جمهوريون يدرسون استبدال مرشحهم للسباق إلى البيت الأبيض فضائح تلاحق كلينتون وترامب عشية مناظرتهما الثانية

بعد تسريب تسجيلات «فيديو» للمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، يدلي فيها بتصريحات بذيئة بحق النساء، بدأ حقوقيون جمهوريون دراسة إمكانية استبداله بمرشح آخر. في حين أعلن رئيس اللجنة الوطنية للحزب، رينس ديباس، أن إهانة ترامب من قبل أعضاء حزبه، سيدفن حظوظ فوز الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية.

وأوضح ديباس، أن أمام اللجنة الوطنية للحزب 48 ساعة، لإعادة دراسة استراتيجيتها قبل الانتخابات، حيث سيبحث محامو «الحزب الجمهوري» إمكانية استبدال ترامب بمرشح آخر، رغم أنه لم يتبق سوى شهر واحد على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.

ونقلت صحيفة «بوليتيكو»عن مصدر جمهوري رفيع، أمس، قوله إن: جيشا من المحامين يدرس، حاليا، المادة رقم 9 التي تسمح بتزكية مرشح آخر، في حال خروج المرشح السابق من تلقاء نفسه، أو في حال وفاته. مشيرا إلى أن ترامب، صرح بأنه لا يعتزم الخروج من السباق الرئاسي ولذلك، فإن الحزب سيواصل العمل معه في كل الحالات.

بدورها، انضمت وزيرة الخارجية السابقة، كونداليزا رايس، إلى مجموعة متزايدة من الجمهوريين، الذين يطالبون ترامب بالانسحاب، حيث أعربت على صفحتها في «فيسبوك»، عن اشمئزازها واستيائها حيال تصريحاته المهينة بحق النساء.

وكتبت رايس: كفى! لا ينبغي أن يتولى دونالد ترامب الرئاسة. يتعين عليه الانسحاب. وأنا كعضوة في الحزب الجمهوري، آمل أن أؤيد شخصا لديه الكرامة والمكانة المطلوبتان، لخوض الصراع من أجل أعلى منصب في أعظم الدول الديمقراطية في العالم.

كذلك، نشرت وسائل الإعلام الأميركية، تسريبات حول المرشحين لمنصب رئيس الولايات المتحدة، تضمنت حزمة سرية من مراسلات المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وتسجيلا لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب وهو يدلي بتصريحات مهينة بحق النساء.

إلا أن ترامب أكد أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي. وكتب على حسابه في «تويتر»: تطمح وسائل الإعلام والمؤسسة السياسية الحاكمة إلى طردي من السباق الانتخابي، لن أنسحب أبدا من السباق، لن أخيب أمل مؤيدي ترشيحي.

كما نشر شريط «فيديو» قال فيه: «كنت مخطئا وأعتذر». مضيفا، أنه لا يعتبر نفسه «شخصا منزها عن الخطأ» ولم يحاول تقديم نفسه «كرجل مثالي». وأعلن أن ظهور «الفيديو» الذي تم تسجيله منذ أكثر من عشر سنوات، يهدف إلى صرف أنظار الأميركيين عن المشاكل الواقعية التي تواجهها البلاد.

واعتبر أن ملاحظاته بشأن النساء، لا ترقى إلى مستوى فضائح الخيانات الزوجية، التي قام بها بيل كلينتون، الرئيس الأميركي الأسبق وزوج هيلاري كلينتون. و قال: قلت عبارات حمقاء، لكن ثمة فرق كبير بين الكلمات والتصرفات. بيل كلينتون كان يهين النساء وهيلاري كانت ترعب وتهاجم وتهدد ضحاياه من النساء.

أما في ما يخص المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، فقد كشف موقع «ويكيليكس» معلومات من شأنها إلحاق أضرار جسيمة بشعبيتها، حيث نشر الموقع الحزمة السرية الأولى من مراسلات كلينتون، التي تمت قرصنتها من حاسوب رئيس حملتها الانتخابية، جون بوديستا.

وتضم هذه الحزمة، 2060 رسالة و170 ملحقا لها، تسلط الأضواء على مواقف كلينتون غير المعروفة، إزاء طيف واسع من المسائل الداخلية والدولية، حيث تكرس نصف هذه الرسائل، لمسائل الطاقة النووية، خصوصا فيما يخص هبات مالية بالغة قدمها «أشخاص لهم مصالح بهذا المجال» إلى صندوق كلينتون.

وتعلق العديد من الوثائق بدور شركة «يورانيوم وان»، المسجلة في كندا، التي أعلن ترامب أن شقيق جون بوديستا، هو من يديرها. متهما ً منافسته الجمهورية بأنها ساعدت هذه الشركة، إبان توليها منصب وزير الخارجية، في الحصول على 20 في المائة من اليورانيوم الذي تملكه، من الولايات المتحدة.

كما تركز جزء من الوثائق المسربة، على مسائل السياسة الخارجية الأميركية، حيث جاء في إحدى الرسائل المتعلقة بالعلاقات بين واشنطن وأنقرة والتي استلمتها كلينتون من ممثل مجلس سياسة الدفاع الأميركية، أن إيران وروسيا والرئيس السوري بشار الأسد شخصيا، هم الذين يشكلون خطرا على أمن الدولتين الأميركية والتركية.

كذلك، سلطت تسريبات «ويكيليكس» الضوء على الخطابات التي ألقتها كلينتون أمام مدراء أكبر شركات مالية أميركية، حيث أظهرت علاقاتها الودية جدا، مع العديد من أقوى شخصيات «وول ستريت».

ونقلت إحدى الوثائق عن كلينتون، تعبيرها، أثناء حديث في عام 2013 مع لويد بلانكفاين، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «غولدمان ساكس» للخدمات المالية و الإستثمارية، عن أسفها من عدم توفر الظروف السياسية الملائمة لتولي الأثرياء مناصب حكومية. مشيرة إلى وجود تحيز كبير ضد «أشخاص ناجحين يعيشون حياة نشطة». واصفة الرقابة على أموال المسؤولين الحكوميين بأنها «أمر عسير وغير ضروري».

وتأتي هذه التسريبات، عشية المناظرة الثانية بين ترامب وكلينتون، التي ستُجرى فجر اليوم. في وقت تتناقض فيه نتائج استطلاعات الرأي العام، التي تجرى داخل الولايات المتحدة، بشأن ما إذا كان أحد المرشحين يتقدم على الآخر، قبل قرابة شهر من موعد الانتخابات، التي سيقرر فيها مصير المقعد الرئاسي في البيت الأبيض.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى