة أكلنا الكعك ولا ذقنا حلو المعمول في بكركي. زيارةٌ للصرحِ البطريركيِّ قام بها معاونُ برّي السياسي برّدت الخطَّ الساخنَ بين بكركي وعين التينة، وغسَلت القلوبَ بين الراعي وبرّي، وكانت نهايةُ اللقاءِ السعيدة بأنْ لا تباينَ في المواقفِ على الإطلاق. معاونُ برّي السياسيّ تشاطرَ وغِبطتَه الأهميّةَ القُصوى لانتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجُمهوريّةِ اللبنانيّة، لكنّه حَمل السلّة وهذهِ المرةَ لم يُخرِجْ منها أرنباً، بل أخرجَ سنجابَ قانونِ الانتخاب. فكّكَ مع بكركي صاعقَ الرئاسة وزرعَ في المقابلِ لَغَمَ قانونِ الانتخاب، وأتحفَنا بحلٍّ «يا محلا السلّة» أمامَه، وقال بلسان أُستاذِه نحن حُرصاءُ على تسهيلِ إجراءِ الانتخاباتِ النيابيّة والإسراعِ في إقرارِ قانونٍ جديدٍ للانتخاباتِ النيابيّة، فعن أيِّ حِرصٍ وبأيِّ إجماعٍ سيتحقّقُ الوعد وتعيينُ موظّفٍ في أقصى إدارةٍ في البلاد يستنفرُ السلطةَ ويعطّلُ البلد ويرفعُ متراسَ الستةْ وستةْ مكرّر، أيُّ انتخاباتٍ نيابيّةٍ سهلةٌ طريقُها وثلاثةُ أعوامٍ أنتجتِ التمديدَ الثانيَ وسبعةَ عشَرَ أرنباً، كلُّ واحدٍ فيها يحمِلُ اسماً لقانونِ انتخابٍ ضاعَ في زواريبِ النقاشات، والطريقُ إلى إقرارِ القوانينِ المطروحةِ واضحةٌ وتَمُرُّ بالهيئةِ عبرَ طرحِها والتصويتِ عليها بحسَبِ نائبِ القوات جورج عدوان، لكنْ لا القانونُ سيُقَرّ ولا العقَباتُ ستُزالُ حتى الوصولِ إلى ربعِ الساعةِ الأخير، فيُصبحُ التمديدُ الثالثُ شرّاً لا بُدّ منه. وممّا تقدّم يبدو أنّ بكركي لن تقعَ في فخِّ عين التينة ولن تُلدغَ مِن جُحرِها مرّتين، فبيانُ المطارنةِ الموارنة هدّد بالمجتمعِ المدَنيّ لإقرارِ قانونٍ للانتخاب، وفي معلوماتٍ خاصّةٍ بالجديد كان التهديدُ بمثابةِ دعوةٍ إلى الاستنفارِ ونزولِ الشارع، وذلك بتنسيقٍ ثلاثيٍّ بين بكركي والرابية ومعراب. في الشأنِ الرئاسيّ وعلى المُستوى الدُّستوريّ، مخرجٌ أعادَه حارسُ الطائفِ إلى الواجهة فجدّد اقتراحَه بانتخابِ رئيسٍ إنقاذيٍّ لمرحلةٍ انتقاليّةٍ تكونُ مُهمّتُه إنتاجَ مجلسٍ نيابيٍّ جديدٍ مُنتَخبٍ مِن الشعبِ اللبنانيِّ بكلِّ ما في الكلمةِ مِن معنى.

«ال بي سي»

خطّان لا يلتقيان، خط سير صهاريج المياه، وخطّ قساطل المياه، وإذا التقيا فلا حول ولا قوة، هذا في الجديدة البوشريّة السدّ والدكوانة، وأيضاً خطّان لا يلتقيان، خطّ أنابيب خزّانات المحروقات في برج حمود الدورة، وخطّ كاسر الموج حيث تُقام الأشغال لمعالجة النفايات، وإذا التقيا فلا حول ولا قوة إلّا بالله.

منذ قرابة أسبوعين فتحنا ملف انقطاع المياه في منطقة الجديدة البوشريّة السد والدكوانة، وكانت الفضيحة بصيغة سؤال، كيف تتأمّن المياه إلى الصهاريج ولا تتأمّن إلى خزّانات المنازل، جاء الجواب المشترك لمصلحة المياه والبلديات، أمّا البُنى التحتيّة للقساطل غير مطابقة وقد استعيض عنها بالصهاريج، ليتبيّن بعدها أنّ هناك كارتيل مياه أبطاله مصلحة المياه والبلديّات وأصحاب الآبار الارتوازيّة وحماتهم من أصحاب الرتب والنجوم، منهم متقاعدون وغير متقاعدين.

توقّف أصحاب الصهاريج في محاولة منهم للضغط على وجع الناس وعلى حاجتهم للمياه، ولكن تحت الضغط الإعلامي انهار الكارتيل فعادت المياه إلى مجاريها في القساطل، لكنّ المسألة لم تتوقّف عند هذا الحدّ، ويجب أن لا تتوقّف عند هذا الحدّ من خلال التساؤل التالي، من يحاسب هذا الكارتيل أو هذه المافية المؤلّفة من مصلحة المياه والبلديّات وأصحاب الصهاريج وأصحاب الآبار وحماتهم؟ كيف ستمرّ هذه القضية مرور غير الكرام لأناس أكثروا من بيع المياه على حساب المواطنين الذين رضخوا للابتزاز، إمّا تدفعون ثمن مياه الصهاريج وإمّا لا مياه من مصلحة المياه.

الخطّان الآخران اللذان لا يلتقيان، هما خط أنابيب النفط وخط كاسر الموج في برج حمود، حيث يُفترض أن تنجَز الأعمال لاستقبال النفايات فيه. خط الأنابيب ما زال مكانه، ممّا يعرقل إنجاز الأعمال، أصحاب الشركات لم ببدؤوا عمليّة نقل الخطوط، والشركة المتعهّدة لا تستطيع إكمال الأعمال قبل إزاحة الأنابيب. إنّها حكاية البيضة والدجاجة، أو بمعنى آخر إنّها الدوامة، والنتيجة المباشرة أنّ النفايات ستعود إلى الشوارع ليتعانق القديم منها الذي رُفض في برج حمود مع الجديد الذي سيتحوّل رويداً رويداً إلى قديم، والجامع المشترك بين برج حمود والجديدة البوشرية السدّ والدكوانة، أنّ المواطن في هذه البلدات يتعرّض لأبشع أنواع الابتزاز، ابتزاز الصهاريج حيث لا مياه قبل فكّ أسر القساطل وابتزاز تراكم النفايات قبل فكّ أسر مركز المعالجة في برج حمود.

بالمناسبة هل سمعت الحكومة مجتمعة أو غير مجتمعة بهذه المناطق الثلاث؟

«ام تي في»

بعد أسبوعين على الحراك الرئاسي المستجدّ، الصورة لم تتغيّر كثيراً، فالرئيس الحريري لم ينتقل رسميّاً من مرحلة ترشيح النائب سليمان فرنجيّة إلى مرحلة ترشيح النائب ميشال عون، في المقابل فرنجيّة لا يزال مصرّاً على ترشحّه ولا يبدو أنّه في وارد التراجع عنه، لأنّه يستند إلى عدد لابأس به من القوى السياسيّة.

من جهة أخرى، فإنّ على العماد عون أن يبادر إلى تذليل عقد كثيرة ومشاكل عديدة، خصوصاً تلك المتراكمة على طريق الرابية عين التنية، وهو حتى الآن لم يفعل .

في ظلّ المراوحة الداخليّة يستكمل الرئيس الحريري مشاوراته الخارجيّة، وهي ذات طابع إقليميّ ودوليّ ستقوده إلى القاهرة والرياض وأنقرة وباريس، ما يعني أنّ الأسبوع الطالع سيكون أيضاً أسبوع انتظار على الصعيد الرئاسي .

توازياً، شهد الصرح البطريركي في بكركي زيارة لافتة لوزير المال علي حسن خليل موفَداً من رئيس مجلس النوّاب، وهي زيارة أعادت الأجواء إلى طبيعتها بين البطريركيّة المارونيّة والرئاسة الثانية، وأزالت الالتباس على قاعدة التمييز بين السلّة المرفوضة والتفاهمات السياسيّة المطلوبة .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى