قانصو: لا مسار إصلاحياً من دون حزبنا وسائر القوى اللاطائفية ولا نتصوّر انطلاقة فاعلة وجادة للعهد وللحكومة والرئيس بري في موقع المعارضة
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو، أنّ موقف الحزب حول مستجدات استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، سيُعلن خلال الأيام المقبلة، بعد نقاشه ودراسته في مؤسسات الحزب العليا، كاشفاً عن لقاءات ستُجريها قيادة الحزب مع القوى السياسية الحليفة.
وشدّد قانصو على أنّ حصانة رئاسة الجمهورية هي في توليد وفاق وطني جامع حول رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
أضاف: انطلاقاً من ذلك دعونا إلى أوسع حوار بين القوى السياسية وأبلغنا وفد التيار الوطني الحر، الذي زارنا برئاسة الوزير جبران باسيل، أننا ضدّ الثنائيات وضدّ الثلاثيات في صياغة المعادلات السياسية في البلد، لأنّ هذه الصيغ جُرّبت، فجرّت خراباً على البلد. لذلك نحن مع توسيع مروحة العلاقات والحوار والتفاهمات السياسية. ولا نستطيع أنّ نتصوّر انطلاقة فاعلة وجادة للعهد وللحكومة، إذا كان دولة الرئيس نبيه بري في موقع المعارضة.
كلام قانصو جاء خلال اجتماع توجيهي عقده في نادي الشقيف مع الهيئات المسؤولة في منفذيات «القومي» في جنوب لبنان، بحضور نائب رئيس الحزب الدكتور وليد زيتوني وأعضاء مجلس العمد: عاطف بزي، معتز رعدية، معن حمية، فارس سعد، ليلى حسان، سعيد قزي وعضو المجلس الأعلى قاسم صالح.
واستهلّ قانصو الاجتماع بالحديث عن دور القوميين في مقاومة الاحتلال الصهيوني، مؤكداً اعتزاز الحزب بمقاومته وشهدائه، واعتزازه بالمقاومة وشهدائها على اختلاف تلاوينها، مشيراً إلى أنّ مؤسِّس الحزب أنطون سعاده عمل على إطلاق طاقات شعبنا لتصبح أفعل وأقوى في مواجهة يهود الخارج والداخل، وقوله «إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ» هو لكلّ أبناء شعبنا الذين يدافعون عن أرضهم وأمّتهم. لذلك فإنّ كلّ من يقاوم العدو الصهيوني والإرهاب والتطرف، هو ضمن مشروعنا المقاوم.
وأشار قانصو إلى ما كان عليه جنوب لبنان من النبطية إلى مرجعيون وحاصبيا إلى صيدا وصور قبل المقاومة، حيث كان العدو يمارس الغطرسة والعدوان من دون أن يحسب حساباً لأيّ شيء، وكيف أصبح مع المقاومة التي بصمودها وانتصاراتها غيّرت المعادلات، ليس في لبنان وحسب، بل على الساحة القومية برمّتها.
وتساءل قانصو: لو أنّ المقاومة هُزمت، كيف كان وضع لبنان ووضع المنطقة؟
وتابع: إنّ فشل «إسرائيل» في ليّ ذراع المقاومة في لبنان وفلسطين، هو أحد أهمّ أسباب الحرب العدوانية على الشام، لأنّ الشام هي قاعدة المقاومة ومظلتها وحاضنتها، لذلك رأينا كلّ هذا التكالب ضدّها، فقد اجتمع الإرهاب من كلّ أصقاع الأرض مع رعاته وداعميه لإسقاط الدولة السورية.
وفي شأن الاستحقاق الرئاسي في لبنان، قال قانصو: لا شك في أنّ إعلان النائب سعد الحريري تأييده لترشيح الجنرال ميشال عون سيُطلق حراكاً سياسياً سريعاً قبل الوصول إلى جلسة انتخاب الرئيس في 31 تشرين الأول. وقد بدأ هذا الحراك، وبدأت الصورة تتبلور حول اتجاه العديد من الكتل والقوى السياسية، إلا أننا نقارب الموضوع سياسياً ووطنياً ومن موقع الحرص على تحصين لبنان. وفي التجربة اللبنانية رأينا كيف أنّ عهوداً كثيرة تعثرت، لأنها لم تكن مُحصّنة بوفاق سياسي جامع، وكيف أنّ رؤساء حكومات على مرّ العهود تعثروا في تشكيل الحكومات في ظلّ عدم الالتفاف الوطني حولهم.
وشدّد قانصو على أنّ حصانة رئاسة الجمهورية هي في توليد وفاق وطني جامع حول رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
أضاف: انطلاقاً من ذلك دعونا إلى أوسع حوار بين القوى السياسية وأبلغنا وفد التيار الوطني الحر الذي زارنا برئاسة الوزير جبران باسيل، أننا ضدّ الثنائيات والثلاثيات في صياغة المعادلات السياسية في البلد، لأنّ هذه الصيغ جُرّبت، فجّرت خراباً على البلد. لذلك نحن مع توسيع مروحة العلاقات والحوار والتفاهمات السياسية. وبالتالي لا نستطيع أنّ نتصوّر انطلاقة فاعلة وجادّة للعهد وللحكومة، إذا كان دولة الرئيس نبيه بري في موقع المعارضة. وحين يُذكِّر الرئيس بري بثنائية 1943، فلأنّ تلك الثنائية كان ارتدادها سلبياً على لبنان وأوصلته إلى حروب أهلية.
واعتبر قانصو أنّ أيّ مسار إصلاحي في لبنان حتى يتحقق فعلاً، لا بدّ أن يكون الحزب القومي والقوى اللاطائفية في صلب المعادلة. فالطوائف لا تصلح الدولة بل تتناتشها، وحزبنا هو الصوت الوحدوي الإصلاحي ومشاركته في المعادلة السياسية تعطي دفعاً باتجاه تحقيق الإصلاح وقانون انتخابات جديد على أساس الدائرة الواحدة والنسبية من خارج القيد الطائفي.
وتابع: على طاولة الحوار حدّدنا مواصفات رئيس الجمهورية بناء على الخيارات والثوابت الوطنية، والقناعة الراسخة ببناء علاقات مميّزة بين لبنان والشام، كما نصّت وثيقة الوفاق الوطني، والقناعة الراسخة بالمقاومة، لأنها من أهمّ نقاط قوة لبنان، والتمسك بمعادلة الجيش الشعب والمقاومة والدفاع عنها. وبالمناسبة نحن من المطالبين بتسليح الجيش اللبناني، ليكون جيشاً قوياً في مواجهة العدو الصهيوني وفي مواجهة الإرهاب، لكنّ هناك قراراً يمنع تسليحه، فالولايات المتحدة الأميركية وفرنسا لا تزوِّدانه بأسلحة تمكنه من مواجهة العدو الصهيوني، وهناك رفض لهبات غير مشروطة قدّمت للبنان من أجل تسليح الجيش… لذلك أعود وأؤكد أنّ المقاومة ضرورة للبنان، وأنتم أبناء هذه المناطق، تعرفون كيف كانت مناطقكم قبل المقاومة وكيف أصبحت مع المقاومة التي دحرت العدو عام 2000 وهزمته عام 2006.
ورأى قانصو أنه كلما قويت الدولة ضعفت الطوائف وكلما قويت الطوائف ضعفت الدولة، لذلك، نحن مع مشروع الدولة القوية القادرة والعادلة، دولة الرعاية والعدالة الاجتماعية. ولذلك لا بدّ من قانون انتخاب جديد يؤمِّن صحة التمثيل العادل، لأنّ قانون الستين الحالي وغيره من القوانين الطائفية، كلها تكرِّس المحاصصة وتؤبِّد النظام الطائفي وتلغي دولة المواطنة لمصلحة الطوائف.
وتابع: نحن نرى مصلحة وطنية عليا في إنهاء الشغور الرئاسي، لأنّ البلد مهترئ والفساد مستشر في كلّ المؤسسات والحكومة معطلة ومجلس النواب بالكاد يتمكن من تسيير الوضع الحالي.
وعرض قانصو للأوضاع في سورية، والإنجازات التي تتحقق في معركة حلب، وفي توسّع دائرة المصالحات في مناطق متعدّدة، مؤكداً أنّ موازين القوى باتت محسومة لصالح الدولة السورية، ما يدفع القوى الداعمة للإرهاب إلى مزيد من التصعيد.
وقال قانصو: الحرب على سورية لا تزال مستمرة، والدول التي تقود هذه الحرب وتدعم الإرهاب تواصل الضغط والهجوم بأشكال مختلفة، لكن ما هو مؤكد أنّ أهداف المؤامرة فشلت، والرئيس بشار الأسد باقٍ، وسورية ستبقى موحدة وهي تزداد قوة، والجيش السوري باقٍ وتتعزّز قدراته، وحزبنا، الحزب السوري القومي الاجتماعي هو في طليعة القوى المشاركة في مواجهة الإرهاب، وآلاف القوميين على كلّ جبهات القتال من الجنوب إلى الشمال، يضحّون ويُستشهدون في سبيل الدفاع عن أرضهم وشعبهم. وأقول بكلّ ثقة، إنّ حزبنا قرأ أهداف المؤامرة، وحدّد موقعه الطبيعي في مواجهة الإرهاب، وقد بات، من خلال الدور والمهام والتضحيات، في صلب المعادلة السياسية في الشام.
وأشار إلى أنّ معركة الموصل لإنهاء «داعش» في العراق، خطوة مهمة على طريق وأد الإرهاب وإفشال مخطط تقسيم العراق، وأنّ محاولات الدول الداعمة للإرهاب تمكين هذا الإرهاب في الرقة ودير الزور، لن تنجح في فرض أمر واقع، لأنّ الحرب على الإرهاب ستستمرّ حتى القضاء عليه نهائياً.
وختم قانصو مؤكداً أنّ فشل مشاريع التفتيت والتقسيم في سورية والعراق، والانتصار على الإرهاب وداعميه، هو انتصار للمسألة الفلسطينية، لأنّ المؤامرة التي تستهدف قوى المقاومة في أمتنا، وتستهدف الشام قلعة المقاومة، إنما تستهدف تصفية المسألة الفلسطينية لمصلحة الاحتلال الصهيوني.