بري أمام الاتحاد البرلماني الدولي: المطلوب حلول سياسية للمنطقة ودعم لبنان
خاطب رئيس مجلس النواب نبيه بري البرلمانات الدولية، باسم الاتحاد البرلماني العربي والمجلس النيابي اللبناني في الدورة 135 للجمعية العامة في الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، مركّزاً على جوهر الازمات في المنطقة.
ودعا الى «حل عادل للقضية الفلسطينية ومساهمة البرلمانات في مواجهة الارهاب وتجفيف مصادره وصنع حلول سياسية للمسألة السورية ومشاكل المنطقة، ودعم لبنان لمواجهة أزمة النازحين».
واعتبر «أن الحل الأساسي هو قيام البرلمانات بجهود من أجل صنع حلول سياسية تضمن الاستقرار في البلدان المضطربة والوصول الى حل عادل وشامل، بدءاً بالقضية الفلسطينية».
وفي مجال الوقائع الشرق أوسطية، دعا بري الى «بناء وصنع حلول سياسية للمسألة السورية، حيث تجمع الارهاب من كل أنحاء العالم تقريباً ضد هذا البلد الشقيق من أجل تقسيمه وتفكيكه، وكذلك مشكلة اليمن ومشكلة ليبيا، بمشاركة جميع الأفرقاء في إنتاج نظامهم السياسي واعتماد النظام الديموقراطي البرلماني، مع الاخذ في الاعتبار دائما الصناعة الوطنية للديموقراطية».
ودعا الى دعم لبنان في كل المحافل لمواجهة الازمات الناتجة من وجود ما يوازي نصف عدد سكانه من النازحين، وضمان وقف التدخلات في الشؤون الوطنية للدول ومكافحة الارهاب العابر للحدود وتجفيف مصادره. وأكد ضمان حقوق الاقليات داخل الدول عبر قوانين ملزمة.
وأكد التزام السياسات الوطنية شرعة حقوق الانسان الدولية وإقرار خطط وطنية لحقوق الانسان في كل مجالات الحقوق، بما فيها حقوق المقيمين فوق أراضي الدول.
ودعا إلى إنشاء آلية رقابة وطنية وجهوية من الاتحادات البرلمانية للمراقبة.
وطالب بدعم زيادة مشاركة المرأة في صنع كل ما ينتج حياة المجتمعات والدول وصولاً الى صوغ مشاركة كاملة تؤدي الى نشوء الحكم الرشيد.
وشدّد على «أهمية تعزيز الديبلوماسية البرلمانية كأولوية لاتحادنا، لأن ديبلوماسية الحقائب السود الحكومية لم تعُد مجدية، والديبلوماسية البرلمانية من شأنها العمل على تعزيز الحقوق الإنسانية والرقابة ضد انتهاكها».
ورأى أنه «يجب عدم الاكتفاء في أي حال باللجان الوطنية البرلمانية المحلية لحقوق الإنسان، بل المطلوب إنشاء شبكات برلمانية على مستوى القارات وعلى مستوى الاتحاد البرلماني الدولي ودعوة البرلمانات الى تعاون فاعل واستجابة التنبيهات والتحذيرات التي تصدر عن هذه المؤسسات».
وعقد بري سلسلة لقاءات على هامش أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي فاستقبل رئيسة مجلس الشعب السوري هدية عباس التي أكدت «أن هذا اللقاء يعزز العلاقات البرلمانية بين بلدينا»، ولفتت الى ان «اللقاء بحث في البند الطارئ واقتراحنا في اجتماع الجمعية العامة حماية سيادة الدول، وتمنينا على مجلس النواب اللبناني دعمنا. وكان هناك كثير من الامور التي تحدثنا عنها لمصلحة بلدينا وشعبينا».
تناول رئيس المجلس مع رئيس مجلس النواب المصري علي عبدالعال، التطورات في المنطقة والتعاون البرلماني بين البلدين.
كذلك التقى رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد. واستقبل نائب رئيس مجلس النواب الأندونيسي سردار أياز صادق، وتناول الحديث العلاقات والتعاون بين البرلمانين.
وكان بري ترأس مساء أول أمس اجتماع البرلمانات العربية بصفته رئيساً للاتحاد البرلماني العربي، فشدّد على توحيد الموقف العربي في الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، داعياً الى «توحيد الاقتراحات العربية للبند الطارئ في أعمال الجمعية تحت عنوان حماية سيادة الدول».
وركّز على التوفيق بين اقتراحات السعودية وسورية والمغرب، فتشكلت لجنة صياغة لوضع الاقتراح الموحّد برئاسة رئيسة المجلس الوطني الاتحادي للإمارات العربية المتحدة أمل قبيسي وعضوية فلسطين والسودان.
وطرحت اللجنة اقتراحاً موحداً لاقى قبول الأعضاء المشاركين، إلا أن رئيس الوفد السعودي رفض ذلك متمسكاً باقتراحه. عندها أكدت رئيسة مجلس الشعب السوري هدية عباس اقتراحها أيضاً.
وقال بري: «إذا لم نكن موحّدين حيال البند الطارئ، فسيضعف الموقف العربي والمطلوب أن نتفق من خلال الصياغة المقترحة للجنة التي تفي وتراعي كل الاقتراحات».