المجازر التي يقترفها آل سعود في اليمن لا تثير «شفقة» الغرب!
تساءلت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية في يخصّ مأساة اليمن: لماذا معاناة السوريين قريبة من قلب الرئيس الفرنسي، في حين أنه لا يبالي بمأساة اليمنيين؟ وقالت الصحيفة إنّ طائرات التحالف الذي تقوده المملكة السعودية، والذي يخوض حرباً ضدّ الحوثيين في اليمن، شنّت هجوماً على مجلس عزاء أدّى بحسب وسائل الإعلام المحلية إلى مقتل أكثر من 200 شخص وجرح ما لا يقلّ عن 500 آخرين، وكان من بين الضحايا أمين العاصمة اليمنية.
وليس هذا الحادث الأول من نوعه، فطائرات التحالف تهاجم المستشفيات والمباني السكنية والمدارس، وفي كل مرة كانت تمرّ هذه العمليات من دون عواقب على الرياض. أما وسائل الإعلام الغربية، فكانت تشير إلى هذا العمليات بنشر أخبار مقتضبة جداً، من دون أن يتحدّث أحد عنها في مجلس الأمن الدولي باستثناء ممثل روسيا. ولكن البيت الأبيض بعد الحادث الأخير حذّر الرياض فجأة من احتمال إعادة النظر في دعم التحالف السعودي.
وتساءلت الصحيفة: أين الرئيس الفرنسي الذي يدعو إلى حماية حقوق الإنسان في سورية؟ أين استياءه من همجية الطيران السعودي الذي هاجم المبنى الذي كان يقام فيه مجلس عزاء في اليمن بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص؟ لماذا لم تقدم باريس مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة هذه الجريمة؟
وفي سياق الحديث عن أيام أوباما الأخيرة في البيت الأبيض، نشرت صحفية «واشنطن تايمز» الأميركية مقالاً للكاتب ويسلي برودين تناول فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأشار إلى مناداته بالسلام مع بداية عهده، لكنه قال إنه يوشك أن ينهي فترة رئاسته الثانية وقد ترك حروباً أكثر في العالم. وقال الكاتب إنّ أوباما أوشك أن يغادر البيت الأبيض، لكن الرئيس الذي كان ضدّ الحروب يترك خلفه عالماً من الحروب أكثر مما كان عليه الأمر إبان تسلّمه زمام الأمور في بلاده في المرّة الأولى.
إلى ذلك، تطرّقت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية إلى تأكيد جنرالات الجيش الأميركي وقوع حرب متوقعة خاطفة مع روسيا والصين مشيرة إلى تنبؤاتهم بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا. وقالت الصحيفة إنّ حرب المستقبل الأميركية ضدّ روسيا والصين سوف تكون خاطفة، وسيكون من نتائجها سقوط أعداد هائلة من الضحايا البشرية.
«روسيسكايا غازيتا»: باريس تعاني من الصمم
تطرّقت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إلى مأساة اليمن، وسألت: لماذا معاناة السوريين قريبة من قلب الرئيس الفرنسي، في حين أنه لا يبالي بمأساة اليمنيين؟
وجاء في المقال: شنّت طائرات التحالف الذي تقوده المملكة السعودية، والذي يخوض حرباً ضدّ الحوثيين في اليمن، هجوماً على مجلس عزاء أدّى بحسب وسائل الإعلام المحلية إلى مقتل أكثر من 200 شخص وجرح ما لا يقل عن 500 آخرين، وكان من بين الضحايا أمين العاصمة اليمنية.
وليس هذا الحادث الأول من نوعه، فطائرات التحالف تهاجم المستشفيات والمباني السكنية والمدارس، وفي كل مرة كانت تمرّ هذه العمليات من دون عواقب على الرياض.
أما وسائل الإعلام الغربية، فكانت تشير إلى هذا العمليات بنشر أخبار مقتضبة جداً، من دون أن يتحدث أحد عنها في مجلس الأمن الدولي باستثناء ممثل روسيا. ولكن البيت الأبيض بعد الحادث الأخير حذّر الرياض فجأة من احتمال إعادة النظر في دعم التحالف السعودي.
فقد أعلن المتحدّث بِاسم مجلس الدفاع الوطني الأميركي نيد برايس أن هذا الحادث والحوادث التي سبقته، تجبر واشنطن على إعادة النظر بسرعة في دعمها التحالف السعودي. وعقب هذا التحذير أسرعت السعودية إلى دعوة الخبراء الأميركيين إلى التحقيق في الحادث. وبالطبع، فليس هناك أدنى شك في أن المحققين سيكتشفون ما يكفي من الحجج لتخفيف ذنب السعودية، ثم يُنسى كل شيء ويصبح في عداد الماضي.
وأكثر ما سينجم عن التحقيق سيكون استبعاد عدد من ضباط الجيش السعودي من مناصبهم. وهذا يرضي واشنطن تماماً، لأنه بعد الهجمات الدموية «الخاطئة» لطائرات البنتاغون على المواقع المدنية في أفغانستان كانت العقوبة تقع على «كبش فداء».
ومن وجهة النظر الدعائية، فمن الأفضل لهولاند الظهور على صفحات الصحف بمبادرته في شأن سورية. بيد أن ملاحظة البيت الأبيض حول مقتل المدنيين في اليمن لا يعني رغبة واشنطن في وقف الحرب في اليمن أو تقييد الرياض في عملياتها ضد الحوثيين، لأنها استعراضية وتعني إشعار السلطات السعودية بعدم الإفراط في عنادها. فبعد أن تجاوز الكونغرس فيتو الرئيس أوباما وسمح لمواطني الولايات المتحدة برفع شكاوى إلى المحاكم الأميركية ضد المملكة، هدّدت الرياض واشنطن بعواقب اقتصادية وخيمة ـ بيع سندات مالية أميركية بقيمة 700 مليار دولار. أي ان التحذير الأميركي جاء رداً على هذا التهديد، ويشير إلى أن الملف السعودي في ظروف معينة قد يطرح على مجلس الأمن الدولي. كما أن المملكة قد تتعرض لهزات شبيهة بتلك التي حدثت في ليبيا أو سورية إذا لم تقم السلطات بضبط النفس.
أين الرئيس الفرنسي الذي يدعو إلى حماية حقوق الإنسان في سورية؟ أين استياءه من همجية الطيران السعودي الذي هاجم المبنى الذي كان يقام فيه مجلس عزاء في اليمن بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص؟ لماذا لم تقدم باريس مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة هذه الجريمة؟
على العكس من ذلك لم يصدر عن قصر الإليزيه أي استنكار أو إدانة أو حتى إشارة إلى هذه الجريمة. الأمر مفهوم جداً، فلقد فقد هولاند شعبيته بين الفرنسيين، لذلك من المهم له الظهور على صفحات الصحف بمبادرة حول سورية.
لقد استخدمت روسيا يوم السبت حق النقض الفيتو ضدّ مشروع قرار حول سورية، والذي قدّمته فرنسا إلى مجلس الأمن الدولي. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن نصّ مشروع القرار كتب على ما يبدو بإملاء من واشنطن بعد رفضها تنفيذ الاتفاق الروسي ـ الأميركي في شأن التسوية السورية. إذ إن صيغة مشروع القرار تشويه صارخ للواقع السوري، وهو مسيّس وغير متوازن وأحاديّ الجانب. وقد أُبلغ وزير خارجية فرنسا بهذه الأمور خلال زيارته لموسكو. ومع ذلك، رفضت باريس إدخال تعديلات على مشروع القرار، متعمدة إفشاله خلال عملية التصويت.
إن فشل محاولة استخدام هيبة مجلس الأمن الدولي أكدت هاجس معدّي مشروع القرار بعدم دستورية تغيير السلطة في سورية باستخدام الإرهاب الدولي. وأضافت الخارجية الروسية أن الجانب الفرنسي حمل فكرة المشروع منذ انعقاد جلسات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث ذكرت بعض نقاطها في اجتماعات المجموعة الدولية لدعم سورية. ومنذ ذلك الحين كان واضحاً أن التصريحات الغوغائية التي أضيفت على نصّ مشروع القرار لم تكن عقلانية ولن تحصل على دعم موسكو. ومع ذلك، لم يأخذ قصر الإليزيه هذه الملاحظات بالاعتبار وقدم مشروع القرار بشكله غير الناضج، من دون أن يكون فيه ما هو مشترك مع الواقع في سورية. لأن الهدف منه كان الإعلان عن مشاركة هولاند وفريقه في تسوية الأزمة السورية.
أما بالنسبة إلى حقوق الإنسان في اليمن، فإن باريس تدرك أنها في هذا المجال لن تحصل على نقاط إضافية، ولكنها توتر علاقاتها مع المملكة السعودية. إن لا مبالاة قصر الإليزيه بأحداث اليمن ثمنها مدفوع بأموال البترول التي تستثمرها السعودية في الاقتصاد الفرنسي. فبعد زيارته المملكة عام 2015، أعلن رئيس الحكومة الفرنسية أنه وقّع عقوداً مع السعودية قيمتها 10 مليارات يورو.
«واشنطن تايمز»: إرث أوباما… حروب أكثر
تناولت صحفية «واشنطن تايمز» الأميركية مسألة الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأشارت إلى مناداته بالسلام مع بداية عهده، لكنها قالت إنه يوشك أن ينهي فترة رئاسته الثانية وقد ترك حروباً أكثر في العالم.
ونشرت الصحيفة مقالاً للكاتب ويسلي برودين قال فيه إن أوباما أوشك أن يغادر البيت الأبيض، لكن الرئيس الذي كان ضدّ الحروب يترك خلفه عالماً من الحروب أكثر مما كان عليه الأمر إبان تسلّمه زمام الأمور في بلاده في المرّة الأولى.
وأشار الكاتب إلى فوز أوباما بجائزة نوبل للسلام في تشرين الأول 2009، واستدرك بالقول إن أوباما سرعان ما تحوّل بعد سنوات إلى صانع للحرب بدلاً من أن يكون صانعاً للسلام، وأنه كان يلقي باللوم في الحروب على سلفه الرئيس الأميركي جورج بوش، لكنه تغلب عليه من حيث انتشارها.
وقال برودين إن العالم الآن أصبح أكثر خطورة في ظلّ انتشار إرهاب التطرّف الإسلامي الذي أصبح نمطاً جديداً في أنحاء العالم. وأشار إلى تزايد معدّل القتل في الحروب منذ حرب فييتنام، وإلى تزايد مخاطر الإرهاب في الغرب في ظلّ تدفق اللاجئين الفارين من الحروب في الشرق الأوسط.
وأضاف الكاتب أن أوباما تورّط في حروب كبيرة وصغيرة بنسبة تزيد على ما فعله سلفه بوش، وأنه سحب أكثر من مئة ألف من الجنود الأميركيين من العراق، ما أتاح الفرصة لصعود تنظيم «داعش» وسيطرته على مناطق واسعة في المنطقة.
وأشار إلى أن لدى أوباما الآن مهمة مؤلمة ومحرجة تتمثل في ضرورة إعادة بعض القوات الأميركية إلى العراق، وأضاف أن الرئيس الأميركي يكره الحرب التقليدية، لكنه في اللحظة نفسها يرسل الطائرات المسيرة لقتل المذنبين والأبرياء على حدّ سواء.
وانتقد برودين الرئيس أوباما إزاء الخطّ الأحمر الذي وضعه أمام الرئيس السوري بشار الأسد بضرورة عدم استخدامه الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، وقال إنه كان خطاً وهمياً مرسوماً فوق الرمال.
وأضاف أن أوباما أيضاً عقد اتفاقاً نووياً مع إيران محافظاً على حلمها في «قنبلة إسلامية» سبق أن هدّدت باستخدامها ضدّ «إسرائيل»، مؤكداً أنه أثبت عدم كفاءة على مستوى تاريخ الرئاسة الأميركية.
«موسكوفسكي كومسوموليتس»: الجنرالات الأميركيون يتحدّثون عن حتمية الحرب مع روسيا والصين
تطرّقت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية إلى تأكيد جنرالات الجيش الأميركي وقوع حرب متوقعة خاطفة مع روسيا والصين مشيرة إلى تنبؤاتهم بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
وجاء في المقال: حرب المستقبل الأميركية ضد روسيا والصين سوف تكون خاطفة، وسيكون من نتائجها سقوط أعداد هائلة من الضحايا البشرية. هذا ما توقعه الجنرالات الأميركيون في سياق المؤتمر السنوي لرابطة الجيش الأميركي في مدينة واشنطن.
فوفقاً لما نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أكد رئيس أركان الجيش الأميركي مارك ميللي، في كلمته أمام المجتمعين، أن الحرب العالمية المقبلة واقعياً أمر حتميّ.
من جانبه، أعلن الجنرال ويليام هيكس، أحد المشاركين في المؤتمر، أن أيّ صراع عسكري تُستخدم فيه الأسلحة التقليدية مستقبلاً، سوف يحسم بسرعة فائقة.
وبحسب رأي ويليام هيكس، فإن ذلك يعود إلى الأتمتة الشاملة لمنظومة الأسلحة وتنمية قدرة ذكائها الاصطناعي.
وأضاف الجنرال هيكس أن نجاحات الصناعات العسكرية الروسية والصينية أجبرت واشنطن على بدء التحضير لحرب لم يشهد الجيش الأميركي لها أبعاداً مماثلة، منذ زمن الصراع في شبه الجزيرة الكورية.
بدوره، أيّد نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي الجنرال جوزف أندرسون هذا الرأي، وقال إن واشنطن تصطدم اليوم بتهديدات وجودية من بعض البلدان، في إشارة منه إلى روسيا والصين. ويرى أندرسون أن نجاحات هذين البلدين يمكن أن تفقد الولايات المتحدة سيادتها في الجو.
والجدير ذكره، أن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر لم يستبعد سابقاً إمكان استخدام السلاح النووي، مشيراً إلى أن روسيا وكوريا الشمالية ستكونان الهدفين الأكثر احتمالاً.
«تايمز»: ترامب «كاره النساء»… خطر على أميركا
نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً لليبي بيرفز قالت فيه إن الولايات المتحدة اليوم تعرف كيف يفكّر مرشّحها الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، ومن أين يأتي بثقته بنفسه.
وأضافت: عندما يكون المرء نجماً، يستطيع فعل ما يشاء من دون حساب. مشيرة إلى نظرية جيمي سافيل التي تتخلص بأنه متى ما اجتمعت الثروة وشهرة التلفزيون وارتفاع نسبة المشاهدين، وعدد كبير من الأصدقاء المشهورين، فإنك… أصبت الهدف.
وأردفت: حينذاك، لا يهمّ ما يتم التحرّش به سواء كان جسد امرأة أو جمهور الناخبين. مشيرة إلى أن ترامب قال إنه عندما تجتمع العوامل التي ذكرناها سابقاً فإن المرء يستطيع التحرّش بمن يريد ويمكنك القيام بأي شيء.
ووصفت كاتبة المقال اعتذار ترامب بأنه أشبه بتناول حلوى «تك تاك» قبل أخذ قبلة بالقوّة.
وتابعت قائلة إن عدداً من الجمهوريين لن يصوّتوا لصالح ترامب من بينهم آرنولد شوازينيغير الذي يعتبر من داعمي الحزب منذ زمن طويل، وكذلك جون ماكين.
وأشارت إلى أن الممثل روبرت دي نيرو يودّ أن يصفع ترامب في وجهه، موضحة أنهم يعلمون كما يجب أن يعلم الكثيرون بأن ما يقوله ترامب مؤشّر على ما هو أخطر وأكبر مما قيل.
وختمت الكاتبة قائلة إنّ تصريحات رجل في السبعينات من عمره ما زال يتحدّث عن النساء ويفكر بعقلية مشجّعي كرة القدم المراهقين، أمر خطير للغاية.
«تلغراف»: مواقف ترامب تكشف أزمة
اهتمت بعض عناوين أبرز الصحف البريطانية أمس بالمناظرة الثانية بين مرشّحي الرئاسة الأميركية: الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، والجدال المثار حالياً حول تسجيل صوتي لترامب تم تداوله قبل أيام وتضمن عبارات تجاه النساء وصفت بالبذيئة.
فقد استهلت «تلغراف» افتتاحيتها بأن انتخابات الرئاسة الأميركية مشهد محزن، وانتقدت المرشحين بأن كليهما معيبان ولا يوثق بهما كثيراً وغير محبوبين، وتساءلت: لماذا عجزت واحدة من أقدم وأقوى الديمقراطيات في العالم عن إيجاد من هو أفضل من ترامب وكلينتون؟
ورأت الصحيفة أن السياسيين في جميع أنحاء العالم يخذلون الشعوب ولا تأخذ بعض الأحزاب دورها الدستوري بجدّية كافية، وأفضل مثال على ذلك ما يفعله الجمهوريون في أميركا. وأضافت أن هذه الانتخابات تغلب عليها الأحقاد الحزبية.
