اجتماع في باريس لتحديد مستقبل الموصل

أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس، أن السلطات فتحت ممرات آمنة لخروج المدنيين من الموصل، بالتزامن مع اقتراب القوات العسكرية من دخول المدينة.

ونقلت «السومرية» عن العبادي قوله: إن القطعات العسكرية تتحرك بشكل دقيق وبتنسيق تام. وأكد حصولها على توجيهات بالابتعاد عن أي هدف يضر بالمدنيين. نافيا حدوث قصف عشوائي.

وفي سياق معركة تحرير الموصل، أكّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو تراقب تطورات المعركة عن كثب، مضيفاً: إن بلاده تأمل في أن يكون التحالف الدولي دقيقاً وواعياً جداً، لإمكانية تسلل مسلحي «داعش» من الموصل إلى الرقة في سورية. مشيراً إلى أن روسيا مستعدة لاتخاذ التدابير اللازمة، إذا ظهرت وحدات إضافية لمقاتلي «داعش» في سورية.

وأشار إلى أن القوات المشاركة في العملية، لم تطوق المدينة بالكامل. وتابع: إنني لا أعرف السبب، ربما لم يتمكنوا من تطويقها بالكامل. وإنني آمل بأنهم كانوا عاجزين عن ذلك وألا يكون ذلك أمرا متعمدا.

وتابع: إن هذا الممر الذي ما زال مفتوحا، يبقي على خطر خروج «داعش» من العراق إلى سورية، قائما.

وقال: «طبعا، سنقيم الوضع وسنتخذ قرارات ذات طابع سياسي وعسكري على حد سواء، إن حصل ذلك».

من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان جاك إيرلوت، أن اللقاء الدولي حول الموصل، الذي سيعقد في باريس، غداً الخميس، سيبحث في تقديم الدعم الواسع لسكان المدينة العراقية.

وذكر في حديث له، أمس، أن هذا اللقاء سيخصص لبحث المستقبل السياسي لمدينة الموصل. وسيشارك فيه وزراء خارجية عشرين دولة.

وقال إنه لم توجه الدعوة إلى حكومة إيران للمشاركة في اللقاء. مضيفا: «يجب تحضير مستقبل الموصل. المهم ليس فقط ربح الحرب، بل ونشر السلام».

وشدد الوزير، على أنه لا يجوز أن يسمح التحالف الدولي، بعد تحرير الموصل، باستمرار الطريق المسدودة، في الوضع حول مدينة الرقة.

إلى ذلك، حذر المفوض الأوروبي للأمن، جوليان كينغ، من تدفق الإرهابيين من تنظيم «داعش» إلى أوروبا، بعد تحرير الموصل، آخر أكبر معاقلهم في العراق.

وقال في مقابلة نشرتها صحيفة «دي فيلت» الألمانية، أمس: إن استعادة الموصل، معقل التنظيم شمال العراق، قد تؤدي إلى عودة مقاتلين من التنظيم، مصممين على القتال، إلى أوروبا.

وفي سياق التخوف من عودة الإرهابيين، قال نائب رئيس الوزراء الماليزي، أحمد زاهد حميدي: إن ماليزيا عززت إجراءات الأمن على حدودها، تحسبا لمحاولة مقاتلين متشددين ماليزيين العودة للبلاد، بعد أن شنت القوات العراقية هجوما كبيرا لاستعادة مدينة الموصل.

أضاف: نتبادل معلومات استخبارية مع وكالات المخابرات الدولية. ولدينا قائمة بأسماء المشتبه بهم، تضم أسماء من يعتقد أن لهم صلة بـ«داعش».

إلى ذلك، أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بعد لقائه قادة «الحشد الشعبي»، الاستعداد الدائم لدعم الجيش العراقي في حربه على الارهابيين. ودعا إلى الاتفاق على تفاصيل مستقبل العراق ما بعد «داعش».

من جهته، أكد قائد قوات «الحشد الشعبي» في العراق، أبو مهدي المهندس، التزام الحشد بالموقف الرسمي للحكومة العراقية، الرافض لوجود قوات أجنبية على أراضيها. وعلى التصدي لأي عدوان خارجي على العراق.

بدوره، شدد الأمين العام لمنظمة «بدر»، هادي العامري، على أن الأرض العراقية لا يحررها إلا العراقيون، مؤكداً أن الجيش وقوات الشرطة وحدهم يدخلون الموصل.

ميدانياً، تواصل القوات العراقية تقدمها نحو الموصل. وفي هذا السياق، أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الشورة، في عملية تمهد للتقدم داخل المدينة.

وكانت طائرات الجيش العراقي استهدفت رتلاً كبيراً لـ«داعش» عند الحدود العراقية السورية، كان يحاول الهرب إلى الرقة.

وفيما سيطرت قوات الشرطة الاتحادية على قرية بجوانة، غرب الموصل، أفيد عن سيطرة جهاز مكافحة الارهاب عسكرياً، على أطراف الحمدانية شرق الموصل، بعد اشتباكات عنيفة مع «داعش».

وفي سياق متصل، نزحت عشرات العائلات من وسط مدينة الموصل، باتجاه أطرافها، بعد منشورات ألقتها الطائرات العراقية، تطالب فيها أهالي المدينة الابتعاد عن مراكز وجود عناصر «داعش».

وفي جنوب الموصل، تمكنت الشرطة الاتحادية العراقية من تحرير أكثر من 100 عائلة، كانت محتجزة لدى «داعش» في قرية بجوانة التابعة لناحية الشورة.

وبدأت قوات الجيش العراقي و«البيشمركة» الكردية، التحرك صوب الموصل فجر الاثنين، تحت غطاء جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقالت بيانات صادرة عن الجيش العراقي وقوات «البيشمركة» إنه تمت في المجمل استعادة 20 قرية من تنظيم «داعش»، إلى الشرق والجنوب والجنوب الشرقي من الموصل.

ويهاجم الجيش العراقي الموصل من الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية، في حين تشن قوات «البيشمركة» هجومها على الجبهة الشرقية.

وقالت «البيشمركة»، التي انتشرت أيضا، شمال وشمال شرقي المدينة، إنها أمنت «شريطا كبيرا» من الطريق الممتدة لمسافة 80 كيلومترا، بين عاصمتها إربيل والموصل، التي تبعد نحو ساعة بالسيارة، إلى الغرب.

أضافت: إن طائرات حربية تابعة للتحالف هاجمت 17 موقعاً لـ«داعش» دعما لعملية «البشمركة»، في منطقة مليئة بالألغام. وإن أربع سيارات ملغومة، على الأقل، دُمرت.

ولم ترد أي إشارة في البيانات العراقية أو الكردية، إلى عدد الضحايا في صفوف العسكريين أو من المدنيين.

وسبق أن أفيد عن تقدم الشرطة الاتحادية باتجاه مفرق الشورة، جنوب الموصل. وفي موازاة ذلك، استهدفت طائرات الجيش العراقي وطائرات التحالف الدولي، مواقع «داعش» وعناصره في المنطقة نفسها.

وأرسل الجيش تعزيزات عسكرية إلى المنطقة عينها، في عملية تمهد للتقدم داخل المدينة.

وأعلنت الاستخبارات العسكرية عن مقتل مسؤول قاطع جنوب الموصل في «داعش» عبد داوود فهد الجبوري، في قرية الحود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى