فارين ـ برايس لـ«البناء»: وجود سوق اقليمية للغاز اللبناني بعد نجاح الاستكشاف
أدونيس كيروز
من أبرز المشاكل المتوقّع أن تعالج عبر الاستثمار في قطاع النفط والغاز، هي أزمة الكهرباء المزمنة التي يعاني منها اللبنانيون الذين يدفعون فاتورتين شهريّاً لتأمين الطاقة في منازلهم وأعمالهم. ويستمرّ اليوم الانقسام السياسي حول إدارة «مؤسسة كهرباء لبنان» مع غياب أيّ حلّ يجتمع عليه جميع الفرقاء. وما زال المياومون يطالبون بحقوقهم، ومتّخذين من المبنى المركزي للمؤسسة، مقراً لاعتصامهم.
وفي ظلّ هذا التجاذب السياسي، يرى بعضهم التأثير الكبير لأزمة الكهرباء على ملفات عديدة من ضمنها ملف النفط والمرسومان العالقان، وعدم موافقة مجلس الوزراء عليهما بعد، مما يؤدي إلى المزيد من التأجيل في بدء المزايدة، ومن ثم الاستكشاف والاستخراج، إضافةً إلى الانقسام السياسي الذي يقف عائقاً أمام التنقيب عن النفط وانعكاسه سلباً على تحسين وضع الكهرباء.
أما من الناحية التقنية لملفّ النفط والغاز، فلا جديد على ما سبق وتقدّمت به «إدارة هيئة البترول»، في مقابل تطوّرات على أكثر من صعيد لكلٍّ من قبرص و«اسرائيل» في مرحلة الاستكشاف.
في حديث إلى «البناء» خلال زيارته لبنان الأسبوع الماضي، أشار الرئيس التنفيذي لشركة PPI والخبير العالمي المتخصّص في قطاع النفط والغاز بيل فارين-برايس، إلى أنّ «لبنان متقدم في قطاع النفط والغاز وهو سابق لعصره في هذا المجال، لكن المشكلة هنا تكمن في السياسة».
وعن قيمة ضريبة الإتاوة Royalty Tax البالغة 4 في المئة فقط، والتي علّق عليها بعض الخبراء بالقول أنّها منخفضة جداً، لفت فارين ــ برايس إلى أنّه «لا يوافق على هذا الرأي، إذ إنّ هذه الضريبة هي ضريبة تنازلية، لكن يجب أن ينظر إليها ضمن الإطار الشامل لاتفاقية الإنتاج والتركيز على العناصر الأخرى في الاتفاق الذي سيرفع من حصّة الحكومة»، موضحاً أنّ «هذه القيمة ستشجّع الشركات في تكثيف عمليات الاستكشاف عن الغاز في المرحلة الأولى بعد الانتهاء من المزايدة»، وأنّه «من الواجب رفع عدد الفرص لإيجاد الغاز ضمن مرحلة الاستكشاف».
وعن جذب المستثمرين عبر العقود أو إتفاق الاستكشاف والإنتاج، أشار فارين-برايس إلى أنّ الوضع الأمني الإقليمي هو العامل المؤثر الأبرز في هذه المعادلة».
أما عن الأفضلية التي يتمتّع بها لبنان أمام كلٍّ من قبرص و«إسرائيل»، فلفت إلى أنّ التركيبة السياسية الحزبية في لبنان، وإن كانت معقدة ولا تشجّع المستثمرين، إلا أنّ التأثير الأكبر على قرار معظمهم سيرتكز على حجم المساحة البحرية».
وفي ما يتعلّق بالتحديات الإقليمية التي يواجهها لبنان، أشار فارين ــ برايس إلى الأزمة السورية وأثرها على الوضع اللبناني، إضافةً إلى القلق المتزايد حالياً بسبب «داعش»، هي من التحديات الأكبر، موضحاً: «أنّ لهذه التحديات حلولاً»، ومشدداً على «أنّ الطلب على الطاقة في لبنان والدول المجاورة سيرتفع، مما يعني وجود سوق إقليمية للغاز اللبناني بعد نجاح الاستكشاف».
وعليه، فإنّ الابحاث اظهرت صلة التنافسات الدولية الاقليمية على لبنان بتحوله بلداً نفطياً بعدما ثبت أن أحد محركات حرب تموز2006 كان هذا العامل.