رئيس للشعب رغم الشغب… عرس شعبي ووطني… والأسد يبارك عون وبري: جيش ومقاومة وقتال استباقي للإرهاب… وقانون انتخاب
كتب المحرر السياسي
الحرب الهسيترية التي تخوضها أنقرة في حلب بلغت حدّ المحرّمات باستخدام السلاح الكيميائي الذي حصد عشرات الشهداء، وفرض تشاوراً روسياً سورياً إيرانياً، وفقاً لمصادر واسعة الاطلاع، لقرار حسم نوعي تشارك فيه بقوة وعلى نطاق واسع، قوى محور المقاومة لإنهاء وضع شرق حلب وجنوبها وغربها، ووضع الجميع أمام أمر واقع عنوانه أنّ الحرب على النصرة قد بدأت من طرف واحد، ولا تنتظر فصلها عن جماعات ربطت مصيرها بها، وحكومات تدّعي شراكة في الحرب على الإرهاب، تقوم سراً وعلناً بالوقوف وراء الإرهاب، وتوفر له الغطاء حتى على منبر مجلس الأمن الدولي، عدا ما تفعله في الميدان وتقدّمه من سلاح ودعم لوجستي وناري.
وفقاً لمصادر دبلوماسية، الهسيتيريا ذاتها تفسّر الشغب والعبث اللذين طبعا سلوك الكتل النيابية التي ذهبت نحو الخيار الرئاسي اللبناني، عنوة، بقوة التوازنات الجديدة في المنطقة، ولم تستطع التأقلم، فمصدر القرار واحد، ولا يخفى أنّ أحد أهداف معركة حلب كان خلق توازنات تضخّ بعض الأمل بمواجهة الخيار الرئاسي للمقاومة، الذي يمثله رئيس الجمهورية المنتخب، وسط ألاعيب مراهقة صارت بعد الإفلاس السلاح الوحيد للمشاغبة على الإنجاز الكبير.
ما كتب قد كتب، وسحب تصويت سبعة نواب وعد رؤساؤهم بضمان تصويتهم للعماد عون، بعدما ظهر أنّ الكتل الوطنية والقومية ستمنح الرئيس المنتخب، فرصة الفوز من الدورة الأولى، فنجح المعرقلون بعرقلة الفوز في الدورة الأولى، كما نجحوا بإثارة الهرج والمرج في جلسة الانتخاب، لكنهم فشلوا في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، روائح الشغب والكيد كما روائح السلاح الكيميائي في حلب، تسبّب الاختناق، لكنها لن تجلب الإنعاش لمشروع يحتضر، ولن تمنع ولادة مشروع يشق طريقه نحو الضوء.
العماد ميشال عون رئيساً، بثلاثة وثمانين صوتاً، وكلّ ما جرى في جلسة الانتخاب يصلح للتندّر والتسلية، لكنه صار خارج السياسة، فالحقيقة السياسية الوحيدة بعد فضّ الجلسة صارت أنّ للبلد رئيساً اسمه فخامة الرئيس العماد ميشال عون.
التلاقي في عناوين كلمة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وخطاب القسم للرئيس المنتخب، بدّد الكثير من التساؤلات، فالمقاومة والحرب الاستباقية على الإرهاب، وهما عنوانان واضحان لمفهوم التحالف مع حزب الله، بالإضافة لقانون انتخاب قبل موعد الانتخابات، تلاقت مع ما قاله الرئيس بري عن المقاومة والإرهاب وقانون الانتخاب، كعناوين للخط السياسي للعهد الجديد، من ضمن السعي الشاق لصناعة التوافق كشرط للإقلاع السلس والهادئ لآلة الدولة المتوقفة.
العرس الشعبي والوطني بعد الانتخاب، وتدفق التهنئة من مواقع إقليمية ودولية تقدّمتها تهنئة الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الإيراني حسن روحاني، تكفلت برسم صورة احتلت سريعاً مكان صورة «يا عيب الشوم» التي أطلقها الرئيس بري على بعض السلوك النيابي.
لبنان طوى مرحلة الفراغ
طوى لبنان أمس، مرحلة الفراغ الرئاسي وبات للبلاد رئيس وللقصر سيد بعد سنين عجاف عانى اللبنانييون خلالها الكثير من الشلل الحكومي والتعطيل النيابي والتشريعي والفوضى في أداء المؤسسات والإرباك في السياسة الخارجية وأزمات اقتصادية واجتماعية وأخطار أمنية داهمة.
فُتح طريق الإنقاذ أمام البلاد وعادت الحياة إلى قصرها الجمهوري الذي دخله الرئيس العتيد على سجادٍ أحمر آتياً من المجلس النيابي في موكبٍ رسمي على وقع موسيقى الجيش ولحن التعظيم والنشيد الوطني ورفع علم البلاد على السارية الرئيسية لمدخل القصر وطلقات المدفعية ترحيباً. مشهد نيابي سياسي وطني لم يعهدْه اللبنانيون منذ العام 2008، لكنه شرّع الأبواب أمام عهدٍ جديد عنوانه إعادة بناء الدولة وإصلاح المؤسسات ومعالجة القضايا المحلية، لكنه سيكون أيضًا في خضم وقلب المواجهة مع تداعيات الأزمات الإقليمية والدولية.
في الجلسة السادسة والأربعين وبـ 83 صوتاً وبثلاث جولات انتخابية متتالية انتخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وذلك بعد وجود 128 ظرفاً في الصندوق لمرتين متتاليتين في حين أن عدد النواب الحاضرين 127، إلى أن وضع صندوق الاقتراع تحت إشراف مباشر من رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحراسة عضوَيْ هيئة مكتب مجلس النواب مروان حمادة وأنطوان زهرا تلافياً لتكرار وضع ظرف إضافي، وانتقل النواب إلى وسط القاعة، حيث اقترعوا فيه، ليعلن رئيس المجلس بعد فرز الأصوات فوز العماد عون رئيساً للجمهورية.
وألقى الرئيس بري كلمة توجّه فيها إلى الرئيس الجديد بالقول: «انتخابكم بداية لا نهاية»، مؤكداً أن المجلس على استعداد لمدّ اليد لإعلاء لبنان، وقال: يسرّني يا فخامة الرئيس أن أرحّب بكم تحت قبة البرلمان الذي أنت أحد أركان شرعيته اليوم، وقد أنجز مجلس النواب اللبناني الاستحقاق الرئاسي بانتخابكم، فإنه يعهد إليكم باسم الشعب قيادة سفينة الوطن إلى برّ الأمان، فيما الريح تعصف والأمواج تتلاطم من حولنا وتهدد بتقسيم المقسّم من أقطارنا ومن أقطار جوارنا العربي، ودخول المنطقة بحروب استتباع لا تنتهي وتفضي بالتأكيد إلى إسرائيليات على شكل فدراليات وكونفيدراليات طائفية ومذهبية وعرقية وجهوية وفئوية.
وبعد أدائه اليمين الدستورية أمام مجلس النواب ألقى الرئيس المنتخب خطاب القسم وتمثّل أبرز عناوينه في تمسكه بالتطبيق الكامل لا المجتزأ لوثيقة الوفاق الوطني، وتأكيده أن «لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة، ويبقى في طليعة أولوياتنا منع انتقال أي شرارة اليه. من هنا ضرورة ابتعاده عن الصراعات الخارجية ملتزمين احترام ميثاق جامعة الدول العربية مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي»، ومعلناً أننا «لن نألو جهداً ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة وحماية وطننا من عدوّ لما يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية». مؤكداً على أنه «تجب معالجة النزوح السوري سريعاً كي لا تتحول المخيمات إلى بؤر أمنية». واعتبر أن «لا يمكن أن يقوم حل في سورية لا يبدأ بعودة سريعة للنازحين السوريين إلى بلادهم».
