العبادي و«الحشد» يردّان على أردوغان: الخطاب معه «لم يعد مجدياً» و«سيعرف من سيلزم حدّه ويُسْحَقُ خدّه»
رد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي هاجم العبادي فيها.
ووصف المكتب تصريحات أردوغان بغير المسؤولة، معتبرا أن الخطاب مع الجانب التركي «لم يعد مجديا».
وفي وقت سابق من يوم أمس، قال أردوغان، مخاطبا العبادي: «أنت لست ندي ولست بمستواي. وصراخك في العراق ليس مهما، بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك وعليك أن تلزم حدك أولا».
وقال المتحدث باسم مكتب العبادي، سعد الحديثي، في حديث مع قناة «السومرية نيوز»: إن تصريحات أردوغان اليوم غير مسؤولة وتعبر عن مواقف منفعلة وخطاب متشنج. ونحن نأسف لهذه التصريحات. مضيفا: لسنا من دعاة المماحكات اللفظية أو السجالات الكلامية. ونتحدث عن موقف الحكومة العراقية من التدخل في الشأن الداخلي العراقي.
وأكد الحديثي أن رئيس الوزراء لم يتحدث عن الشعب التركي، أو السياسيين الأتراك. وإنما تحدث عن موقف الحكومة التركية ودعاها إلى أن تسحب قواتها من العراق وتحترم سيادته وتوقف تدخلها في الشأن العراقي. كما حذر، أيضا، من أن استمرار هذا التوجه لدى الحكومة التركية، قد تكون له نتائج خطيرة، يمكن أن تقود إلى تداعيات سلبية على مستوى الاستقرار بين البلدين.
وتابع: بعد أن وصل الخطاب لدى المسؤولين الأتراك، إلى هذا المستوى من الاتهامات، غير المبررة وغير المسؤولة، أصبحت لدينا قناعة الآن، بأن الخطاب مع الجانب التركي لم يعد مجديا. مضيفا: إننا نتبع نظام المراحل في التعامل مع المشكلة ولدينا وسائل عندما نستنفد وسيلة نلجأ إلى أخرى.
وكان رئيس الوزراء قال في وقت سابق، إن السيادة العراقية خط أحمر وعلى تركيا احترام سيادتنا. وأضاف: لا نريد الدخول في صراع مع تركيا ولا يظن الأتراك أن تواجدهم في العراق نزهة لهم.
وأشار العبادي، في مؤتمر الهيئة التنسيقية العليا للمحافظات، الذي عقد الخميس، في مبنى محافظة بغداد، قائلاً: لا يوجد مبرّر لتواجد الأتراك في العراق. وهو أمر خطير والحكومة لم تطلب أي تواجد للقوات التركية. مؤكدا: أن العراق لا توجد فيه أي قوة أجنبية.
من جهته، اعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، خالد الأسدي، أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خروجٌ عن سياق الدبلوماسية.
وطالب الأسدي إردوغان، بالتزام حدود بلاده وخروج القوات التركية من الأراضي العراقية. لافتاً إلى أن وجودها على الأراضي العراقية، مرفوض من البرلمان والحكومة والشعب العراقي مجتمعاً. مشيراً إلى أن العراق قدم دعوى إلى مجلس الأمن الدولي وطالب بعقد جلسة طارئة لمناقشة استمرار الاعتداء التركي على الأراضي العراقية.
ولفت إلى أن الحكومة العراقية، اتخذت قراراً بعدم السماح للقوات التركية التحرك من أماكن تواجدها، على الأراضي العراقية، خصوصاً حالياً، مع انطلاق عملية تحرير الموصل من تنظيم «داعش».
كما ردت «هيئة الحشد الشعبي» العراقية، على تلك التصريحات، متوعدة الرئيس التركي في بيان بـ«رد مزلزل في الميدان».
وجاء في بيان « هيئةالحشد»: نقول لأردوغان سنترك للإعلام فضاءه الواسع، ليسبح فيه بروحية العراق. وسنترك للدبلوماسية مجالها الواسع، للتحرك فيه بصبر وعظمة العراق. وسيكون لنا، نحن رجال العراق وحشده وقواته الأمنية، ردّنا المزلزل الذي سيبين في الميدان، حين تلتقي الرجال بالرجال.
أضافت الهيئة: حين يكون النزال عِراقاً بحجم الدنيا وبعمق التاريخ وببطولات وصولات الحشد، حينها سنعرف من الذي سيلزم حده ويُسْحَقُ خده وإنّ غداً، لمن يريد أن يجرّب صولتنا، لقريب.
ميدانياً، أعلنت قيادة عمليات الجزيرة إحدى تشكيلات الجيش العراقي ، أمس، تحرير جزيرة هيت، في محافظة الأنبار غرب بالكامل من تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال اللواء الركن قاسم المحمدي، قائد عمليات الجزيرة: إن وحدات عسكرية من الجيش، تابعة لعمليات الأنبار بالفرقة العاشرة وعمليات الجزيرة بالفرقة السابعة، تمكنت من تحرير جزيرة هيت، بالكامل، من «داعش». وأوضح أن جزيرة هيت تقع شمال مدينة هيت، 70 كلم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار . وتضم عددا من القرى والمناطق ومنها: الزوية وحي البكر، قرى: جعيل، سراجية، العلية، الصفاكية وعدد آخر من القرى.
وتابع: إن عملية تحرير جزيرة هيت جاءت بعد هروب عناصر «داعش» منها، نتيجة الضربات الجوية لطيران التحالف الدولي والقوة الجوية والمدفعية للجيش بالفرقتين العاشرة والسابعة.
وأوضح أن أهمية جزيرة هيت، تتمثل في أن التنظيم استخدمها منطلقا لعملياته الإرهابية ضد المدنيين والأجهزة الأمنية، في مركز مدينة هيت وناحية البغدادي غرب المدينة 90 كلم غرب الرمادي ، بالإضافة إلى القصف الصاروخي وقذائف الهاون على هيت والبغدادي، الذي أوقع خسائر بين المدنيين.
جدير بالذكر، أن القوات العراقية بدأت، منذ ثلاثة أسابيع، عمليات عسكرية بمشاركة أبناء العشائر، لتحرير جزيرة هيت من «داعش». بعد أن خضعت لسيطرة التنظيم منذ منتصف 2014.
وفي محافظة نينوى شمال ، كشف مصدر عسكري عن مقتل مسلحين اثنين وثلاثة مدنيين، جراء قصف جوي لطيران التحالف الدولي قرب آثار باب نركال، بمنطقة المجموعة الثقافية في مدينة الموصل. وقال العقيد أحمد الجبوري، الضابط في عمليات نينوى إحدى تشكيلات الجيش إن طائرة حربية قصفت سيارة «بيك آب» يستقلها اثنان من عناصر التنظيم، مما أسفر عن مقتلهما في الحال وإعطاب السيارة بالكامل، فضلا عن مقتل رجلين وامرأة من المدنيين، صودف مروهم لحظة القصف.هذا ويكثف طيران التحالف الدولي من قصفه الجوي على قيادات «داعش» وعناصره البارزين، ضمن خطة تهدف لتدمير قدراته القتالية، قبيل انطلاق معركة تحرير الموصل، لتسهيل المهمة على القوات المسلحة العراقية المحتشدة على تخوم المدينة، منذ شهور عدة.