«القومي»: مجزرة صنعاء تجعل تحالف العدوان على اليمن جهة مسؤولة عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانيّة
أثارت المجزرة المروِّعة التي ارتكبتها قوات التحالف الذي تقوده السعوديّة في صنعاء ردود فعل غاضبة ومستنكرة للجريمة، معتبرةً أنّها تجعل تحالف العدوان على اليمن جهة مسؤولة عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانيّة، مؤكّدةً أنّ الشعب اليمني سينتصر على سيف المتوحّشين والقتلة والإرهابيّين لأنّه على حق، ودعت إلى وقفة احتجاجية و إدانة للحرب السعودية على اليمن، وذلك في الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم الاثنين أمام مبنى «أسكوا».
نصرالله
وفي هذا الإطار، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في خطاب ألقاه في المجلس العاشورائي الذي يقيمه حزب الله في حارة حريك: «يجب أن نتوقّف أمام الحادث المهوّل الاستثنائي والخطير، الذي حصل في مدينة صنعاء. أمام العدوان السافر والواضح، العدوان السعودي، حيث قامت طائرات هذا النظام بقصف، ليس أهدافاً عسكريّة، بل عامدةً متعمّدة قامت بقصف قاعة كبيرة جداً في صنعاء تتّسع للآلاف، ومجلس عزاء بمناسبة وفاة يحضر فيها كبار المسؤولين»، معتبراً أنّه «كان هناك تعمّد واضح في القتل، وقتل أكبر عدد ممكن من الناس في هذا المكان وفي هذه المناسبة، ما أدّى حتى الآن بحسب المتابعات الإعلاميّة إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى، لا توجد أعداد واضحة وحاسمة، لكن هناك كارثة إنسانيّة حقيقيّة حصلت في صنعاء».
أضاف: «يكفي أن أقول إنّ هذا بالنسبة لي وللكثيرين، هو أمر طبيعي ومتوقّع من هذا النظام، عندما نتطلّع إلى تاريخه منذ بدايات التأسيس، وما ارتكبه من مجازر في الجزيرة العربية في ما سُمّي لاحقا بالسعودية، في دول الجوار في العراق، وحيثما وصلت سيوفهم وبنادقهم وما يجري في المنطقة».
وتابع «لا أريد أن أحوّل الخطاب الليلة لهذا الموضوع، فسيأتي وقته، ولكن لا بُدّ من وقفة ولا بُدّ من إدانة، إدانة بأعلى الصوت لهذه المجزرة الرهيبة التي ارتُكبت، والتي في كلّ الأحوال ستفضح الكثير من القوى في هذا العالم. أن نقول كلمة إدانة أوّلاً، وإن كانت كلمات الإدانة صغيرة وضعيفة أمام هول المجزرة. ثانياً: أن نتوجّه إلى عوائل الشهداء بالعزاء وطلب الرحمة لهم عند الله سبحانه وتعالى. ثالثاً: الدّعاء للجرحى بالشفاء والعافية، وأوّلاً وآخراً الدعاء لهذا الشعب اليمني المظلوم والصابر والمجاهد والثابت والشجاع والشريف، الذي تحمّل حتى اليوم وما زال يتحمّل، ويقدّم اليوم هذه التضحية الهائلة في أيام عاشوراء، في أيام الفداء والشهادة والتضحية».
وختم: «أقول لهذا الشعب: أنت ستنتصر حتماً. إنّ دمك الثائر الشريف، الذي هو على حق، سينتصر على سيف هؤلاء المتوحّشين والدمويّين والقتلة والإرهابيّين».
«القومي»
كما أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي المجزرة، وفي هذا السياق، أصدرت عمدة الإعلام في الحزب البيان التالي:
«إنّ قيام التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضدّ اليمن، بقصف مجلس عزاء في صنعاء بالصواريخ والقنابل وارتكاب مجزرة جماعيّة مروّعة ذهب ضحيّتها مئات الشهداء ومئات الجرحى من اليمنيّين، يجعل هذا التحالف والقائمين عليه، جهة مسؤولة عن ارتكاب جرائم الحرب، والجرائم ضدّ الإنسانيّة.
لقد باتَ واضحاً أنّ الحرب العدوانيّة التي تُشنّ على اليمن، تتّخذ منحىً خطيراً، فهي حرب تدمير وإفناء، تستهدف اليمن دوراً وحضارة، كما أنّ هذه الحرب لا تُقيم أيّ اعتبار للقوانين الدوليّة التي تكفل حماية المدنيّين ولا سيّما الأطفال منهم والنساء، وقد سجّل تحالف العدوان على اليمن رقماً قياسياً في ارتكاب الجرائم والمجازر، على صورة المجازر «الإسرائيليّة» بحق شعبنا في فلسطين ولبنان، وعلى صورة المجازر التي ترتكبها المجموعات الإرهابيّة المتطرّفة في الشام والعراق.
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يدين بشدّة مجزرة صنعاء، ويحيّي أرواح شهدائها، ويتمنّى الشفاء للجرحى، ويدعو إلى أن تتحمّل القوى الدولية مسؤوليّاتها وتضغط لوقف الحرب على اليمن، وسوْق مرتكبي جرائم الحرب إلى المحاكم الدوليّة».
صالح
وقال الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربيّة قاسم صالح في بيان: «لم يتوقّف العدوان السعودي الأميركي على اليمن رغم مرور أكثر من عام على الحرب الظالمة التي شنّتها قوات عاصفة الحزم على شعب اليمن وجيشه وقواه الوطنيّة وبناه التحتيّة بُغية إركاعه واستلاب قراره المستقلّ وحقّه المشروع في الاستقلال والسيادة وتقرير المصير، لكنّ اليمنيّين البواسل واجهوا بشجاعة وبطولة هذا العدوان الغادر وأسقطوا أهدافه وألحقوا به الهزيمة النكراء، ما دفع قيادة هذا التحالف إلى شنّ غارات طيرانها الحربي على القاعة الكبرى في صنعاء مستهدفةً المدنيّين الأبرياء وهم يقومون بواجب التعزية، فحوّلتهم إلى أشلاء وجثث متفحّمة ما أدّى إلى سقوط ما يزيد عن السبعمائة ضحيّة بين شهيد وجريح.
إنّ هذه العمليّة الجبانة تعبِّر عن حالة اليأس والخيبة التي تعاني منها المملكة العربيّة السعوديّة وحلفاؤها، وتذكّرنا بالمجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني من دير ياسين وبحر البقر ومجزرتي قانا، وعمليّات التفجير اليومي التي يقوم بها الإرهابيّون التكفيريّون ضدّ شعب سورية والعراق ولبنان وليبيا وسائر كيانات الأمّة وضدّ العالم بأسره، ما يؤكّد أنّ الإرهاب الصهيوني والإرهاب التكفيري ورعاته وجهان لعملة واحدة، وضرورة تكاتف وتعاون القوى والأحزاب والشعوب وهيئات المجتمع المدني لتشكيل جبهة شعبيّة لمحاربة الإرهاب ودحره وهزيمته، لأنّه يشكّل خطراً وجوديّاً على الأمة برمّتها وعلى أحرار العالم.
إنّ الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربيّة إذ تدين هذه الجريمة الوحشيّة ومرتكبيها، فإنّها تدعو الهيئات والمؤسّسات الحقوقيّة الدوليّة والأمم المتحدة إلى إحالة هذه القضيّة إلى المحكمة الجنائيّة الدوليّة باعتبارها جريمة حرب موصوفة، كما تدعو جميع القوى الشريفة والحرة العربيّة والدوليّة إلى إدانة هذه المجزرة البشعة وإلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني، والعمل الجاد من أجل وقف هذه الحرب المدمّرة ووضع حدّ لها.
وتتقدّم الأمانة العامة من أهالي الشهداء بالعزاء والمواساة، وتتمنّى للجرحى الشفاء العاجل، مؤكّدةً أنّ شعب اليمن السعيد الذي صمد وواجه وقدّم الشهداء والتضحيات لا بُدّ له أن ينتصر ويطرد الغزاة عن أرضه، رافعاً راية الحريّة والسيادة والعزة والكرامة فوق ربوعه».
واعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، أنّ هذه المجزرة «برسم مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومؤسّسات المجتمع الدولي، المطالَبين بتحمّل مسؤوليّاتهم وإدانة هذه المجزرة ومعاقبة المرتكبين وتصنيفهم كمجرمي حرب وملاحقتهم قانونيّاً، وعلى المحكمة الجنائيّة الدوليّة كشف المنفّذين والمحرّضين ومحاكمتهم ليكونوا عبرة لغيرهم».
«أمل»
واستنكرت حركة «أمل» «الاستهداف غير المبرّر لخيمة عزاء في العاصمة اليمنيّة صنعاء، ودعت في بيان إلى «وقف نزيف الدم الذي لا يؤدّي إلّا إلى مزيد من التأزّم والاحتقان، في حين أنّ المطلوب هو العودة إلى الحوار بين الدول العربيّة والإسلاميّة، والبحث الجدّي عن حلول سياسيّة تُنهي الاختلاف، والإصرار على الوحدة التي تشكّل صمّام الأمان في مواجهة التحدّيات، وبخاصة الإرهاب التكفيري».
كذلك استنكرت «حركة التوحيد الإسلامي»، «الجريمة المروّعة، واعتبرت في بيان أنّه «كان الأجدر بهذا التحالف العربي أن يكون ضدّ العدو الصهيوني لإنقاذ فلسطين وتحريرها، وتخليص الشعب الفلسطيني المظلوم من نير العدو الصهيوني الغاشم وطغيانه».
«الشغّيلة»
وأعربت «رابطة الشغّيلة» عن إدانتها وشجبها المجزرة، وأكّدت في بيان «أنّ إقدام الحكم السعودي على قصف مجلس عزاء في العاصمة اليمنيّة إنّما يشكِّل جريمة ضدّ الإنسانيّة جمعاء وجريمة حرب، تأتي تتويجاً للحرب الوحشيّة والإجراميّة التي تُشنّ ضدّ الشعب العربي اليمني وقواه الوطنيّة الرافضة للهيمنة والتبعيّة لأميركا وأعوانها من أنظمة خليجيّة، وهي تتماهى مع المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني في لبنان وفلسطين المحتلة».
وأكّدت الرابطة أنّ «نظام آل سعود ما كان ليشنّ هذه الحرب الهمجيّة، ويتمادى في إجرامه وتدميره لليمن وارتكاب أفظع المجازر بحق أبنائه، لولا صمت العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن، وعدم التحرّك لوضع حدّ لهذه الحرب، ومعاقبة الحكم السعودي على انتهاكه السافر لأبسط القوانين الدوليّة وحقوق الإنسان».
ودعت إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجيّة إدانةً للحرب السعوديّة على اليمن، وللمجازر الوحشيّة التي يرتكبها النظام السعودي ضدّ المدنيّين، وذلك اليوم الاثنين الساعة الخامسة بعد الظهر أمام مبنى «أسكوا».
حمّود
وأكّد رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود، «أنّ هؤلاء الذين ضربوا مجلس عزاء بشكل مباشر وبجنون حقيقي لا يعلمون أين يذهبون»، سائلاً: «لماذا كان هذا الخيار بالأصل وهو خيار مخالف للقرآن، وفي مقابله خيار فهم القرآن؟».
أضاف: «أنّ هؤلاء وضعوا القرآن خلف ظهورهم، ووثقوا بالأميركي أو الغربي بشكل عام»، متسائلاً: «إلى متى يستمرّ الزحف الذليل نحو «الإسرائيلي» والأميركي، وإلى متى هذه الثقة بالعدو الأميركي الذي يهين هذه الأمة مرّة بعد مرّة».
ودعا العلّامة السيد علي فضل الله إلى «وقف الحرب العبثيّة في اليمن»، مؤكّداً «ضرورة أن تكون المجزرة الأخيرة في صنعاء فرصة للمتعقّلين لوقف هذا العدوان، واتّخاذ قرارات شجاعة بعد انسداد الأفق أمام الجميع».
وقال: «إنّ ما يصيب الشعب اليمني في هذه الأيام من مأساة بفعل العدوان الذي يطاول المدنيّين، ويستهدف المناطق الأكثر ازدحاماً، ولا يفرِّق بين بنية تحتيّة أو تجمّعات بشريّة، هو من أشدّ حالات الاعتداء على النفس التي حرّم الله قتلها إلّا بالحق، والأكثر ظلماً، ولا سيّما في الاستهداف الأخير لمجلس العزاء في صنعاء، والذي لا يمكن تبريره بحال من الأحوال، ولا يمكن القبول به والسكوت عنه مهما كانت الظروف، وهو جريمة موصوفة بكلّ المقاييس الشرعيّة والقانونيّة، وبحسب شرعة حقوق الإنسان».
«تجمّع العلماء»
واستنكر «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان، هذه المجزرة «بحقّ المدنيّين الآمنين الذين كانوا يمارسون واجباً إنسانيّاً»، داعياً إلى «تكليف لجنة دوليّة محايدة، لا لمعرفة إذا كان التحالف السعودي الأميركي وراء المجزرة، بل للوصول إلى المسؤولين الذين اتّخذوا القرار وتقديمهم للمحاكمة على أنّهم مجرمي حرب».
وطالب التجمّع مجلس الأمن «باتّخاذ قرارات واضحة بإيقاف الحرب الظالمة على اليمن»، و«إصدار قرار بوقف إطلاق نار شامل على الأراضي اليمنيّة، وإحياء المفاوضات بين أطراف النزاع في اليمن مقدّمة لحلّ سلمي تكون كلمة الشعب فيه هي الفصل».
كما دعا إلى «فتح الأجواء اليمنيّة أمام الطيران المدني لإيصال المساعدات للشعب المظلوم وتقديم العون، خاصة على الصعيد الصحّي بعد قيام طائرات التحالف الجبانة بقصف أكثريّة المؤسّسات الصحيّة في اليمن»، ومناشداً المؤسّسات الإنسانيّة الدوليّة «المبادرة للقيام بواجبها في مساعدة الشعب اليمني».
واعتبرت «جبهة العمل الإسلامي» أنّ «هذه الهجمة المخيفة، وهذا القتل العشوائي غير المبرّر، ما كان ليحصل في اليمن ولا في غير اليمن لو جعلنا كتاب الله نصب أعيننا، وجعلناه الحكم الفصل في كلّ خلافاتنا». وتساءلت عن أسباب «هذا الحقد الضغين الدفين من الأخ ضدّ أخيه، هذا الحقد المجرّد من كلّ إنسانيّة».
وختمت بالقول: «إنّه من المؤسف والمحزن والمخزي في أن يتباهى العرب في قتل بعضهم البعض، وفي الحين نفسه يسرح العدو ويمرح على أرض فلسطين من دون حسيب أو رقيب».
كما أدان رئيس جمعيّة «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطّان «الجرائم المتكرّرة ضدّ أهلنا المظلومين في اليمن، وليس آخرها مجزرة صنعاء المروّعة». وطالب المجتمع الدولي وهيئات وجمعيّات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بـ«أن يكون لهم موقف إنسانيّ ضدّ التحالف المجرم والقاتل للشعب اليمني البريء»، داعياً الشعوب العربيّة والإسلاميّة وعلماء الأمة إلى «أن يعودوا إلى دينهم ويقولوا كلمة حق في وجه سلطان جائر، وأن يكفّوا ألسنتهم عن إثارة النعرات الطائفيّة والمذهبيّة».
حركة الأمة
وطالبت «حركة الأمة» المنظّمات الدوليّة والإقليميّة «بأوسع حملة تضامن مع الشعب اليمني المظلوم»، معتبرةً «أنّ تصاعد هذا الإجرام يأتي نتيجة فشل ما يُسمّى بالتحالف العربي في كسر إرادة الشعب اليمني».
كما استنكر المجزرة إمام «مسجد الغفران» في صيدا الشيخ حسام العيلاني، معتبراً أنّ «لا فرق بينها وبين ما يقوم به بعض المتطرّفين من الجماعات الإرهابيّة، «داعش وأخواتها»، الذين يستهدفون المجالس العاشورائيّة».
جبهة التحرير
وأدانت «جبهة التحرير الفلسطينيّة» المجزرة، مؤكّدةً «أنّ الشعب اليمني الشقيق الذي عرفناه بالوقوف إلى جانب فلسطين، وناضل في صفوف الفصائل الفلسطينيّة من أجل استعادة أرضه، ووقف إلى جانب المقاومة في لبنان وسورية، سينتصر على حرب الإبادة التي يشنّونها عليه».
ورأى عضو المكتب السياسي للجبهة عباس الجمعة في تصريح، أنّ صمت المجتمع الدولي الذي لا يكفّ عن العويل وذرف الدموع يوميّاً على الجماعات التكفيريّة في سورية، هو شريك في الدم اليمني المسفوك، والدمار المتواصل هناك»، مشدّداً على أنّ «هذه المجزرة بحقّ الشعب اليمني الشقيق ستزيده صموداً وصبراً وتحدّياً».