واستهجنت ترشيح قيادات الحزب الجمهوري ترامب وهم يعلمون من ماضيه كل هذا الإسفاف الذي ينضح منه بين الفينة والأخرى، ومع ذلك يقف كثيرون منهم وراءه.
وختمت بأنه عندما تفقد الأحزاب الموقرة بوصلتها الأخلاقية أو تجنح إلى التطرّف الفكري فإن العملية الديمقراطية تتأثر برمّتها، لذلك يجب على الأخيار في المستقبل أن يهبّوا لمساعدة أحزابهم واختيار أفضل القادة، فالأمم الغنية والمتعلمة تعليماً جيداً مثل أميركا وبريطانيا يجب أن تكون قادرة على أن تقدّم لشعبها ما هو أفضل.
ومن جانبها، ركزت افتتاحية «إندبندنت» البريطانية على ضرورة إدانة السياسيين البريطانيين لترامب لأن أفكاره التي يعرب عنها من حين إلى آخر منافية للأخلاق ولكل القيم المتعارف عليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر قد يعود إلى الأميركيين في اختيار من يصوّتون له، لكن يجب أن يكون واضحاً ـ كما الحال مع أيّ دولة أخرى ـ أن التعامل مع شخص يحقّر النساء والمسلمين وآخرين غيرهم يبدو أكثر صعوبة.
وترى الصحيفة أن ترامب يمثل تحدّياً واضحاً حتى لحلفائه السياسيين الطبيعيين في بريطانيا، ووصفته بكاره النساء و«وحش إسلاموفوبي» وأن سياساته ـ إذا اعتبرت سياسات ـ من شأنها أن تزعزع استقرار الاقتصاد الأميركي وتسبّب تصدّع حلف شمال الأطلسي الناتو وتصبّ في مصلحة «داعش».
وفي السياق، لخّص مقال صحيفة «غارديان» سلوك ترامب بأنه كان ينبغي على نبلاء الجمهوريين المصدومين من مرشحهم الرئاسي أن يفيقوا إلى هذه المواقف المعلومة لديهم منذ سنوات.
«أرغومينتي إي فاكتي»: خبير يعتبر أنّ العالم على عتبة «أزمة كاريبي» ثانية
عرضت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية لتصريحات المتحدّث بِاسم وزارة الدفاع الروسية حول الأوضاع السورية والعالمية، وأوردت رأي المحلل السياسي آلِكسي بيلكو في شأنها.
وجاء في المقال: صرحّ المتحدّث الرسمي بِاسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف للصحافيين بأنه في حال شنّت الولايات المتحدة هجوماً صاروخيا على سورية، فإن روسيا لن تتمكن من تحديد برنامج تحليق هذه الصواريخ وهويتها. «ولذلك سوف تضطر منظومات دفاعنا الجوي إلى اعتراضها وتدميرها».
فهل تقرّر واشنطن مهاجمة مواقع قوات الحكومة السورية علانية؟ وهل يحتمل وقوع صدام مسلّح مباشر بين روسيا والولايات المتحدة؟ طرحت الصحيفة هذين السؤالين وغيرهما على المحلل السياسي آلِكسي بيلكو، مدير المركز الأوراسي للاتصالات.
يقول بيلكو: بفعل تصرفات الإدارة الأميركية، نحن الآن على عتبة أزمة كاريبي ثانية، حيث توجد حالياً في سورية وحدات عسكرية للبلدين. ولكن وجود قواتنا هناك، هو بناء على طلب من الحكومة السورية الشرعية، أما سبب وجود القوات الأميركية هناك فليس واضحاً. كما أن العمليات العسكرية الروسية والأميركية تجري بصورة متوازية. وطبعاً هناك اتفاقات إطارية حول كيفية التعاون في ما بينها. لكن هذا في الواقع لا يضمن تجنّب التصادم بين الجانبين. بل إن الولايات المتحدة أعلنت أنها تدرس مسألة توجيه ضربات إلى مواقع القوات الحكومية لسورية، الحليف الرسمي لروسيا، وقد وقعنا معها اتفاقية في هذا الشأن.
فتصورا هذا الأمر ـ القوات الأميركية تهاجم القوات الحكومية السورية. فكيف يكون موقف روسيا من وجهة نظر الهيبة الوطنية؟ إذا لم نردّ على هذه الهجمات فسوف تصبح ضماناتنا كافة لدمشق صفراً، ولن يحترمنا أحد في العالم. ولكن إذا ردّت قواتنا على الهجمات الأميركية، فستندلع الحرب العالمية الثالثة. أنا أعتقد أن قواتنا ستردّ على الهجمات الأميركية. في حين أن الأميركيين لا يدركون أن العالم لم يعد أحادي القطب، ووضعوا أنفسهم على شفا حرب نووية. وعلى رغم أن أحداً لم يتعرّض لمصالح الولايات المتحدة في سورية، فمع ذلك هي لا تترك بشار الأسد وشأنه. أنا أوكد أن الهجوم على القوات الحكومية السورية، يعني إعلان الحرب ضدّ روسيا.
واستناداً إلى هذا، جاء بيان وزارة الدفاع الروسية عبر وسائل الإعلام محذّراً الولايات المتحدة، من أنه إذا كانت مستعدة لخوض الحرب العالمية الثالثة، وأن نخبتها السياسية فقدت شعور الحفاظ على الذات، فلتجرّب.
وحول ما إذا كانت الحملة الانتخابية هي السبب في تفاقم العلاقات مع الولايات المتحدة، يقول الخبير: لا أعتقد ذلك، لا علاقة بين الاثنين. ومن أجل فهم الأسباب علينا تحليل منطق الولايات المتحدة بعد نهاية الحرب الباردة. لقد بني المنطق الأميركي على مبدأ «كل شيء مسموح لنا». ولنتذكر يوغوسلافيا والعراق و«الربيع العربي». ولكن عندما اتضح أن ليس كل شيء ممكناً ظهرت المشكلات.
وعملياً لم يتغيّر أيّ شيء بصورة جذرية. فبعد تفكك الاتحاد السوفياتي احتفظت روسيا بالقدرات النووية وظلّت الضامنة للنظام العالمي الذي تشكّل بعد الحرب. وسورية بالنسبة إلى موسكو مسألة مبدئية، والتنازل للأميركيين يعني الاعتراف بأحادية القطب في العالم. وبالنسبة إلى الأميركيين الرهان كبير، والهزيمة تعني نهاية القطب الواحد. لذلك عملت واشنطن على توتير الأوضاع، بحيث يصبح الصدام بين دولتينا ممكناً. أكرر ثانية: نحن نعيش أوضاعاً شبيهة بأزمة كاريبي ثانية.
طبعاً، في الستينات أدرك الجميع ماذا يحدث. أما الآن فيعتقد بعضٌ أن كل شيء سيمضي، لأنه من التوافه. وللأسف الأمر ليس كذلك، وإن مجتمعنا وكذلك الأوروبيون والأميركيون يعيشون في وهم ويرون أن ما يجري مجرد حكاية، على رغم أنّ القدرات النووية للولايات المتحدة وروسيا لا تزال موجودة، وموجهة ضدّ بعض. أي أن الدولتين فقط تحدّدان شكل العالم.
واعتقد بيلكو أن المرء بعد التحذير الرسمي الروسي يجب أن يكون غبياً بمعنى الكلمة حتى يبدأ بإشعال الحرب العالمية الثالثة. ومن المرجح أن تسلك الولايات المتحدة طريقاً آخر كتوريد الأسلحة لـ«المعارضة» وتمويلها، أي خوض الحرب البديلة. وطبعاً سوف يتخذ الجانب الروسي إجراءات موازية. والأوضاع في سورية معقدة جداً، حيث لتركيا مصالحها وكذلك لروسيا والولايات المتحدة وإسرائيل وبلدان الخليج. لذلك فإن تحذير وزارة الدفاع الروسية سيساعد على إنقاذ الوضع، ولن تجازف واشنطن بتوجيه ضربات إلى مواقع القوات الحكومية السورية. و«لكنني متأكد بأنها ستردّ بشكل آخر».