باسيل: عزل أي طرف عن الحرب ضدّ الإرهاب خطأ كبير
شدّد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على التزام لبنان مكافحة الإرهاب، داعياً إلى أكبر تحالف ممكن في العالم من أجل مكافحته. واعتبر باسيل أنّ الخطأ الكبير الذي يقترفه المجتمع الدولي هو أن يعزل أي طرف عن هذه الحرب ضدّ الإرهاب.
وعقد باسيل جلسة محادثات أمس، مع نظيره الدنماركي مارتن ليدغارد تلاها مؤتمر صحافي مشترك، دعا خلاله باسيل إلى «تشكيل جبهة موحدة من أجل مواجهة انتشار المجموعات الإرهابية في منطقتنا، وفي رأينا يجب أن تتم هذه المبادرة برعاية من الأمم المتحدة وبدعم منها، ليتمكن كل من يريد، من الانضمام إلى هذه القوة المكافحة للإرهاب». وتابع: «شددنا على التزامنا مكافحة الارهاب، ودعونا الى اجتماع اكبر تحالف ممكن في العالم من اجل مكافحته. كذلك جددنا دعمنا للجيش اللبناني عبر تلبية حاجاته، في وقت يلتزم الجيش اللبناني مواجهات قاسية ضد المجموعات المسلحة والإرهابية، وخصوصاً في منطقة عرسال وجوارها. ونحن نؤمن بأن هذه التهديدات التي باتت اليوم على ابوابنا، ستقرع قريباً أبواب القارة الأوروبية، وهذه الحقيقة تضع أمننا الداخلي موضع تهديد، ولن يكون أحد محصناً ضد التغييرات الحاصلة في الشرق الاوسط، مما يهدد الاستقرار العالمي، لذلك إن حصر الضرر الذي تقوم به هذه المجموعات الإرهابية أمر ضروري».
ليدغارد
وأشار ليدغارد، بدوره، إلى أنّ «الأسرة الدولية بأكملها مدركة للعبء الذي تعانونه في الفترة الأخيرة». وقال: «نحن ملتزمون الاستمرار في تقديم مساعداتنا للبنان، والتطرق إلى الاحتمالات المستقبلية، أو عندما يحين وقت عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم في سورية. ونحن متفقون على الاستراتيجية السريعة التي يجب أن ترسي السلام في سورية، ونعرف أنّ هذا لن يحصل من دون مشاركة إقليمية، بالإضافة إلى مشاركة من القوى العظمى في إرساء السلام وفي عودة اللاجئين إلى ديارهم». وأضاف: «خلال جولتي على المنطقة، زرت إيران والمملكة العربية السعودية، ولاحظت من خلالها أنه يجب أن ننشئ تكتلاً واسعاً من أجل محاربة الظواهر الإرهابية، وخصوصاً عندما نتحدث عن تنظيمات مثل تنظيم الدولة الإسلامية». وأوضح ليدغارد أنه «لا يجب أن يبدو الأمر كأنه مواجهة بين السنة والشيعة، أو بين الغرب والعالم الإسلامي. كلا، إنه تكتل لكل الدول الديموقراطية لكل القوى التي تسعى إلى إسلام ضدّ التطرف. وأنا سعيد بأن أرى أنّ لبنان أيضاً يشارك في هذا الكفاح والصراع ضد «الدولة الاسلامية»، وهذا أمر طبيعي بالنسبة إليه».
ورداً على سؤال حول كيفية مشاركة الدنمارك والاتحاد الأوروبي في التحالف لمحاربة الدولة الإسلامية، أجاب: «إنّ الدنمارك تساهم بفضل المساعدات الإنسانية والعسكرية وتقدم المساعدات في هذا المجال، ولكن علينا الآن أن نشدد على أهمية التعاون العسكري من أجل وقف تقدم تنظيم «الدولة الاسلامية»، إلا أنّ الوسائل العسكرية ليست كافية بذاتها. فهناك أسباب جذرية لهذا التطرف ويجب أن نتطرق إليها، لذلك تحدثت عن أهمية التكتل العالمي ضدّ هذه الظاهرة». وقال ليدغارد: «علينا أن نوقف تمويل هذه الجماعات، التمويل الذي يصل إلى تنظيمات مثل «داعش»، وعلينا وقف تدفق المحاربين الأجانب، وأن نتطرق أيضاً إلى الأزمة الموجودة أصلاً والفوضى في المنطقة، وهي من أسباب تنامي هذه التنظيمات». وأضاف: «علينا أن نحفز النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، فإذا لم نؤمن فرص العمل للشباب وفرص الحياة، فسنواجه خطراً أكبر بعد. وأخيراً، على المستوى الذهني والإيديولوجي، يجب أن نواجه هذه التنظيمات، وأظن أنّ الإثنيات المختلفة في المنطقة، تضطلع بدور أساسي، وتدرك أنّ هذه التنظيمات لا تعبر عن صوت الإسلام والعقيدة الإسلامية الحقيقية».
وسئل باسيل: هل سيوافق لبنان على ضربة أميركية لتنظيم «داعش» في سورية؟ فأجاب: «أظن أنّ الخطأ الكبير الذي يقترفه المجتمع الدولي هو أن يعزل أي طرف عن هذه الحرب ضدّ الإرهاب، لأنّ منظمة مثل «داعش» يجب ألا تكون موجودة أصلاً، يجب أن ننزعها من جذورها ولا يجب أن نضع خطوطاً حمراً هنا». وأضاف: «كلما كنا متحدين كان صراعنا ناجحاً أكثر، وهذه المواجهة ناجحة أكثر».