الإرهابيون في الجنوب السوري في خدمة الأهداف والطموحات الإسرائيلية
جاك خزمو
تطمح القيادة «الإسرائيلية» الحالية، كما طمحت القيادات السابقة، في إبقاء هضبة الجولان المحتلّ تحت سيطرتها وهيمنتها للأبد، ومن أجل تعزيز ذلك تسعى جاهدة إلى استغلال الظروف والمعطيات والأجواء لتأمين تحقيق الطموح، واستمرار احتلال الجولان.
ويأتي تدخل هذه القيادة «الإسرائيلية» برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المؤامرة التي تتعرّض لها سورية، وخاصة في الجنوب السوري، من أجل تحقيق هذا الطموح «الإسرائيلي»، وتأكيد قرار ضمّ للجولان السوري المحتلّ. وبدأ التدخل بادّعاء «التدخل الإنساني»، أي بتقديم مساعدات للمصابين من المسلحين الإرهابيين المتواجدين في منطقة الجنوب السوري من الجولان وحتى الحدود الأردنية. وقد تمّت معالجة الآلاف منهم خلال السنوات الماضية. ثمّ توسع هذا الدعم «الاسرائيلي» إلى القيام بقصف مواقع عسكرية سورية في حال الشعور بأنّ المسلحين يتعرّضون للخطر، وذلك باستخدام حجة أنّ قذيفة من الأراضي السورية وقعت على الأراضي التي تحتلها «إسرائيل»، وتكون غالباً هذه القذيفة قد أطلقها المسلحون الإرهابيون حتى يعطوا إشارة أو رسالة للجانب «الاسرائيلي» للتدخل.
هؤلاء المسلحون حسب الاعتقاد «الاسرائيلي» ينتمون الى جبهة النصر ة اسماً فقط، ولكنهم ينتمون بالفعل الى «إسرائيل» التي تعدّهم ليشكلوا حزاماً أمنياً لها لمنع المقاومين من الوصول الى هذه المنطقة التي تحتلها «إسرائيل»، وذلك لمنع أي مقاومة عربية قد تنطلق من سورية عبر الجولان.
كما أنّ القيادة «الاسرائيلية» تتمنى أن يتمّ التقسيم في سورية، وبالتالي ستطالب بأن يكون الجولان والجنوب السوري من حصتها. وهذا ما عبّر عنه نتنياهو في أحد لقاءاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال له وبكلّ وضوح انّ الجولان أرض سورية، وهناك القرار الدولي رقم 242 الذي يقرّ بذلك وينص عليه بصراحة ووضوح.
مصادر عديدة أكدت أنّ «إسرائيل» لن تسمح للجيش العربي السوري بالقضاء على هؤلاء الإرهابيين في الجنوب السوري إلا في حالة انّ هناك تعهّداً بأنّ الجولان لن يتحوّل الى منصة للمقاومة والعمليات ضدّ «إسرائيل»، وانّ الجولان المحتلّ سيبقى بيد «إسرائيل»، وانّ هناك استعداداً لتحقيق سلام مع سورية دون تنازل «إسرائيل» عن أيّ جزء من الجولان المحتلّ.
منطقة الجولان والجنوب السوري حيوية بالنسبة لـ»إسرائيل» وخاصة أنها تحتضن ينابيع المياه الحوضية المتجهة نحو الأراضي المحتلة، كما أنها منطقة زراعية جيدة.
هناك طموح «إسرائيليّ أكبر في أنّ «تقسيم» سورية قد يؤدّي إلى إقامة دولة درزية في منطقة السويداء، ومن الممكن ضمّها الى «إسرائيل» لتوحيد الدروز في المنطقة مع انّ المواطنين السوريين من أبناء طائفة الموحدين الدروز لم يقبلوا بذلك ولن يقبلوه، بل أكدوا أكثر من مرة أنهم على استعداد لمقاومة هذا المخطط وإفشاله…
رئيس تحرير مجلة «البيادر» ـ القدس المحتلة