وإذ لفت إلى أن «تعزيز الجيش هاجسي وأولويتي كي يصبح جيشنا قادراً على درء التعديات والحفاظ على السيادة»، قال الرئيس المنتخب: «لا يمكن أن نستمر من دون خطة اقتصادية شاملة»، مشدداً على إقرار قانون انتخابي يؤمن عدالة التمثيل قبل الانتخابات النيابية المقبلة».
.. ومواقف نيابية
وإثر خروج النواب من المجلس النيابي بعد انتهاء الجلسة كانت مواقف لعدد من رؤساء الكتلة النيابية، حيال وقائع جلسة الانتخاب وخطاب الرئيس المنتخب، أجمعت على مد اليد للرئيس الجديد والاستعداد للتعاون معه والترحيب بخطاب القسم. وكانت أبرز تلك المواقف ما أدلى به رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي هنأ الرئيس عون، واعتبر «أن فوز عون برئاسة الجمهورية هو فوز للخط السياسي ولخيار ومحور المقاومة وأن التصويت بالورقة البيضاء لم يطلبه أحد منّي، كما أن مسألة مشاركتنا في الحكومة أو الانتقال إلى المعارضة ستنسق مع الرئيس بري».
وأكد النائب وليد جنبلاط، أهمية تعاون الجميع من أجل التحديات التي تواجه لبنان، كما ورد في خطاب الرئيس وكما ورد في خطاب الرئيس بري. مضيفًاً: «كلنا سوا بدنا نتعاون ونترك كل شيء في خلافات جانبية ورا منا».
وأعلن الرئيس فؤاد السنيورة أنه «أصبح لدينا رئيس للجمهورية ونحن سنتعاون معه». وأشار الرئيس نجيب ميقاتي إلى أننا سنكون في المعارضة البناءة التي تبني مواقفها بحسب أداء العهد والحكومة التي ستتشكل».
الحكومة لتصريف الأعمال واستشارات نيابية
وفور تسلمه أولى مهامه الدستورية أصدرت رئاسة الجمهورية بياناً شكرت فيه حكومة المصلحة الوطنية برئاسة الرئيس تمام سلام، اعتبرها في حالة تصريف الأعمال بحكم الدستور، ولاحقاً قرر رئيس الجمهورية إجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة العتيدة يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
وعلمت «البناء» من مصادر من داخل القصر الجمهوري أن الرئيس عون «سيعمل قدر استطاعته لكسب الوقت وتكليف رئيس جديد لتأليف الحكومة، كما وسيسعى بالتعاون مع الرئيس المكلف إلى تذليل العقبات والعقد أمام ولادة الحكومة للاستفادة من الوقت المتبقي للانتخابات النيابية المقبلة للنهوض بالوطن»، كما علمت أيضاً أن الرئيس عون قد بدأ منذ الأمس بجوجلة أسماء عدد من الشخصيات المقربة منه لتولي الوزارات التي ستكون من حصة الرئيس، وأن وزارة الدفاع ستكون من حصة قائد فوج المغاوير السابق في الجيش العميد شامل روكز الذي كان أول الواصلين إلى القصر، حيث قال للإعلاميين إنه في تصرف فخامة الرئيس وسيتولى أي موقع يراه الرئيس مناسباً له، كما علمت «البناء» أن «تكتل التغيير والإصلاح سيسمّي الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة في الاستشارات النيابية المقبلة».
وقالت مصادر مطلعة مقربة من الرئيس عون لـ «البناء» إن «ما حصل أمس مرحلة مفصلية في تاريخ لبنان وتصحيح لخطأ تاريخي في ممارسة السلطة والأداء في الحكم والذي قام على فلسفة التعاطي مع المكوّن المسيحي كحالة مستتبعة هامشية تجلى في تحويل موقع الرئاسة الأولى إلى حالة شكلية يغلب عليها الطابع البروتوكولي إلا بمقدار حاجة الأطراف المتنازعة عليها أو إلى حالة الالتصاق، حيث يغيب دور الرئيس حتى بتنفيذ اتفاق الطائف لا سيما في إقرار قانون جديد للانتخاب الذي يجب أن يكون من وحي الطائف أي على قاعدة النسبية. وهذا من واجب الرئيس الجديد وسيوليه الاهتمام الأكبر ويتوافق مع رئيس المجلس بشأنه».
ولفتت المصادر إلى أن «عدد الأصوات التي نالها عون لا يؤثر على معنوياته ولا على اندفاعة أو زخم العهد، بل غاية الأهمية هو أن عون انتخب من قبل الزعماء السياسيين الأساسيين والممثلين لجميع الطوائف في لبنان. وفي هذه الحالة لا تعد هناك أهمية كبرى لعدد الأصوات ولا رقم الدورة التي فاز بها». وأكدت أن ما حصل لن يعتبر إهانة للرئيس ولن يسبب أي امتعاض أو توتر له خلال الجلسة بل المجلس النيابي أساء إلى نفسه، كما عبر دولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكشفت المصادر أن هناك «اتجاهاً لدى رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة وطنية تجمع الموالين والمعارضين مهمتها صياغة قانون انتخابي جديد وتطبيق الطائف والبدء بتعويض القصور في الحياة السياسية». وأوضحت المصادر أن «خطاب عون جامع وشامل ووطني ويصلح لأن تستنبط منه عبارات ومضامين لصياغة البيان الوزاري للحكومة المقبلة، كما أنه يحمل عناوين عامة وخريطة طريق للعهد الجديد ولسياسات الحكومة وعمل المجلس النيابي لإعادة بناء الدولة وعملية إصلاح المؤسسات».
هل انتهى التفاهم بين «أمل» وحزب الله؟
وجزمت مصادر في 8 آذار لـ «البناء» أن «حزب الله لن يشارك في الحكومة من دون حركة أمل التي وإن انتقلت إلى ضفة المعارضة فسينضمّ اليها الحزب حكماً، أما التفهم والتفاهم بين الحركة والحزب على الاختلاف في مسألة انتخاب الرئيس فقد انتهى عند حدود انتخاب الرئيس. وبالتالي لن تنسحب على مسألة تأليف الحكومة»، وشددت المصادر على أن حزب الله لم يبت بعد بمسألة تسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، كما لم تحسم حركة أمل أمرها، كما أن عدم تسمية أحدهما للحريري لا يُلزم الآخر، فالحزب لم يسمِّ الحريري في الحكومة التي ترأسها بينما الرئيس بري كان يسمّيه». وأوضحت أن «مشاركة الحزب والحركة في مسألة التسمية والمشاركة في الحكومة خاضعة للتفاوض على أداء رئيس الحكومة وشكل الحكومة وتوازناتها وسياساتها وبيانها الوزاري».
ولفتت المصادر نفسها إلى أن «علاقة رئيس المجلس مع العهد الجديد ومع عون تحديداً لن تكون متعارضة إلى حدٍ بعيد كما يتصور البعض. ففي حال دخل بري إلى الحكومة فستكون علاقته مع رئيسي الجمهورية والحكومة كما كانت مع الرؤساء السابقين على قاعدة فصل السلطات والتوازن والحفاظ على حقوق الطوائف». واستبعدت المصادر «حصول إصلاحات شاملة وسريعة في بنية الدولة ونظامها التي يجب أن تبدأ بقانون انتخاب على قاعدة النسبية والذي سيكون مخاض ولادته طويلاً وشاقاً وقد لا يولد قبل إجراء الانتخابات النيابية».
ورأت المصادر في خطاب القسم رسائل متوازنة لجميع الأطراف في الداخل والخارج، فورود كلمة التزام لبنان بميثاق الجامعة العربية لا ينظر إليها حزب الله بعين القلق والريبة بل يتفهّم الرئيس وموقعه وظروف البلد». ولفتت إلى عدم إشارة الرئيس في خطابه إلى موضوع مشاركة حزب الله في القتال بسورية، مضيفة: إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تلوذ بالصمت إزاء هذا الوجود، فمن سيتكلم في الداخل عنه؟
.. وتهانٍ ومواقف داخلية وخارجية
وفور تسلمه مهامه الدستورية تلقى الرئيس عون اتصالاً من الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية، ومتمنياً له التوفيق. وردّ عون شاكراً للسيد نصر الله تهنئته.
واتصالاً من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هنأه فيه ودعاه إلى «الإسراع في تأليف الحكومة الموحّدة والفاعلة ومباشرة العمل لإنقاذ لبنان من معاناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية».
كما تلقى عون سلسلة اتصالات تهنئة من عدد من الرؤساء العرب والأجانب، تمنوا له التوفيق في مهمته الجديدة، كان أبرزهم السفارة الأميركية والممثلة العليا للاتحاد الاوروبي فديريكا موغريني، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أكد له «عزم فرنسا على الاستمرار بالوقوف إلى جانب لبنان وتقديم المساندة للحفاظ على استقراره ووحدة أراضيه وأمنه في الظرف المأسوي الذي تشهده المنطقة». والرئيس السوري الدكتور بشار الاسد أجرى اتصالاً بعون هنأه فيه بانتخابه رئيساً للجمهورية الذي شكر الأسد على تهنئته. وكذلك الرئيس الايراني حسن روحاني الذي أعرب خلال اتصال برئيس الجمهورية عن أمله في تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان والجمهورية الاإلامية الايرانية. ورد الرئيس عون شاكراً للرئيس روحاني اتصاله، مؤكداً «أهمية الرغبة المشتركة في تطوير العلاقات بين البلدين».
ومن المهنئين أيضًا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وسفير المانيا فالتر شتاينمير والسفير المصري نزيه النجاري.
أما الموقف الأبرز، فكان للمستشار السياسي للمرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، حيث قال: «إن انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية يمثل انتصاراً للمقاومة الإسلامية وللامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله».
وقالت مصادر مطلعة لـ «البناء» إن «انتخاب عون جاء في لحظة اللاقرار الإقليمي والدولي في لبنان وعدم ممانعتهما لانتخاب رئيس يتوافق عليه اللبنانيون نتيجة انشغال جميع الدول بأزمات العالم والاقليم وخرائط التقسيم التي تُعدّ للمنطقة، من إعادة تشكيل الواقع العراقي وحرب الموصل والانتخابات الاميركية والجبهات المشتعلة في سورية والمشاريع التركية في المنطقة. ولفتت المصادر إلى ما قاله ولايتي يعبر بوضوح بأن صمود حزب الله في سورية وتحقيقه انتصارات وتمسكه بعون عوامل أدت إلى انتخاب رئيس ولو هزم حزب الله في سورية لما ذهب فريق 14 آذار وخلفيته الإقليمية التي تدعمه باتجاه ترشيح مرشحين من فريق المقاومة. فشل السعودية في سورية واليمن انعكس خللاً في دورها على مستوى المنطقة ومن بينها الساحة اللبنانية، لذلك جاء التأييد السعودي لانتخاب عون في اللحظة الأخيرة».
وأوضحت المصادر أن «تهنئة السيد نصرالله لانتخاب عون أراد من خلالها إيصال رسالة إلى الجميع يدركها عون بأن جهود حزب الله أثمرت، ووصلنا إلى رئيس صنع في لبنان فرضه حزب الله». وشددت المصادر على أن «انتخاب عون انتصار لسورية التي إلى جانب إيران وضعت القرار وأمر التفاوض بالملف الرئاسي بيد السيد نصرلله».
.. واحتفالات شعبية
في غضون ذلك، عمّت الاحتفالات المناطق اللبنانية ومراكز التجّمع لمناصري التيار الوطني الحر، وأطلقت المفرقعات النارية وصدحت الاناشيد الوطنية وأغاني التيار الوطني الحرّ ووّزعت الحلوى على المواطنين وقرعت أجراس الكنائس ابتهاجاً، وسيُرت المواكب حاملةً أعلام التيار ولبنان اضافةً إلى صور الرئيس الجديد للجمهورية.