العراق يحرِّر قرى في جنوب الموصل والبرزاني يشيد بالتعاون مع الجيش العبادي يطلق معركة الخلاص من «داعش» ووفد تركي في بغداد
تزامنا مع بدء الجيش العراقي، مدعوماً من قوات «البيشمركة» و«الحشد الشعبي» عملياته الحربية لتحرير مدينة الموصل، كشفت مصادر عراقية عن أنّ وفداً تركياً رفيعَ المستوى، وصل بغداد عصر أمس، بناءً على طلب من أنقرة.
وبحسب المصادر، فإنّ الوفد التركي سيبحث في بغداد آليات سحب القوات التركية من العراق.
وكانت وكالة «الأناضول» التركية، كشفت عن توجّه وفد من وزارة الخارجية التركية، إلى العاصمة العراقية بغداد «لمناقشة التطورات الأخيرة في العراق مع المسؤولين العراقيين».
وقالت مصادر دبلوماسية تركية للوكالة، أن مستشار وزارة الخارجية أوميت يالتشين، يترأس الوفد الذي سيجري لقاءات مع المسؤولين العراقيين.
ومن المتوقع أن تناقش اللقاءات، وضع القوات التركية الموجودة في معسكر بعشيقة والعملية العسكرية التي بدأت فجر أمس، ضد تنظيم «داعش» في الموصل والمسائل الإقليمية التي تهم البلدين.
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فجر أمس، انطلاق عملية تحرير الموصل من «داعش»، متعهداً رفع راية العراق قريباً في ثاني أكبر المدن العراقية.
وكان العبادي المح إلى إن هناك محاولة لتأخير عملية التحرير «لكننا وأدناها»، داعياً أبناء نينوى إلى التعاون مع القوات الأمنية.
وأوضح أن القوات العراقية المشاركة في العملية هي الجيش والشرطة الوطنية. وأن هذه القوات هي التي ستدخل إلى الموصل. ولفت إلى وجود فرق كاملة لتأمين الجانب الإنساني، مؤكداً أن هذا العام سيكون عام الخلاص.
من جهته، قال قائد جهاز مكافحة الارهاب في العراق، الفريق الركن عبد الغني الأسدي: وضعنا خططا لمواجهة أساليب تنظيم «داعش» في اعتماده على الانتحاريين والقناصة وتفخيخ المنازل والطرق.
كذلك، أوضح رئيس «إقليم كردستان» العراق، مسعود البرزاني، أن هناك خططاً مسبقة لعملية استعادة الموصل. مضيفا: إن العملية ستنفّذ على مراحل عدّة. وعندما يكون هناك تعاون لا يمكن للإرهابيين أن يصمدوا. وأعلن أن المرحلة الأولى من عملية تحرير الموصل بدأت الآن، بمشاركة القوات العراقية وقوات «البيشمركة».
وقال في مؤتمر صحافي: إلى جانب الخطة العسكرية، يجب أن تكون هناك خطة سياسية أيضاً. وأن تشكّل لجنة بالتعاون بين أربيل وبغداد لحلّ سياسي.
واعتبر أن عملية تحرير الموصل مستمرة حتى تخليص المدينة من جميع التنظيمات الإرهابية. لافتاً إلى أنها ستكون تجربة ناجحة من أجل تحرير كل المناطق.
وتمنى البرزاني أن يشكّل التعاون بين الجيش العراقي وقوات «البيشمركة» بنيةً تحتية لتعاون متين. مشيراً إلى أن «البيشمركة» والقوات العراقية تصارعان بشجاعة الإرهابيين التابعين لتنظيم «داعش». كما إنها المرة الأولى التي تتعاون فيها «البيشمركة» والجيش العراقي ضد «داعش».
وفي ما يتعلق بالتوتر الحاصل بين بغداد وأنقرة، قال البرزاني: يجب أن يكون هناك تفاهم بين أنقرة وبغداد في ما يتعلق بالمشاركة بعملية تحرير المدينة.
بدوره، رحب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري بانطلاق عملية تحرير الموصل. وأكد أن العراقيين يعقدون الآمال على أن يكون تحرير نينوى عنواناً لوحدة العراق أرضاً وشعباً. مشدداً على أهمية الحفاظ على أرواح المدنيين المسالمين وإيجاد الوسائل الكفيلة بإغاثة النازحين.
وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم، أكد أن تحرير مدينة الموصل وكل الأراضي العراقية من سيطرة «داعش» الإرهابية، بات وشيكاً وهزيمته حتمية. وشدد على أن حماية المدنيين من سكان المدينة، هي المهمة الأساسية الأولى والعاجلة لقواتنا المسلحة ولكل العراقيين.
وركز معصوم على ضرورة رصّ الصفّ الوطني وراء القوات المسلحة، مشيداً بالتلاحم «المصيري التاريخي الذي أبهر العالم» بين كل تشكيلات القوات العراقية المسلحة من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات «البيشمركة» و«الحشد الشعبي» والمتطوعين من أبناء الموصل وعموم محافظة نينوى وعشائرها، الذين يخوضون «ببسالة نادرة وكرجل واحد الفصول الأخيرة من معركة الشعب المقدسة، لتطهير كل شبر من أراضيه من رجس العصابات الإرهابية.
كذلك، أعلنت الإدارة الأميركية ترحيبها بانطلاق معركة الموصل. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر: إن الولايات المتحدة وباقي دول التحالف جاهزة لدعم قوات الأمن العراقية ومقاتلي «البيشمركة» في المعركة ضد تنظيم «داعش». وأكد أن هذه اللحظة حاسمة للقضاء على التنظيم وهزيمته. وإنه يثق بانتصار العراقيين على تنظيم «داعش» وجعل الموصل وباقي مدن العراق خالية منه.
في السياق ذاته، رحب نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلانكين، بانطلاق عملية تحرير الموصل. كذلك، أشاد مبعوث الرئيس الأميركي الخاص، بريت ماكغورك، بالجيش العراقي و«البيشمركة» والمتطوعين من نينوى، في معركتهم ضد «داعش».
وقال ماكغورك في تغريدة على «تويتر»: نحن فخورون بأن نقف معكم في هذه العملية التاريخية.
في المقابل، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلى عدم إشراك الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل.
وأعرب أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيّان، في أنقرة، عن خشية بلاده من ارتكاب «الحشد الشعبي» ما وصفها «إنتهاكات» في الموصل.
وقال: إن رؤيتنا بشأن الموصل واضحة، هذه المعركة يجب أن تبدأ مع الجيش العراقي والقوات المحلية. وأضاف: إن قوات «البيشمركة» الموجودة في المنطقة، يمكنها أن تساعد، أيضاً، في دعم القوات العراقية.
إلى ذلك، كرر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، مواقفه وزعم أن دخول قوات «الحشد الشعبي» إلى مدينة الموصل شمال العراق، سيتسبب بـ «حمام دم»، حسب تعبيره. وأعترف الجبير في تصريحات، أمس، أن تنظيم «داعش» سيخسر الحرب في النهاية.
ميدانياً، تمكّن الجيش العراقي من تحرير قرى بجنوب وجنوب شرق الموصل، كما سيطرت القوات العراقية عسكرياً على مركز ناحية النمرود وقرية إبراهيم الخليل.
وأفاد مصدر أمني أن الطائرات العراقية استهدافت تحركات لـ«داعش» في معمل المشراق الكيميائي بالمدينة.
وحسب مصادر استخباراتية، فإنّ «والي نينوى» في «داعش» أحمد بدهن عطف، يدير عمليات التنظيم من جامع الصائغ، بحي البلديات وسط الموصل.
هذا، ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً، تظهر فيه عملية إنزالٍ للقوات العراقية في بعشيقة، وسط قصفٍ كثيفٍ لمواقع «داعش».
من جهتها، أعلنت قيادة «الحشد الشعبي العراقي» أنّ التحرك البري لقواتها باتجاه الموصل، لم يبدأ بعد. وإن الهجوم بدأ فقط بالقصف الدقيق بالقوتين المدفعية والصاروخية.
وأفادت مصادر عشائرية، أن تنظيم «داعش» أقدم على إحراق خنادق النفط الأسود، التي أعدّها مسبقاً في محيط الحمدانية، جنوب شرق الموصل.
وبدورها، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة في «إقليم كردستان» أن قوات «البيشمركة» شنت هجوماً من محور الخازر، ضمن عمليات تحرير الموصل.
وقالت في بيانٍ: إن أكثر من أربعة آلاف عنصرٍ من «البيشمركة» يشاركون في الهجوم من ثلاثة محاور. وأن الهجوم يتم بالتنسيق بين حكومة «إقليم كردستان» والحكومة الإتحادية في بغداد.