قليموس: للتجذّر في الأرض والعيش الواحد

جال رئيس «الرابطة المارونيّة» أنطوان قليموس يرافقه وفد من الرابطة على قرى وبلدات البقاع الشمالي، استهلّها بزيارة دير سيدة المعونات في بعلبك.

واستقبل قليموس والوفد المرافق الذي ضمّ الأمين العام للرابطة أنطوان واكيم، أعضاء مجلسها التنفيذي كارلا شهاب، عليا بارتي زين، مارون سرحال، سهيل مطر، أنطوان خوري، جوزيف كريكر وعدد من أعضاء اللجان، على وقع أجراس الكنائس ونحر الخراف، واستقلّ إلى جانب راعي أبرشيّة بعلبك ودير الأحمر للموارنة المطران حنا رحمة، سيارة بابا موبيل مكشوفة، وتوجّها بمواكبة الطلائع والفرسان إلى الكنيسة لأداء صلاة الشكر، وبعدها توجّه الجميع إلى صالون الأنطش.

المحطة الأولى للوفد كانت في بعلبك، حيث كان في استقباله النائب إميل رحمة، رئيس دير سيدة المعونات الأب الياس مارون غاريوس، الأبوان بول كيروز وجوزف كيروز.

وبعد القدّاس الإلهي وصلاة الشكر، ألقى الأب غاريوس كلمة ترحيبيّة، قال فيها: «نجلسكم على جذوع الزيتون، فهذا هو تراثنا الماروني من نبع السلام لننطلق من هذا السلام إلى العالم، والأنطش والنيابة الأسقفيّة المارونية كانت للعام 1990 في بعلبك، لكلّ بعلبك مسلمين ومسيحيّين، هذا الشعب المليء بالحب سيكمل معكم بمعرفة الرب وبنيّة صادقة».

وألقى المطران رحمة كلمة، قال فيها: «نرحّب بكم في بعلبك والبقاع الشمالي، هذه المنطقة حيث الوضع فيها مقبول نسبيّاً، أثناء الحرب كان الحضور الماروني والمسيحي فاعلاً في هذه المنطقة، ونسبة الأراضي كانت 50 في المئة تعود ملكيّتها للمسيحيّين وكان الحضور جديّاً، والمؤسف أنّ بعض المغرضين بدأوا يحضّون الناس على الهرب وبيع الأراضي، والكثير من إخوتنا تركوا وباعوا ونزحوا».

أضاف: «وأنا أقول اليوم، إخوتنا المسلمون أكثر من المسيحيّين، يشدّدون معنا على العودة إلى بعلبك لأنّ المنطقة من دونكم لا قيمة لها، و«البلاد التي لا يوجد فيها نصارى خسارة» وهذا أتحدّث به باسم إخوتنا المسلمين».

وتحدّث قليموس، فقال: «زيارتي تبدأ بسؤالين سأجيبكم عنهما، ولماذا بدأت الزيارة من الأنطش إلى رئيس الدير الأب الياس مارون غاريوس. منذ اليوم الأول لانتخابي أنا ورفاقي، أولى الأولويّات كانت لدينا أن تذهب الرابطة إلى كلّ الموارنة كي لا أقول عند كلّ المسيحيّين أو بالأكثر كلّ اللبنانيّين، عند كل الموارنة تعني أنّنا سنبدأ من عند الموارنة البعيدين عن العاصمة … في الأمس كنّا في الجنوب، واليوم نحن في البقاع وغداً سنكون في عكار، هذا هو دور الرابطة والهدف من مجيئنا أولاً».

وشدّد قليموس على أنّ «دعوتنا ورسالتنا كرابطة مارونيّة العودة إلى الجذور، والجذور لا تعني الأرض فقط، فالجذور هي الأخلاقيّة التي نمت فيها المسيحيّة، وتحديداً الطائفة المارونية التي بُنيت على التواضع والبساطة والتضامن وحب الغير، والذي حلّ مكانهم الحسد والنميمة والمظاهر الغشّاشة»، مشيراً إلى أنّ «دورنا كرابطة مارونيّة إعادة إحياء القلوب المملوءة بالذهب والصلبان المنحوتة من خشب، ودورنا ليس الجلوس في العروش والأعالي، دورنا ألّا ننسى الموجودين بمآسيهم خارج أرضهم».

بعدها انتقل الوفد مع المطران رحمة إلى دارة الشهيدين صبحي ونديمة الفخري في بتدعي، حيث كان في استقباله أبناء الشهيدين في حضور رؤساء بلديّات ومخاتير بشري ودير الأحمر وبتدعي والبقاع الشمالي والجوار.

وألقى قليموس كلمة، تمنّى فيها على عائلة الفخري أن «تكون الحادثة قد زرعت في نفوسكم الرجاء وقوّت صمودكم بالأرض، وألّا تكون سبباً للتخاذل بأن تعيشوا عقدة الخوف. الملف كما عرفت في القضاء وهذه رغبتنا جميعاً، وعلينا أن نسلّم الأمور للعدالة وعدالة الرب».

أضاف: «أنا معكم بتطلّعاتكم. هذه الأرض لكم، هي أرض أجدادكم لا تنسوها وسلّموها لأولادكم».

بدوره، رحّب نجل الشهيدين باتريك الفخري باسم عائلته وباسم شباب بتدعي وبشري بالوفد، شاكراً للرابطة زيارتها والوقوف عند خاطر العائلة.

المحطّة الثالثة للزيارة كانت في منزل النائب رحمة في دير الأحمر، وكان في استقباله رؤوساء بلديّات المنطقة.

ورحّب رحمة بالوفد الزائر، مؤكّداً دور موارنة الأطراف،

وردّ قليموس بالقول: «الإناء ينضح بما فيه، ولست في وارد أن أزور دير الأحمر قبل أن أزور هذا البيت الذي يمثّل العيش المشترك والعصاميّة، وميزة كبرى للإنسان هو كيف يستطيع أن يبني حيثيّة سياسيّة وتاريخيّة».

وقدّم رئيس اتحاد بلديات دير الأحمر جان فخري مذكّرة لرئيس الرابطة باحتياجات ومطالب المنطقة.

وزار قليموس والوفد مطرانية دير الأحمر للموارنة، حيث كان في استقبالهم النائبين السابقين نادر سكر وربيعة كيروز ورؤساء بلديّات.

وبعدها توجّه الوفد إلى سيدة بشوات للتبرّك، وبعدها سلك الموكب طريق برقا نبحا القدام، ثمّ القليلة الحرفوش وارغش تلبية لدعوة عضو الرابطة المارونيّة وليد طوق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى