نصرالله: موقفنا من الرئاسة واضح ونؤيد أيّ تحوّلات إيجابية توصل الاستحقاق إلى نتيجة لا أفق لحلول سياسية في سورية والمطلوب الصمود والثبات والبقاء في الميادين
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «أنّ اللبنانيين مطالبون ببذل الجهود للتفاهم والتلاقي لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع ويبدأ التحضير للانتخابات النيابية»، مؤكداً أنّ حزب الله «لا ينتظر شيئاً في المنطقة ولا يريد توظيف التطورات في لبنان».
وتساءل السيد نصرالله في خطاب ألقاه خلال الليلة العاشرة من محرم في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت: «إذا انسحب فرنجيه هل ستحصل انتخابات رئاسية»؟
وقال: «هم يريدون مشكلاً بيننا وبين حلفائنا، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان»، مشيراً إلى «أنّ المطلوب هو حوارات لإيجاد تفاهمات والمساعدة على إنجاز هذا الاستحقاق». وأوضح أنّ «بين المستقبل والتيار تفاهماً وليس صفقة، جزء من التفاهم انتخاب العماد عون كمرشح قوي للرئاسة وفلان كمرشح قوي لرئاسة الحكومة».
ودعا «الحلفاء والأصدقاء إلى العودة إلى الحكومة مقابل الالتزام بالميثاقية والشراكة، وإلى العمل بجدية لفتح أبواب مجلس النواب على المستوى التشريعي»، مضيفاً: «نحن في حزب الله رأينا أن يجتمع المجلس ويعمل طبيعياً، يجب أن تبذل جهود للوصول إلى نتيجة».
وأعلن السيد حسن نصرالله تأييده «أيّ تحوّلات سياسية إيجابية توصل الاستحقاق الرئاسي إلى نتيجة». وقال: «منذ اليوم الأول خيارنا واضح وقبل عامين وفي مثل هذه الليلة أعلنت أننا بشكل واضح وعلني دعمنا العماد ميشال عون، وأخذنا خياراً بألا نذهب إلى الجلسات إذا لم يصل مرشحنا، وهذا حقنا القانوني وفتح علينا سيل من الاتهامات، وسيبقى حتى انتخاب الرئيس، بأننا نعطل الانتخاب».
وتابع: «تمّ اتخاذ قرار منذ سنتين بأن لا نكون مضغوطين لهذا الاتهام، فهناك من يعملون للاستفادة من التطورات الرئاسية لحصول فتنة بين الحزب والتيار، وبين الحزب وحركة أمل، وبين الحزب والمردة، ولا يهتمّون بوصول الرئيس، ونحن أهل الصدق والوفاء وأهل الالتزام بالموقف، هكذا كنا وهكذا سنبقى».
ورأى «أنّ الجميع متفق على الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي»، لافتاً إلى «أنّ هذا الالتزام يجب أن يكون قاطعاً لدى كلّ اللبنانيين ولدى المقيمين في لبنان سواء لاجئين أو مهجرين».
وشدّد السيد نصرالله على «أنّ السلم الأهلي والاستقرار أساس لكلّ شيء، للسياسة والاقتصاد والانتخابات»، مشيراً إلى «أنّ اللبنانيين بالرغم من انقسامهم السياسي الحادّ تمكنوا من الحفاظ على الأمن والاستقرار، ويبدو أنّ هناك إرادة دولية للحفاظ على لبنان»، ودعا إلى «دعم الجيش والأجهزة الأمنية بمعزل عن أيّ ملاحظات سياسية».
أميركا تريد مواصلة القتال في سورية
وأعلن الأمين العام لحزب الله «أنّ الولايات المتحدة الأميركية انسحبت من الاتفاق مع روسيا وعطلته، وقطعت الاتصالات السياسية، لأنها اكتشفت أنّ فصل جبهة النصرة عن باقي الجماعات غير متاح، نظراً لأنّ العلاقة بين الجانبين عضوية، ولأنّ تحييد النصرة وضربها سيجعل كلّ الجماعات المسلحة ضعيفة وهزيلة وغير قادرة على مساعدة أميركا»، لافتاً إلى «أنّ الإدارة الأميركية وأتباعها في المنطقة سيواصلون دعم المسلحين لمواصلة القتال».
وكشف السيد نصرالله «أنّ الإدارة الأميركية لديها مشروع هو تكديس مسلحي داعش في المنطقة الشرقي في سورية، أي في الرقة ودير الزور، وعلى امتداد الأراضي العراقية، بمعزل عن منطقة الأكراد»، موضحاً أنه «في معركة الفلوجة والأنبار كان الأميركيون يفتحون الطرق أمام داعش المهزوم للخروج إلى سورية وتحت أعين الطائرات الأميركية بدل قصفهم وضربه».
وقال: «خلال التحضير لعملية الموصل، هناك مساعٍ لفتح الطرق أمام داعش للخروج من الموصل والتوجه إلى الرقة ودير الزور، والدليل على ذلك هو تخلف الأميركيين عن معركة الرقة، والهدف من الغارات الأميركية على مواقع الجيش السوري في دير الزور، هو إسقاط مواقع الجيش ليسقط المطار ثم المدينة بالكامل بيد داعش، لأنّ أميركا تريد لداعش أن يسيطر، فيما بقاء داعش في شمال حلب لم يعد مهماً لها وقد تركته للأتراك».
وأضاف السيد نصرالله: «لم ينته زمن الاستخدام في سورية، ويتم استخدام داعش والنصرة لخدمة الأهداف الإسرائيلية، وعندما أعلن الاتفاق الأميركي الروسي كان الإسرائيلي هو أول من احتجّ».
وأعلن أنه «لا يبدو أنّ هناك أفقاً لحلول سياسية أو معالجات سياسية في سورية، وهذا الأمر يظهر أنّ الساحة مفتوحة على المزيد من التوتر والتصعيد والمواجهات، وأنّ المطلوب هو الصمود والثبات والبقاء في الميادين».
ورأى «أنّ السعودية ترفض الحلّ السياسي في سورية، وترفض بقاء الرئيس المنتخب من شعبه». وقال: «الهدف ليس الديمقراطية ولا الانتخابات في سورية، المقصود أن تسقط سورية وتمزق من أجل الإسرائيلي، لأنها كانت وما زالت وستبقى العقد الأساس في محور المقاومة، ولذلك يرفضون أيّ حلّ سياسي ويريدون للمعركة أن تستمرّ وللنزيف أن يستمرّ، هذا ما تريده أميركا وإسرائيل وما تساعد عليه بعض الدول الإقليمية والخليجية».
وأضاف: «لو أنها تريد الخير للشعب السوري عليها أن تقبل بالحلّ السياسي والحكومة الانتقالية والانتخابات وأن يترشح من يترشح من دون شروط».
وتحدث السيد نصرالله عن مأساة بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي، لافتاً إلى «أنّ الحكومة السورية منفتحة على أيّ حلّ للفوعة وكفريا والزبداني ومضايا، ولكن من يعطل هو الجماعات المسلحة والدول التي تقف خلفها».
خطأ تاريخي للسعودية في اليمن
وفي الشأن اليمني، شدّد السيد نصرالله على «أنّ الإرهاب في العالم يرجع بالفكر والمال إلى السعودية»، وتساءل: «أين هي مئات مليارات الدولارات؟ الى أين تذهبون وأنتم عاجزون عن الدفاع عن مواقعكم على الحدود أمام الحفاة اليمنيين»؟
ورأى «أنّ الحلّ المتاح اليوم هو أن يعود الحكام في السعودية إلى عقولهم وأن يُنصحوا من حلفائهم، إذا كان هناك صديق في أيّ مكان في العالم أن يقدم نصيحة لحكام السعودية بوقف سفك دماء اليمنيين وإلا فهذا الدم سيجرفهم إلى أبد التاريخ».
واعتبر أنّ المجزرة التي ارتكبتها السعودية في العاصمة اليمنية صنعاء «هي فضيحة كبرى للنظام السعودي ولا أحد يستطع أن يدّعي قرب الصالة من مواقع عسكرية، ومع ذلك أنكروا ويرفضون القيام بتحقيق دولي»، مشيراً إلى «أنّ السعودية لا تسمح للجرحى بمغادرة البلد ولا تسمح بوصول مساعدات طبية للجرحى».
ورأى أنه «يجب أن تتحوّل المجزرة إلى وسيلة لإنهاء الحرب وأن تقتنع السعودية بأن لا أمل لها بالانتصار وأنّ من سينتصر هو الدم اليمني المظلوم. يجب أن يعلموا أن لا مستقبل لهذه الحرب على الإطلاق وأنّ السعودية بإصرارها على المضيّ في الحرب على اليمن، ستخسر نفسها، والقيادة السعودية تدفع بالمملكة إلى الهاوية».
واعتبر أنّ السعودي «ارتكب خطأ تاريخياً عندما ظنّ أنه يستطيع أن يحسم معركة اليمن وأن يسجل نصراً حاسماً وعظيماً خلال أسابيع»، لافتاً إلى «أنّ العقل المستكبر الذي استضعف اليمنيين واحتقرهم وتطلع إليهم بنظرة دونية، تصوّر أنّ اليمنيين عندما تعلن الحرب سيسارعون إلى الهروب والاستسلام والخضوع وسيقولون للسعودي تفضل. وهذا الخطأ في الفهم سببه هذا العقل، على مدى أكثر من سنة ونصف حرب ضروس على الشعب اليمني، مستشفيات مساجد مقابر أسواق مدن قرى سفن، هل هناك شيء لم يقصف في اليمن؟ ولكن اليمنيين صمدوا رغم الصمت الدولي عما يرتكب من جرائم».