«على ضفاف الياسمين» لماجد سطاح شعراً
حمص- حنان سويد
تشكل المرأة في المجموعة الشعرية «على ضفاف الياسمين» للدكتور ماجد سطاح منبعاً للإلهام وموطناً للأحلام ونشوة عذرية تلامس شغاف الفؤاد، فتثور بمشاعره وتسبح في أفلاك الروح وترقد في ثناياها لتعتلي صهوات الآهات، لكنها تبقى الأنثى الممزوجة بعبير الياسمين.
من الصفحة الأولى ينثر سطاح في طيات مجموعته التي وقعها في مديرية الثقافة في حمص أحاسيس ترقى بالمرأة نحو السمو فيخاطبها قائلاً: «إلى كل ياسمينة أهدتني يوماً… ضوءاً للابتسامة… ونفحة لعطر… إلى كل نهر حرك في داخلي موجة… وتركها لحنا بلا ضفاف… إلى كل قلب خافق اضناه تيم بحبيب وعشق لوطن… أقدم هذه المجموعة».
المرأة لدى سطاح طبيب أطفال ليست الحبيبة فحسب إنما كل أنثى وهبت المشاعر الصادقة لمن حولها، وها هو في إحدى قصائد المجموعة ذات المئة وثمان وستين صفحة من القطع المتوسط يتقمص شخصيتها فيشدو بمشاعرها ويتلوع بأوجاعها فيقول في قصيدته: «يا مغمض العينين… انصت إلى القلب الذي يهواك… وبصمته ما كف عن نجواك… يا مغمض العينين ارحم عاشقا… في سجنه يقتات من رؤياك».
الأنثى لدى الشاعر عنيفة وصاخبة، وربما مجنونة، لكنها تظل صاحبة العينين الساحرتين مثل جزيرة خضراء في بحر كبير، دافئة مثل دفء الربيع. يقول في قصيدته: «قولي أحبك… ذباحة عيناك مهلا أشفقي… قلبي حديث في الهوى فترفقي… والصمت في عينيك صعب فهمه… وأنا ضعيف في الفراسة فانطقي».
تضم مجموعة «على ضفاف الياسمين» اثنتين وخمسين قصيدة بين المنثورة والموزونة وتتسم ألفاظها بالرقة والجزالة حيناً والقوة حيناً آخر وتخلو من الغموض وتتنوّع عناوينها مثل «دعي حروفي»، «مترددة»، «حاكميني بنزاهة»، «كفى شغفاً»، «وعد وغروب»، «نديم الكأس». من قصيدته «نسيم الروح»: «نسيم الروح ناجيني… كلام العشق اسقيني… عطشت وكأسك الملأى… أمامي ليس ترويني… بسطت جناح أشرعتي… لريح الحب تهديني… إلى شطآنك العذرا… تحملني وترسيني».
اختار الشاعر قصيدته «على ضفاف الياسمين» عنواناً لمجموعته الشعرية لما تكتنز في طياتها من عبق العشق ورهافة الإحساس. وأبيات قصائد المجموعة على وقع موسيقي يسمو بالأحاسيس لتعانق الفرح تارة والحزن والأمل تارة أخرى، كما يتبلور العشق لدى سطاح بحب الوطن والحنين إلى مراتعه الجميلة.
تجدر الاشارة إلى أن لسطاح مقالات أدبية وقصائد شعرية، و«على ضفاف الياسمين» هي باكورة أعماله المطبوعة.