إبراهيم: تفوقنا على بعض الأجهزة الأمنية الأجنبية في مواجهة الإرهاب عون: ستظلون السبّاقين إلى فرض هيبة القانون على كامل أرض الوطن

أكد مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم أنّ توقيف الشيخ بسام الطراس «كان عملية لبنانية صنعت في لبنان 100 في المئة»، لافتاً إلى أنّ الأمن العام يعمل «بتنسيق كامل مع الجيش وقوى الأمن الداخلي».

كلام إبراهيم جاء خلال حفل غداء تكريمي أقامته له نقابة محرّري الصحافة اللبنانية، بمناسبة العيد الحادي والسبعين للأمن العام، حضره نقيب المحررين الياس عون، رئيس مكتب الإعلام في الأمن العام العميد نبيل حنون، رئيس تحرير مجلة «الأمن العام» العميد المتقاعد منير عقيقي وأعضاء مجلس النقابة.

وقال إبراهيم: «نحن لا نخفي تعاوننا مع الخارج، ولما تمّ توقيف شادي المولوي لم نُخف أنها كانت نتيجة معلومات وردت إلينا من الخارج. ولدينا الجرأة الكافية لنقول إنّ بعض ما نقوم به هو نتيجة تعاوننا مع الأجهزة الصديقة التي نتبادل وإياها المعلومات. فتبادل المعلومات مع الأجهزة العالمية يفرضه تعاوننا في مواجهة الإرهاب وهو تعاون قائم على المصالح المشتركة في مواجهة الإرهاب الذي يهددنا ويهددهم في آن. إنها مصلحة مشتركة وخصوصاً عندما نزودهم بما يدبر لهم، وليس هناك جهة مستفيدة، فالطرفان مستفيدان من هذه العملية وأعتقد جازماً أنهم لو أحسنوا استخدام ما زودناهم به من معلومات من قبل، وبعضها كان قبل ثلاثة أشهر من وقوع بعض العمليات الإرهابية لجنبوا بلادهم هزات أمنية وقعت».

لا جديد حول مصير العسكريين والمطرانين

وأضاف: «إنّ ما بات لدينا من خبرة في مواجهة الإرهابيين مكننا من أن نكون متقدمين على البعض من الأجهزة الأجنبية وهو أمر أتحدث عنه بكل ثقة. فمنذ العام 75 نحن في مواجهة مع الإرهابيين وباتت لدينا خبرات تتجاوز خبرات اجهزتهم. ولا ننسى القول إنّ ما بيننا من تنسيق بين مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية مكننا أن نتفوق على العديد منهم. ففي قضية الطراس مثلاً كانت كلّ المعلومات لدينا، ولما تم توقيفه من قبل فرع المعلومات زودناهم بالمعلومات التي بحوزتنا، مما سمح لهم بإكمال المهمة وهي عملية متبادلة بكل ما في الكلمة من معنى. وبالأمس عندما أعلن عن توقيف الجيش لشبكة من ثلاثة أشخاص كانوا ينوون القيام بعمليات إرهابية في الضاحية الجنوبية، لا أخفي أننا نحن من اوقف أحدهم وسلمناه إلى الجيش قبل 24 ساعة من تنفيذ العملية التي كان ينوي القيام بها. ولكنني لا أنفي إمكانية نجاح إرهابيين آخرين بالقيام بأية عملية في اي وقت فنحن نعمل بشكل مستمر على مراقبة من نشتبه بهم».

وعن مدى ارتباط الاستقرار الأمني بالسياسي، أجاب: «الأمن يصمد أكثر في ظل الاستقرار السياسي، ونحن كأجهزة أمنية نعي هذه الحقيقة، وسياستنا مبنية على ذلك وما جولاتي الأخيرة في باب التبانة والبقاع وشبعا سوى تحقيق لهذه الغاية. نحن ندرك أنّ علينا أن نواجه الأزمات الاجتماعية لنتمكن من ضبط الأمن بشكل أفضل».

ورداً على سؤال عن التعويض على مزارعي الكرز في عرسال بدل تحرير أراضيهم من المسلحين، قال: «إنه موضوع شائك وسبق لمعالي وزير الداخلية أن تحدث عنه في مناسبة سابقة. فهو حذر دائماً من أنّ مشاركة القوى الأمنية في تلك المنطقة قد يحتسب تدخلاً في الأزمة السورية وهو ما نتجنبه. وهو موضوع تدركون حساسيته السياسية ولدى المراجع المعنية ما يكفي من المعطيات السياسية والأمنية لمقاربة هذا الملف. فأهالي عرسال لم يسجلوا يوماً موقفاً يؤدي إلى الخروج عن الدولة، شرط أن تكون الدولة إلى جانبهم. فعندما يفتقد أي لبناني وجود الدولة ومؤسساتها إلى جانبه قد يلجأ إلى من يوفر له الحماية والأمن الاجتماعي».

وحول مصير العسكريين المخطوفين لدى داعش، جدّد ابراهيم تأكيد أن «ليس لدينا أية معلومات». وقال: «لا أريد أن أستنتج وكل ما أعرفه أنهم ما زالوا في الأراضي اللبنانية. وبالنسبة إلى المصور سمير كساب والمطرانين المخطوفين ليس لدينا أية معلومات».

عين الحلوة

وعن حقيقة الوضع في عين الحلوة وما إذا كان مرشحاً للانفجار في أي وقت، قال إبراهيم: «لم أكن يوماً خائفاً من مخيم عين الحلوة ومن إمكان انفجاره. في المخيم آلاف المطلوبين ومنهم آلاف المظلومين، وهو أمر ناتج عن سوء التعاطي التاريخي مع المخيم. فلم يكن هناك تواصل بيننا وبينهم. فكانت إفادات البعض عن حدث معين في المخيم تؤدي الى إصدار قرارات بحق أبرياء ومنها ما كان صائباً. ولذلك هناك ملفات لمجرمين وأخرى لأبرياء. والأهم أنّ من يريدون التفجير ليس لديهم القدرة على ذلك نتيجة التنسيق مع المراجع الأمنية في داخل المخيم. ومن يسلمون أنفسهم، إن كانوا مظلومين تصحح أوضاعهم وفي حال العكس يُحالون إلى المراجع القضائية المختصة. ولكن لا بد من الإشارة إلى أنّ أخطر المطلوبين لم يسلموا أنفسهم بعد بدليل أنّ العملية التي قام بها الجيش في داخل المخيم لتوقيف عماد ياسين كشفت عن وجود أمثال له فيه. فياسين لديه «مخزون تاريخي» من الإرهاب فهو شاهد على عمليات إرهابية منذ صغره ومنها اغتيال القضاة الأربعة في صيدا».

وأعلن إبراهيم أنّ «وثيقة السفر البيومترية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين في لبنان ستصدر ابتداء من مطلع الشهر المقبل».

ورأى اللواء إبراهيم أنّ «ما بين الإعلام والأمن لا يوجد أي تناقض، ولولا ذلك لما كانت لدينا مجلة خاصة بالأمن العام. ففي لحظات معينة تتعارض أدوارنا، وخصوصاً عندما تطالبون بالمعلومات في لحظات حرجة عند فتح أي ملف ولكن ما تلبث أن تصبح بتصرفكم لتكون من خلالكم أمام الرأي العام فهي من حقه».

وأضاف: «في كثير من المرات يتحول الإعلام إلى صمام أمان للأمن، ومن هنا نقول إنّ الإعلام عنصر تثبيت للأمن إذا أجيد استعماله فالإعلام سلاح إضافي لحماية الأمن».

نقيب المحررين

وألقى نقيب المحررين الياس عون كلمة قال فيها: «في العيد الواحد والسبعين لتأسيس المديرية العامة للأمن العام وعلى رأسها الآن سعادة اللواء عباس ابراهيم، تحية إكبار ووقفة عز وامتنان. فالذين انخرطوا في سلك الأمن العام، ولجوه للحفاظ على الأمن في لبنان، وسلاحهم، الى البندقية، تضحية وواجب ووفاء. كانوا، واللواء ابراهيم يرعاهم، وسيظلون حماة الحمى، وسيظلون السباقين في فرض هيبة القانون على كامل أرض الوطن المفدى».

وتوجه إلى إبراهيم فقال: «لقد بذلت دون منة، وستظل تبذل الغالي والرخيص في سبيل وطن واحد موحد. وهذا هو قسمك النبيل. إنك الجندي الأمين، إنك – والحق يقال – رجل دولة. والوطن بأمس الحاجة إلى رجال دولة. نعيش في منطقة تفتقر إلى الأمن. أما لبنان فينعم بأمن يعم كلّ أراضيه. أنه يتغذى بهذا الأمن على قيثارة الحب.أخذ الله بيدك وأمدك بالعافية والنشاط لتبقى مظلة الأمن في أيامك المديدة فوق كل الربوع الحبيبة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى