دي ميستورا في دمشق «ليسمع»… واجتماع في جدة لمكافحة الإرهاب!
وصل ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الجديد إلى العاصمة السورية دمشق أمس في أول زيارة له منذ تكليفه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة كوسيط أممي لحل الأزمة السورية خلفاً للأخضر الإبراهيمي، حيث كان باستقباله نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
ويرافق دي ميستورا في زيارته مساعده المصري رمزي عز الدين رمزي، ويلتقي خلالها عدداً من المسؤولين السوريين لبحث آفاق حل الأزمة السورية ومن المتوقع أن يلتقي المبعوث الأممي الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم.
كما يلتقي دي ميستورا غداً الخميس بناء على طلبه وفداً من «هيئة التنسيق الوطنية» لمعارضة الداخل برئاسة حسن عبد العظيم، ووفداً من «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» المعارضة.
دي ميستورا الذي رفض الإدلاء بأي تصريح خلال وصوله إلى فندق «شيراتون» في دمشق قال: «أنا جئت لأسمع من السوريين»، في حين أشارت مصادر أممية إلى أن المبعوث الأممي سيعقد مؤتمراً صحافياً في ختام زيارته يتحدث فيه عن نتائج محادثاته مع المسؤولين في دمشق، على أن يعقب الزيارة جولة لدي ميستورا على عواصم عربية وإقليمية معنية بالأزمة السورية.
زيارة المبعوث الأممي إلى دمشق تزامنت مع إعلان السعودية أمس عن نيتها استضافة اجتماع «عربي – غربي» يستثني إيران وروسيا حول الإرهاب سيعقد يوم الخميس، في وقت يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جولة إلى المنطقة تشمل الأردن والسعودية للعمل على تشكيل التحالف الأميركي المنشود ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي. في حين ينتظر إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم عن استراتيجيته لمحاربة التنظيم «داعش».
من ناحيته، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن عدم ثقته من أن التحالف الذي يشكله حلف شمال الأطلسي لمحاربة تنظيم «داعش» قد يستغل لتوجيه ضربات للجيش السوري بهدف إضعافه، مشيراً إلى أن التحالف الذي يشكله «الناتو» لمحاربة التنظيم الإرهابي من دون مشاركة روسيا وإيران وسورية يعتمد معايير مزدوجة ولن يكون ناجحاً.
كما دعا لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المالي عبد الله ديوب في موسكو أمس إلى عدم القيام بأية تدخلات خارجية إلا بعد الحصول على موافقة الحكومات المحلية، معتبراً أن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي أعلن عنه في قمة «الناتو» الأخيرة لا يمكن أن يكون فعالاً بسبب قيامه على أساس مصالح مجموعة معينة من الدول، والسعي إلى تحييد الخطر في منطقة واحدة من دون أخرى، مشيراً إلى أن الدول الغربية لم تهتم بمكافحة الإرهاب في سورية بسبب انشغالها بخطة إسقاط نظام الرئيس الأسد.
وأكد وزير الخارجية الروسي أنه لا يمكن محاربة الإرهاب في سورية بالتوازي مع مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل، مضيفاً أن مكافحة الإرهاب تستدعي تخلي الغرب عن التمييز بين الإرهابيين وسياسة المعايير المزدوجة. وقال: «لا يمكن تبرير الإرهاب ويجب توحيد جهود المجتمع الدولي من أجل مكافحة هذا الخطر».
وفي حديثه عن اتصالاته مع نظيره الأميركي جون كيري بصدد التعاون في محاربة الإرهاب أكد لافروف استعداد بلاده لمثل هذه الاتصالات، مشيراً إلى أن «الأمور لم تمض أبعد من الكلمات طبعاً إذا لم نأخذ في الحسبان هذا الالتزام بمكافحة الإرهاب والظاهر بما يكفيه من القباحة في الوثائق التي جرى اعتمادها في قمة حلف شمال الأطلسي».
وتأتي هذه التطورات في وقت واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في حي جوبر الملاصق للعاصمة، وسط تقدم لوحداته على المحاور الشمالية والجنوبية داخل الحي، في حين استهدفت وحدات أخرى من الجيش بعمليات مركزة تجمعات المسلحين وتحركاتهم داخل حي الدخانية التي سيطرت عليه المجموعات المسلحة قبل عدة أيام.
كذلك استهدف الجيش مسلحين في عين ترما وكفر بطنا وعربين وجسرين وزبدين في الغوطة الشرقية، ونفذ الطيران الحربي السوري عدداً من الغارات الجوية على أرتال المسلحين وتحصيناتهم في محيط دوما والنشابية ومزارع عالية، ومناطق متفرقة في خان الشيح في ريف دمشق.
وفي ريف حماة، تمكنت وحدات الجيش السوري من فرض سيطرتها على بلدة خطاب بعد معارك عنيفة مع المسلحين، في حين واصلت مدفعية الجيش استهداف مناطق تجمع المسلحين في المناطق المحيطة في حلفايا ومورك، وسط تقدم لوحدات الجيش السوري على محاور متفرقة من بلدة بطيش، كما استهدف الجيش تحركات المسلحين في ريف السلمية.