الموصل.. ودواعش «سلوبي»!؟
نظام مارديني
تكثر التكهنات التي تتزامن مع بدء معركة تحرير مدينة الموصل الحدباء نسبة إلى منارة الجامع الكبير المحدَّبة نحو الشرق ، فلماذا تأخرت ساعة الصفر وما دور رئيس «إقليم كردستان» مسعود برزاني في ذلك، ولماذا هدّد حزب جلال الطالباني الرئيس العراقي السابق من خلال قناة «كلي كوردستان» حزب البرزاني بكشف علاقاته مع داعش؟ وكيف سيتحدّد مصير «دواعش» العراق، بعدما تأكّدت المعلومات من أن المجموعات التي سوف تغادر الموصل هي الخلايا الأجنبية، أما العراقيون المتمثلون برؤساء العشائر وعناصر الحرس الجمهوري السابق والمتطوّعون من المجتمع الموصلي فستجري تسوية أوضاعهم داخل المدينة، وأن مدينة الرقة السورية ليست إلا المكان الوهمي لتجميع «دواعش العراق»، لأن الاتفاق الأميركي التركي في حقيقته ينصّ على ترحيل العناصر الأجنبية إلى منطقة «سلوبي» التابعة لولاية شرناق، جنوب شرق، تركيا، وهي في الأساس قاعدة عسكرية محصّنة.. فهل سيتمّ تجميعهم هناك تحضيراً لمواجهة حزب العمال الكردستاني؟ أم تهيئتهم لتنفيذ الخطة ب التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حال لم تشارك قوات بلاده في معركة التحرير، وحيث سيتولّى تنفيذ الخطة عرابه «أثيل النجيفي» محافظ نينوى الفار والموجود في أربيل؟ وهل جاء وصول وفد تركي إلى بغداد للاتفاق على انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية، كرسالة احتواء من أنقرة لحلفائها، أم يدخل في بازار الخطة «ب»؟ ولماذا تحدّث أردوغان عن خطة «ج» إذا لم تنجح «ب»؟
يرى مراقبون أن تلويح أنقرة بالخطط البديلة يهدف للضغط على التحالف الدولي من أجل فرض مشاركتها في معركة الموصل، بسبب الأهمية الشديدة للمدينة لدى أنقرة على الساحة العراقية وإطلاق مشروعها الطائفي! فهل يدرك أردوغان أن للموصل خصوصيتها بسبب تنوّعها الديموغرافي الذي عَكَسَ طابع وحدة الحياة فيها بين الجماعات المتعددة، حيث كانت المدينة مشتركاً أساسياً بينهم؟
إن معركة الموصل الكبرى ليست في تحريرها بل بحمايتها مما يتم طبخه لها من سيناريوات، وقد دعا البرزاني في مؤتمره الصحافي أمس، إلى تفاهم بعد تحرير المدينة ليصبّ في اتجاه نينوى:
1ـ مقسّمة لمحافظات؟
2ـ مقسّمة إلى إقليمين؟
3ـ محافظات مقسّمة بين المركز والإقليم وموقف الأقليات من ذلك.
السيناريوات تقضي بتقويض الدولة العراقية.. وإذ تستشري الفوضى الدموية أكثر فأكثر، ويستشري معها الخوف من انعكاس الوضع على دول أخرى، تبادر قوى غربية وعربية، إلى الطلب من تركيا اجتياح محافظة نينوى برياً بمؤازرة من القاذفات الغربية والخليجية لإعادة ترتيب الوضع هناك. ولكنه إعادة ترتيب الوضع أم إعادة ترتيب الخرائط؟
أين سيكون العراق من كل هذا؟ بل هل سيعمل العراقيون على فهم ما يتم طبخه لمحافظة نينوى ومدينتها الكبرى الموصل؟
ليقف العراقيون أمام انتقاد أردوغان اللاذع لاتفاقية لوزان: «لقد أرَونا معاهدة سيفر في 1920 ليجعلونا نقبل بمعاهدة لوزان عام 1923»، في تناصّ واضح مع المثل التركي الشائع «أراه الموت ليجعله يقبل بالملاريا». وهو مثل يشير إلى قبول السيئ للنجاة من الأسوأ!
ليأخذ العراقيون علماً بأن ذلك السلطان لا يزال يحلم بالرقص بين جثثنا.. لن يترك الموصل بعدما خسر حلب.. ففي رأسه وقعُ أقدام السلاطين، وهو يظنّ أن لا أحدَ غيرنا يليق به جناح الحرملك!!
ألم يتمنَّ ذلك التافه خالد مشعل أن يكون من حريم السلطان؟