الورد في بلاد العجب!
النمسا ـ طلال مرتضى
حين غادر «الله وملائكته ورسله» آخر معاقل «توادّنا وتراحمنا»، كنت على بُعد إصبعين ودمعة من الوجع الأثيم.
هنا، في بلاد العجم، تلمّستُ العجب. رأيتُني عارياً بما فيه الكفاية الا من «هيولى» الوقت الضائع من مجاراة القصائد.
المنهزمون في ربوبيتهم لا ينفعهم «مال ولا بنون» إلا ما رجم الذات للتتطهر.
بعد فكّ طلاسم الحبر العظيم الممتنع السهوبة. تسلّلت أصابعي في المضمر المخبوء، لتحرّك الساكن المنصوب على آخر مقامات الوجد.
حينئذٍ، تفتّقت عناقيد الغواية شريطاً من دموعٍ ونهنهاتٍ على وقع رشفة التفل الاخيرة من فنجان الحظ المتعثر الأمنيات.
الفكرة المتشظّية طَيّ نصّ الحكاية الأول، لا تسلم دوالّها ـ الدالّ والمدلول ـ افتراضاً لمن طعنوا ذاكرة الله في الوقت المتبقّي من حمى الاستغفار المخاتل للنوايا.
الله المتمترس فوق سدَّةِ العرش لم يزل يتباهى بأسمائه الحسنى كلها.
في ذات الحكاية كانت ثلّة من عابري سُهوب الخطيئة، يزوقون يقيناً في لوح مسطور ما تجلّى من أسمائه «رحمن رحيم يغفر من غير حساب»، كتميمة تمكّنهم من تمرير أهدافِهم الذهبية بعدما سقطت عن وجوههم أقنعة الرياء.
هنا في بلاد العجم والعجب، أناس «لا خوف عليهم ولا هم» بالأفكار الشائعة يوقنون. إلا ما شاءت اللحظة.
في بلاد العجم والعجب رأيت «الله وملائكته ورسله» على هيئة زهور تهدل فوحاً لا ينضب صدحه في حديقة عامة يعتني بها بستانيّ اتّخذ من الإلحاد معتقداً ينشد من خلاله درب الخلاص الرخيم.
وأنا أرتقي سلّم الخاتمة، زلّت عيني لتسترق اللقطة الفاصلة من مشهدية الرجل الذي قطف زهرة يانعة من حديقة الملحد بِاسم الله الواحد الأحد على نيّة التبهّل.
أليست الغاية تبرّر الوسيلة حينما يراد من بهاء الحق باطلاً؟!