«نعمة» اقتصادية زائدةتوسّم رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس خيراً بـ«الحدث السياسي المستجدّ»، ووصفه بـ«التاريخي بعد سنتين ونصف السنة من الانتظار والمعاناة»، معتبراً أنه «إذا لم يطرأ حادث أو عائق أمني كبير أو تحوّل سياسي مفاجئ، فيبدو أنّ الأمور سائرة نحو خطوتها السعيدة».
وفي حديث لـ«المركزية» قال شماس: «إذا صحّ اعتبار الرئيس سعد الحريري أنّ ثمة مجازفة سياسية كبرى في هذه الخطوة، إلا أنه بعكس ذلك تماماً، لا مجازفة اقتصادية إنما انتقال من ساحة الخطر إلى ضفة الأمان والاستقرار. وكان لا بدّ من كسر الحلقة القاتلة التي يدور فيها الاقتصاد منذ سنوات، بدليل تراجع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية كافة وتآكل القدرة الشرائية لدى اللبنانيين وقرب انهيار الوضع المالي، ما استدعى الخطوة الاستثنائية التي قام بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من خلال الهندسة المالية الناجحة التي رحّب بها المجتمع الاقتصادي الدولي قبل المجتمع الاقتصادي المحلي، إنما هذه الخطوة بمثابة الخرطوشة الأخيرة لحماية النقد وتجنيب الاقتصاد الوقوع في الهاوية، تماماً كما حصل غداة تسوية الدوحة حيث التقط الاقتصاد آنذاك أنفاسه بسرعة قياسية وسجل نسبة نمو تناهز 10 في المئة عامي 2009 و2010 على التوالي، فيما كان العالم بأسره ينوء تحت وزر الأزمة المالية العالمية المستفحلة.
ورأى أنّ «للاقتصاد اللبناني خصوصية «سرعة العطب» وسرعة الانتعاش، والانتقال سيكون على الموعد لا محال في الأشهر القليلة المقبلة في حال تمّ الانتخاب في موعده، لأنّ علم الاقتصاد قائم على التوقعات التي قد تتغيّر بين ليلة وأخرى في حال شعر اللبنانيون بأنّ العجلة المؤسساتية ستدور من جديد».
وأضاف: في لبنان ما يكفي من الموارد المالية لتفعيل الدورة الاقتصادية من جديد، بدليل الودائع الكبرى التي يختزنها القطاع المصرفي وهي كفيلة بإعادة تنشيط الحركة الاستهلاكية والحركة الاستثمارية في شقيّها العام والخاص.
وقال رداً عى سؤال، إنّ «القطاع التجاري قد يكون من أول المستفيدين من إنضاج «الطبخة الرئاسية» بما أنّ الإستهلاك يمثل 80 في المئة من الناتج القائم، فإنّ التجار في انتظار الفرج السياسي بفارغ الصبر، وهم أعدّوا العدّة لمواكبة الانتعاش الآتي بعد سنوات طويلة من الكساد».