فايز رشيد في «قيثارة ليل» يدخل الشعر من بوابة الوطن

كتب الناقد في «الدار العربية للعلوم ـ ناشرون»:

«قيثارة ليل»، مجموعة شعرية، نقرأ فيها هذه المرّة فايز رشيد الشاعر بعدما عرفناه في ميادين فكرية وإبداعية أخرى، وها هو اليوم يكشف عن هوية فنية ذات مسحة جمالية، مهمتها التعبيرية مرتكزة على بنية جوهرية الحضور،متمثلة بـ«القضية الفلسطينية» بالدرجة الأولى، مع رسم لصورة الحاضر، الذي بدا أشدّ وطأة من آلام الماضي. لذلك، يدخل فايز رشيد الشعر من بوابة الوطن الحاضر/الغائب يصنع من جمالية المفارقة أدواته المفضلّة للتعبير عن وجوه الغياب المحفورة ليس في ذاكرته وحسب، بل في ذاكرتنا جميعاً. فالوطن الفلسطيني هو قضية كلّ عربي حرّ وشريف يجد في معاني الصمود، والمقاومة، والإصرار على حق عودة الحق لأصحابه قضيته أيضاً. ولكن تبقى للشعراء لغتهم في التعبير والنقش، والكتابة على جسد القصيدة. لتقرأ النص المعنون بـ«مناجاة»، يقول الشاعر:

أيها الوطنُ الجميل

المخبّأ

في ثنايانا… وفي الحنّاء

لك القوافي

فأنتَ المجدُ والعَلياء

لم تستكن يوماً

بل ظللتَ

جحيماً

للمحتلّ للغرباء

فلسطين أنت البدرُ

في أماسينا وفي الظلماء

بلادي… أنت الورود الحمر

في لغتي

وأنت الفلّة البيضاء

لكنك البركان… في آنٍ

وفي فجرٍ

علّمتِهم درساً

فكانوا… مثلَ هباء.

قدّم للمجموعة الشاعر والكاتب حميد سعيد، ومما جاء فيها: في قصائد «قيثارة ليل» يتّحد الفكر بالجمال، ويتمثّل الجمال الفكري، من خلال ما تعبّر عنه القصيدة من موقف. فايز رشيد مفكر، باحث، كاتب مقالة سياسية، في كثير منها تجليات فكرية، وهو كاتب رواية وقصة، كما يقدم الآن على كتابة الشعر.

كما قدّم المؤلف لمجموعته بمقدّمة جاءت تحت عنوان «الشعر لغة القلوب الدافئة» جاء فيها: لأنني أؤمن بعنوان مقدّمتي، تراني أتساءل: لماذا أقدمت على هذه المهمة الصعبة، كتابة الشعر؟ بداية، أنا أعشق هذا الفنّ الجمالي. أراه شارعاً ممتداً، طويلاً بين أشجار تغطي السقف من الجانبين، يسير فيه الشاعر وحيداً. ينفتح على الذات بكلّ فرحها وحزنها وصراحتها، يظلّله فيء أشجار ليس عصياً على الاختراق، يبحرُ في وحدة لا نهائية نحو سماء وأفقٍ لا حدود لهما. لذا، ترى الذات وهي تمور والحالة هذه على المُختزن في اللاوعي منها، فتنفتح جراح كامنة في الروح بكل تداعياتها على الجسد المُضنى بالجمال والعشق والوطن المسيّج بالقضية.

يضمّ الكتاب قصائد في الشعر العربي الحديث، جاءت تحت العناوين الآتية: «هل لي»، «لأحلم»، «حبيبتي… قصيدتي… وأنا»، «قيثارة»، «وطن»، «فلسطيني»، «طائرالريح»، «نحن وهم»، «أفق يمشي على قدمين»، «همسات ليل»، «ذكرى أمي»، «جروح قصيدة»، «مجهولة في القلب»، «وطن مخبّأ في شظية»، «زهرة اللوتس» … وقصائد أخرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى