تامر حسني: الفنان الناجح هو مَن يواكب تطوّرات العصر
هنادي عيسى
عاد النجم المصري تامر حسني من الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان يقوم بجولة غنائية أحيا فيها أربع حفلات، واحدة بمشاركة النجم العالمي شون بول.
وقال حسني: أحيانا، هناك أمور عدّة تشغلني. في السابق كنت أقوم بثماني أو عشر حفلات في ولايات عدّة، إنما هذه الفترة، أنا أحضّر لفيلم سينمائيّ، لذلك اكتفيت بأربع حفلات. ولست أنا من قرّر مشاركة شون بول في حفلة نيو جيرسي، بل المشرفون على الجولة، وأنا لم أمانع، إذ بدأت منذ سنوات الاتجاه إلى توسيع جمهوري العربي وصولاً إلى الأجانب، وذلك من خلال تقديمي أكثر من ديو، مع النجم العالمي آكون مثلاً. وهذه المشاركات تجعل الجمهور الذي يحضر الحفلات متنوّعاً، ما يحقّق أمنيتي في نشر فنّي وسط أكبر شريحة في العالمَين العربي والغربي.
أما عن نجاح ألبومه الأخير «ابتدا عمري»، فقال: لمست هذا النجاح عندما أحييت حفلة في مهرجان أعياد بيروت في البيال، وكان الألبوم قد صدر حديثاً. الجمهور اللبناني ردّد معي معظم أغنيات الألبوم، والأمر نفسه حصل في دبي والأردن والمغرب. وقد وجدت أنّ أيّ أغنية تنجح في بلد معيّن، هي نفسها التي يحفظها الناس في كلّ أنحاء العالم، وذلك بسبب سرعة انتشار الأعمال الغنائية عبر الإنترنت. إذ لم يعد هناك عائق أمام وصول أيّ أغنية إلى الناس أينما وُجدوا.
أما عن تشابه عنوان ألبومه « ابتدا عمري» مع أغنية جديدة لإليسا فقال: لم أنزعج، فهي فنانة كبيرة وناجحة. لكن لو حصل معي الأمر نفسه ووجدت أن أغنيتي تحمل عنوان أغنية لزميل آخر، كنت بدّلت العنوان من دون تردّد.
وعن فيلمه الجديد، أكد حسني أنه أحياناً يقرأ كثيراً أخباراً فنية لا يكون على علم بها، وهو بالفعل كان قد اتفق مع المخرج ياسر سامي على تقديم فيلم يحتاج إلى تقنية جديدة تستعمل للمرة الأولى، والتحضير لها يحتاج إلى سنتين. لذا ارتأى أن يبدأ بفيلم من كتابة محمد أمين راضي وسيناريو وحوار وإخراج محمد سامي، ومن إنتاج وليد منصور، وسيشاركه فيه حتى الآن كل من غادة عادل، ونور اللبنانية، ومي عمر، وفؤاد بيومي، إضافة إلى آخرين لم يوقّعوا العقود بعد، لذا لا يمكن الإعلان عنهم لاحقاً.
وعن التعاون مع «روتانا» قال: شركة «روتانا» محترمة جداً وسعيد بتعاوني معها، رغم أن هناك بعض التقصير تحدّثت عنه مع الإدارة.
إن كمية الألبومات التي طرحت في الأسواق لم تكن كافية، لكنّ الشركة تداركت الأمر ونفّذت لي ما هو جديد، طرح «flash memory» تحتوي على أغنيات الألبوم، وهذا أمر مميّز. إنما ألبومي ما زال مطلوباً في الأسواق وهو غير متوفّر. وإن شاء الله كل ذلك سيتم تداركه في الألبوم المقبل رغم أن الشركة باتت تعتمد على تسويق أعمالها عبر المواقع الإلكترونية.
وعن تجربته في برنامج «ذا فويس كيدز» قال: كانت التجربة مميزة جداً، وطبعاً أي خطوة جديدة أرتبك أمامها، إذ لم أكن أعرف كيف أتصرّف. وبعد ذلك سارت الأمور بكل سلاسة وحقق البرنامج أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ برامج اكتشاف المواهب. وكل ما يقال عن خلافات مع كاظم الساهر عار عن الصحة لأنه أستاذ وفنان كبير وعلاقتي به كانت جيدة جداً، والأمر نفسه مع نانسي عجرم التي أحبّها كثيراً.
وعن مشروع برنامج تلفزيونيّ عالميّ سيكون من تقديمه قال حسني: بالفعل، عُرض عليّ تقديم برنامج مختلف عمّا هو سائد في العالم العربي، وهو يستقبل نجوماً من العالم الغربي على أعلى مستوى، لكن تكلفته عالية جداً ولا أعتقد أنه يمكن تنفيذه في هذه المرحلة.
وأخيراً، قال حسني إن أسماء نجوم الغناء المصري المنتشرة في العالم العربي في الوقت الراهن قليلة جداً، ولا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. وذلك لعوامل عدّة، فعلى المطرب أن يواكب العصر، نحن نعيش زمن الصوت والصورة ومَن لا يواكب ذلك يبقى انتشاره محدوداً داخل مصر، هذا عدا عن الاستخفاف بتقديم الأغاني التي لا تلقى إعجاب الجمهور في العالم العربي. واختيارات الفنان ومواكبة العصر من العوامل الأساسية التي تساهم في عدم قوقعة النجوم المصريين. في السابق قيل إن شركة روتانا ساهمت في تدمير الفنّ المصري وهذا برأيي غير صحيح، لأنّ هذه الشركة أعطت أكثر من فنان مصري شهير مبالغ مادية كبيرة لإنجاز أعمال فنية ناجحة، لكن هؤلاء أخذوا الأموال وسافروا للاستجمام، وقبل شهر من موعد تسليم ألبوماتهم، يعودون لإنجازها خلال شهر، وهذا وقت لا تُنجز فيه أعمال ناجحة. وللعلم، أنا أدفع من جيبي أحياناً كي أحصل على أجود لحن وكلام من أهمّ الملحّنين والشعراء والموزّعين في مصر. أما من وقعت نجوميته فقد استخفّ بفنّه. للأسف، صناعة الموسيقى من أكثر الصناعات الفنية تضرّراً خلال السنوات الماضية، لقد دمّرت القرصنة الإنتاج الموسيقي.