محتجُّون يهاجمون مكاتب لجوء في جزيرة ليسبوس اليونانية فرنسا تفكك مخيم كاليه
بدأت السلطات الفرنسية، أمس، تفكيك أكبر مخيم للاجئين في أوروبا بمدينة كاليه، المعروف باسم «الأدغال»، الذي يشكل أكبر مركز لجمع المهاجرين غير الشرعيين، الذين يسعون للوصول للأراضي البريطانيا، حيث يبلغ عدد الأشخاص المقيمين فيه حوالى ثمانية إلى تسعة آلاف شخص، أغلبهم من شرق المتوسط وشمال إفريقيا.
وانطلقت عملية تفكيك المخيم، الواقع على شاطئ قناة المانش، بوجود آلاف رجال الشرطة، لمنع اندلاع أعمال شغب واعتقال المهاجرين الذين يرفضون ترك خيمهم المؤقتة وهو السيناريو الذي حذرتهم منه السلطات المحلية، عبر بلاغات خطية تم نشرها بينهم.
وفي وقت ينتظر فيه المهاجرون عبور الحدود الفرنسية – البريطانية للحصول على حق الإقامة في المملكة المتحدة، تخطط السلطات الفرنسية لنقلهم من مخيم كاليه إلى مراكز إيواء اللاجئين في مختلف أنحاء فرنسا، وفي عدد من الدول الأخرى.
وغادرت أول دفعة من الحافلات الستين، المخصصة لنقل المهاجرين، إلى أكثر من 450 مركز إيواء، بعد أقل من ساعة على بدء موظفي الهجرة العملية. وتوقع المسؤولون مغادرة نحو 2500 مهاجر في اليوم الأول.
وسيتم تقسيم المهاجرين إلى مجموعات: هي الأسر، البالغين، القصر من دون عوائل والأفراد الضعفاء مثل المسنين والنساء غير المتزوجات. ثم سيتم نقلهم في حافلات إلى مراكز استقبال، يتلقون فيها فحوصا طبيا ويقررون إذا كانوا سيتقدمون بطلبات للجوء، ما لم يكونوا قاموا بذلك بالفعل.
وينحدر معظم المهاجرين واللاجئين من دول مثل أفغانستان، سوريا وإريتريا. وكان هدفهم الوصول إلى بريطانيا، التي ترفض أغلبهم على أساس قواعد الاتحاد الأوروبي، التي تفرض على المهاجرين طلب اللجوء في أول دولة تطأها أقدامهم.
واحتجاجا على خطة إزالة المخيم، قام عشرات المهاجرين بأعمال شغب أمس الأول، تحولت إلى اشتباكات عنيفة مع رجال الشرطة. وأعلنت مفوضية الشرطة في بلدة لوبيرا، في منطقة بي دو دروم، الواقعة وسط فرنسا، أنّ حريقاً متعمّداً نشب في أحد مراكز الإيواء المخصصة للاجئين، الذين سيتمّ إخلاؤهم من كاليه.
وفي سياق متصل، أعلن بيار هنري، المدير العام لجمعية «فرنسا أرض اللجوء»، في حديث لوكالة «فرانس برس»، أن بريطانيا استقبلت، خلال الأسبوع الحالي، نحو مائتي قاصر من دون مرافقين، كانوا يقيمون في المخيم، من أصل نحو 1300 قاصر.
وأوضح، أن من أصل 194 قاصرا تم استقبالهم في بريطانيا، استفاد 141 منهم من جمع الشمل العائلي. لافتا إلى أن الـ53 الآخرين ومعظمهم فتيات، نقلوا السبت، كونهم يعانون وضعا غير مستقر.
وذكرت وسائل الإعلام البريطانية، أن البلاد تنفذ للمرة الأولى هذه الآلية، التي نص عليها تعديل أقر في أيار الماضي، يتيح استقبال لاجئين قاصرين من دون مرافقين، رغم افتقارهم إلى رابط أسري. مشيرة إلى أن غالبية الفتيات اللواتي أفدن من هذا الأجراء، يتحدرن من أريتريا.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أكد في 26 أيلول الماضي، أن مخيم كاليه للمهاجرين سيتم إغلاقه بالكامل، قبل نهاية السنة. وأن من الضروري زيادة الإلتزامات المتخذة، خصوصاً حول مسألة القاصرين. في حين اعتبر «حزب الجبهة الوطنية» اليميني أن خطة الحكومة ستؤدي إلى ظهور مخيمات كاليه مصغرة، في أنحاء فرنسا.
وفي سياق متصل، قال مسؤولون في اليونان وفي الاتحاد الأوروبي، أن طالبي لجوء هاجموا مبنى المكتب الأوروبي لدعم اللجوء، في جزيرة ليسبوس اليونانية، أمس، احتجاجا على التأخر في نظر طلبات لجوئهم.
وقال متحدث باسم الشرطة اليونانية، في الجزيرة، إن نحو 70 شخصا، أغلبهم من باكستان وبنغلادش، ألقوا حجارة وأغطية مشتعلة على حاويات تخص المكتب، داخل مخيم موريا للاجئين، مما ألحق أضرارا بثلاث حاويات.
وأشار جان بيير شمبري، المتحدث باسم المكتب الأوروبي لدعم اللجوء، إلى إن المحتجين ألقوا قنابل حارقة، بينما كانت تجري مقابلات مع طالبي لجوء. وأضاف: أحرقوا مكاتبنا هذا الصباح. العملية لن تستأنف في الوقت الراهن. يجب أن نتخذ إجراءات أمنية ومن وجهة نظرنا نحتاج لوجود أكبر للشرطة اليونانية في المكان.
ويعيش أكثر من 15 ألف طالب لجوء، في مخيمات مكتظة على جزر يونانية قريبة من تركيا. وقد تقطعت بهم السبل بسبب اتفاق أوروبي مع أنقرة لغلق الطريق الرئيسية التي استخدمها مليون لاجئ ومهاجر، للوصول إلى أوروبا، العام الماضي.
ويتواجد نحو ستة آلاف طالب لجوء في جزيرة ليسبوس وحدها. وهو ما يمثل، تقريبا، ضعف الطاقة الاستيعابية للمخيمين المقامين على أرضها. ويعد العنف والاحتجاجات على الأوضاع هناك، أمرا شائعا.