إشاعات تتعب دمشق ليلاً
منذ منتصف ليل السبت ـ الأحد حتى الصباح كان أغلب سكان العاصمة السورية عرضة لحرب إشاعات غزت صفحات التواصل الاجتماعي وانتقلت كالنار في الهشيم، إلى أن وصلت رسائل على هواتف المواطنين تؤكد لهم أنّ ما يسمعونه غير صحيح وأنّ دمشق بأحيائها تحت عناية الجيش العربي السوري.
التقدّم الذي يحققه الجيش في جوبر رافقته ثغرة تسرّب منها المسلحون، وقد تكون تركت عمداً لهم كما في المرة الماضية، والكمين الذي نصبه الجيش لاستدراجهم إلى ساحة العباسيّين، والتسرّب وصل إلى أطراف حي الكباس المطلّ على باب توما وباب شرقي والدويلعة، فانتقلت الأخبار مضخمة ومبالغ فيها عن سقوط هذه الأحياء بيد المسلحين وصولاً إلى إشاعات طاولت حي جرمانا وسقوطه.
كلّ المعطيات العسكرية تؤكد ميدانياً أنّ الجيش السوري يسيطر على الأحياء الثلاثة ويتقدّم في حي جوبر ويتعامل بمهنية وحرفية عاليتين مع المجموعات المتسرّبة.
القضية الأهمّ من الميدان صارت التعامل مع الحرب النفسية وحرب الشائعات.
مصادر خبراء في الحرب النفسية عمّمت نصائح على الناشطين على صفحات التواصل في كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات، وتضمّنت:
1- كلّ ست ساعات في الظروف العادية وكلّ ساعة في الظروف المليئة بالإشاعات يكتب كلّ واحد من منطقة وجوده وجوارها ما هو مؤكد عنده، مثلاً: «من حي القدم في دمشق لا اشتباكات والجيش العربي السوري مسيطر على الامور»، أو «حي الدويلعة اشتباكات خفيفة لكن كلّ شيء بخير والجيش يسيطر على الأوضاع»، أو «حي الزاهرة في حمص هدوء تام» أو ما شابه… 2- كلّ صديق يصله من أصدقائه الذين يعرفهم جيداً، والأخبار لا تشغل البال، مثل هذه الشهادات، يقوم بالنشر للتعميم، وحيث الخبر يلفت الانتباه مثل «سقوط شارع» أو «تقدم مسلحين» أو ما شابه… يقوم بالاتصال هاتفياً بمن يعرفه في المنطقة المعنية، وفي حال كان الخبر كاذباً يقوم بنشر النفي فوراً بصيغة: «اتصلت الآن بأصدقاء موثوقين في حي كذا والأمور بخير ولا صحة للإشاعات التي يتناقلها بعض المغرضين». 3- عندما تتكثف حملات توزيع الإشاعات يجب الاستنفار أمام أجهزتنا والتفرّغ بدل النشاط التقليدي مع أصدقائنا لنشر نفي كلّ نصف ساعة لما نسمع ونتحقق من كذبه بالاتصال المباشر، ونتوسّع لننشر على الصفحات التي ننتسب إليها، ونستنفر المجموعات لتبدأ بالنشر السريع وننشر على صفحات وحسابات من نعرفهم بصيغة تاغ . 4- نقوم في الحالات التي يشتدّ فيها سريان الإشاعات بإرسال الرسائل القصيرة عبر الهاتف وعلى الواتس اب لكلّ أصدقائنا لتكذيب ما ينتشر من الشائعات ونستخدم الرسائل للوصول إلى وسائل الإعلام مثل «توب نيوز» و«شام اف ام» و«قناة سما» و«الإخبارية» وسواها…
وختمت المصادر بدعوة كلّ الصفحات الداعمة للجيش لاستنفار مندوبيها والتهيّؤ لمتابعة كلّ جديد خصوصاً في أثناء حسم معركة جوبر وما سيرافقها من تداعيات حيث تشكل هذه المعركة مفتاح تغيير المشهد العسكري والأمني في دمشق وريفها.
«توب نيوز»