أين الرقة في مسار الحسم العسكري؟

فتون عباسي

عندما وعد الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب القسم الدستوري بتخليص الرقة من داعش المعقل الأساس لهؤلاء، تساءل الكثيرون عن أهمية ذكرها في الخطاب… لماذا الرقة؟

عدا عن أن الرقة محافظة سورية لا بد من استرجاعها لحضن الوطن. نلقي نظرة شاملة على هذه المحافظة:

تقع الرقة في شمال شرقي سورية، تبلغ مساحتها 19620 كلم مربع أي حوالى 6.10 من الأراضي السورية، تبعد عن العاصمة دمشق 370 كلم.

تتلخص أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للدولة السورية كونها حدودية ومحافظة زراعية في الدرجة الأولى، يمتد فيها سد الفرات عدة كيلو مترات، أكبر مصدر لتوليد الكهرباء، تحتوي على حقول نفط تشكل حوالي 35 في المئة من الإنتاج المحلي.

عسكرياً تحتوي على مطار الطبقة، أهم مطار في المنطقة الشرقية ورابع أهم مطار حربي سوري، هو يحوي راداراتها بعيدة المدى وكان يشكل مركز إمداد رئيسي للوحدات المقاتلة.

كيف ينظر داعش للرقة؟

بحسب مصادر عسكرية مطلعة، يرى داعش أن سيطرته على هذه المحافظة تعزز من قوته في الأراضي السورية وتساعده على ضبط مركز خلافته، هي تؤمن قاعدة انطلاق لعملياته المقبلة، تساعده على عزل دير الزور، تفتح الطريق أمامه باتجاه السلمية بريف حماة للوصول إلى حمص، عدا عن أنها تساعد على انتقال عناصره من وإلى العراق.

تقول مصادر إن معركة الرقة ليست في القريب العاجل لكنها في الوقت ذاته ليست بعيدة، فيما تعتبر مصادر أخرى أن هذه المعركة بدأت بالفعل من الحسكة من خلال تكتيك جديد اعتمده الجيش. كان ما يقارب 80 في المئة من الحسكة في أيدي التنظيم، خسر التنظيم مؤخراً أكثر من 60 في المئة من الحسكة عندما قام الجيش السوري مع وحدات حماية الشعب الكردية وبالتنسيق مع الدفاع الوطني ببسط سيادته على الحدود من معبر اليعربية حتى ناحية جزعة أي حوالى 150 كلم من الحدود مع العراق.

ضعف موقف داعش من الهجوم إلى الدفاع، فحاول بفشل عقد هدنة مع الأكراد، انسحب من جبل كوكب وعبد العزيز إلى الهول والشدادة تمهيداً للفرار إلى دير الزور والعراق.

يقوم التكتيك السوري حالياً على تنفيذ ضربات جوية على أماكن تمركز قادة وعناصر التنظيم. وتقول المصادر إن المعركة البرية ستكون قصيرة وسريعة.

المعارك في سورية لا يمكن فصلها ما بين شمال وجنوب وشرق وغرب.

هنا يقول المصدر إن قراراً عسكرياً صدر بتطهير جميع المناطق التي تستهدف العاصمة دمشق بالهاون.

يستكمل الجيش إذن حسم جوبر وزملكا وعربين وعين ترما، ومن جهة المليحة تتقدم بعدها لكفر بطنا وحمورية وسقبا وجسرين.

في داريا جهود مفتي الجمهورية ووزارة المصالحة الوطنية قائمة.

نصل إلى المعركة الأكبر دوماً.

هنا يفتح الجيش طريق المعركة في الغوطة الشرقية وصولاً إلى الضمير، دوما وبساتينها ممتدة على المساحة الأكبر في الغوطة الشرقية. يذكر المصدر أن هناك ضباطاً قطريين اعتقلوا في الغوطة، يحاول القطريون السعي لمفاوضات مع الدولة السورية لتحسين العلاقات.

في دوما تتعدد الفصائل المقاتلة ما بين داعش ونصرة وجبهة إسلامية ولواء الإسلام وفصائل صغيرة من الحر، كلها تقتتل داخلها لبسط السيطرة، وفي ظل الاقتتال تؤكد المصادر خروج أبي محمد الجولاني قائد النصرة إلى مورك بريف حماة بعد خسارة المسلحين خطوط الدفاعات الأولية لهم في حماة ليقود المعركة ضد الجيش السوري هناك، بينما يسيطر الجيش على طريق سلمية خناصر حلب.

المعارك مترابطة… قيل: إن كل طرق تؤدي إلى روما… وفي سورية كل المعارك لا بد أن تؤدي إلى الحسم العسكري… يقول عسكريون.

يبقى السؤال: هل ستسرع مستجدات الاستراتيجية الأطلسية لمحاربة داعش من فتح الجيش السوري لمعركة الرقة منعاً لأي ضرب من جنون أميركي يلتف على الاستراتيجية بهدف ضرب الجيش السوري؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى