اتحادات النقل البري تنفذ إضراباً شاملاً في المناطق وتؤكد مضيها في التصعيد حتى إعادة المعاينة إلى كنف الدولة
نفذت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري إضرابها المفتوح أمس في المناطق كافة، وتظاهر السائقون العموميون على كل الأراضي اللبنانية، مجدّدين المطالبة «بإعادة المعاينة الميكانيكية إلى كنف الدولة».
وأعلن خلاله رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس أن «إقفال مراكز المعاينة مستمر إلى ما شاء الله»، متمنياً «ألا تسلم حكومة الرئيس تمام سلام ملفات عالقة للعهد الجديد»، كاشفاً أنّ اتحاد النقل البري سيعقد اجتماعاً الثلثاء المقبل.
وأصدرت النقابات في ختام التحرّك بياناً أكدت فيه أنّ «هذا الإضراب وما يتلوه، هو عمل مطلبي بحت بعيد من أي توظيف سياسي».
وكان الاعتصام المركزي بدأ صباحاً في وسط بيروت حيث تجمّع السائقون العموميون، ونفذوا مسيرة سيّارة لاتحاد النقل العام البري وصلت إلى الصيفي ثم مقرّ وزارة الداخلية في الصنائع. وتضامناً أرسل عدد كبير من مدارس بيروت رسائل نصية إلى أهالي الطلاب تفيدهم بإقفال أبوابها بسبب الإضراب العام.
وجدّد طليس المطالبة «بإعادة المعاينة الميكانيكية إلى كنف الدولة»، مشيراً إلى أنّ «المعاينة ملك للدولة وفق القانون والتشريعات كافة». وتمنى على الحكومة «في آخر جلساتها، إلغاء صفقة الميكانيك والتي أصدر مجلس شورى الدولة قراره القانوني فيها وأوقف تنفيذ مناقصة تلزيم تشغيل المعاينة الميكانيكية». وأكد أنّ «تحرك اتحادات النقل البري لا خلفيات سياسية له، بل هو تحرك نقابي صرف»، لافتاً إلى أنّ «المعاينة الميكانيكية في وضعها الحالي، مخالفة للقانون». وشدد على أن «إقفال مراكز المعاينة مستمر إلى ما شاء الله»، متمنياً «ألا تسلم حكومة الرئيس تمام سلام ملفات عالقة للعهد الجديد».
وأشار طليس الى أنّ «تحرك اليوم هو أول الغيث الذي تليه تحركات لاحقة»، معلناً أن الاتحاد سيعقد اجتماعاً الثلثاء المقبل.
وأشار نقيب السائقين العمومين عبد الأمير نجدة إلى «تماسك القطاع ووحدة كلمته من أجل إلغاء صفقة المعاينة الميكانيكية ورفض أي ضريبة جديدة».
وأجبر أصحاب الفانات العاملة على خط الشويفات ـ خلدة، زملاءهم على التوقف عن العمل أمام مفترق صحراء الشويفات. وتم قطع السير على اوتوستراد الأسد في اتجاه بيروت، في حين أعاد السائقون العموميون فتح الطريق عند مستديرة عاليه، لتسهيل مرور سيارة واحدة في الاتجاهين من أجل تخفيف زحمة السير وتسهيل عمل المواطنين.
وفي البقاع، قطع المعتصمون الطريق عند مفترق قب الياس ـ شتورا، والطرقات المؤدّية إلى ساحة شتورا، وأعيد بعد الظهر فتح الطريق الدولية عند مدخل بلدة دورس بعد إقفال استمر أربع ساعات في الاتجاهين.
وفي الجنوب، تجمّع السائقون صباحاً في ساحة النجمة في صيدا وحاولوا قطع الطريق، لكنّ القوى الأمنية المنتشرة في المكان منعتهم من ذلك. فيما فتحت مدارس المدينة أبوابها كالمعتاد ولم تتأثر حركة النقل بالإضراب.
وفي الضنية، قطع السائقون الطريق الرئيسية التي تربط الضنية بمدينة طرابلس عند مفترق بلدة كفرحبو في الاتجاهين، بدءاً من الخامسة عصراً، ما أجبر الموظفين والعمال والطلاب والمواطنين على العودة إلى منازلهم، أو سلوك بعض الطرقات الفرعية من أجل الوصول إلى أشغالهم. وتسبّب قطع الطريق بإقفال المدارس الرسمية والخاصة في المنطقة أبوابها، بعدما تعذر على الأساتذة والطلاب الوصول إليها.
كذلك قُطعت الطريق من مستديرة البص ـ صور في اتجاه صيدا، وتم تحويل السير إلى الطرقات الفرعية. كما قُطعت الطريق عند مستديرة كفررمان في الجنوب، وتمّ تحويل السير إلى الطرقات الفرعية. ثم أشرفت القوى الأمنية على فتح طريق صور ـ صيدا عند مستديرة البص، بعد قطعها قرابة الساعة.
وعملت القوى الأمنية على تنظيم حركة السير التي شهدت زحمة خانقة بعد تحويلها إلى الطرقات الفرعية، فيما توجه عدد من الباصات وسيارات النقل الى بيروت للمشاركة في الاعتصام. وقد تعذر على بعض طلاب المدارس الوصول إلى مدارسهم بسبب إقفال الطرقات.
وفي الشمال، قُطعت الطريق الدولية عند مفترق بلدة المحمرة، وتوقفت الحركة في اتجاه المنية ـ طرابلس وكذلك الأمر في اتجاه العبدة والحدود اللبنانية ـ السورية شمالاً. كذلك تمّ قطع طريق العبدة ـ حلبا الرئيسية عند مفترق بلدة ديردلوم، الأمر الذي أحدث ازدحاماً شديداً على الطرقات وتأخر وصول عدد من الطلاب الى بعض المدارس. في حين بقيت الحركة طبيعية في مختلف المناطق العكارية.
وأعيد فتح أوتوستراد البترون ـ شكا في الاتجاهين والطريق البحرية القديمة في الهري، بعد إقفالها منذ الصباح بسيارات النقل البري، وشهد الأوتوستراد والطريق البحرية زحمة سير خانقة.
كما أقفل سائقو السيارات العمومية والباصات الطرقات الرئيسية في طرابلس لا سيما البحصاص، الأوتوستراد الدولي بين طرابلس وبيروت، القبة، ساحة النور، الملولة، إشارة الروكسي التل ومستديرة السلام، وأدّى ذلك إلى زحمة سير خانقة على مداخل المدينة.
وأنهى السائقون العموميون وأصحاب الشاحنات في الشمال تحركهم الميداني في مدينة طرابلس باعتصام نفذوه في ساحة عبد الحميد كرامي.