تظاهرات ثقافية ومهرجانات فنية في لبنان تمحو عتم فراغ امتدّ لسنتين ونيّف 1/2

الثقافة والوطن وجهان لعملة واحدة، فالثقافة هوية الوطن، وهوية الوطن تكمن في ثقافة سكانه لا في أعدادهم. قل لي ماذا تختزن من معلومات أقل لك من أيّ بلد أنت. هذه معادلة تميّز بها الشعب اللبناني الذي صدّر الثقافة إلى الخارج فرفع المغتربون اسم وطنهم عالياً متبوّئين أعلى المراتب بفضل ذكائهم وطموحهم اللامحدود.

ناهيك عن أن اللبنانيين، وعلى رغم الحروب المتتالية التي أنهكتهم، وعلى رغم الارهاب الذي ضرب وطنهم وألحق به خسائر مادية وبشرية لا تعدّ ولا تحصى، وعلى رغم الفراغ الذي شلّ مؤسساته لسنتين ونيّف، ما زالوا متمسّكين بالحرف سلاحاً، يواجهون به الجهل ويتنقلون بين مختلف البلدان ناشرين ثقافة أجدادهم التي أورثوها لأولادهم والتي سيشهد لهم التاريخ عليها أنها ثقافة سلام وديمقراطية وعيش مشترك.

وأبرز ما شهده لبنان هذه السنة، التظاهرة الثقافية التاريخية في المتحف الوطني مع إعادة الافتتاح الرسمي للطابق السفلي منه الذي أقفل مع بداية الحرب الأهلية، إضافة إلى معارض الكتب العربية والأجنبية التي تنقلت بين أهم المدن، ناهيك عن المهرجانات التي عمّت البلدات والقرى والتي أعادت اللبنانيين والعالم بالذاكرة إلى قرون من الحضارات العريقة. وما ميّز لبنان أيضاً المهرجانات السينمائية وصدور أعداد لا بأس بها من الكتب وإطلاق جوائز أدبية، ما يبشّر بمستقبل ثقافي واعد يملأ جزءاً من فراغ يكبّل عمل المؤسسات ويشلّ حركة الوطن.

المتحف الوطني

أعيد افتتاح الطابق السفلي من المتحف الوطني الذي أقفل مع بداية الحرب عام 1975 حيث تروي 520 قطعة أثرية فصول حقبات متعاقبة على مر العصور.

المتحف الذي يضمّ ثلاثة طوابق، افتتح للمرّة الاولى عام 1942، وتعرّض للتدمير خلال الحرب، وأعيد افتتاح الطبقة الأرضية والطبقة الثانية عام 1999 بعد ترميمهما وتأهيلهما، أما الطابق السفليّ، فقد افتتح رسمياً بمساعدة سخية مادية وتقنية من الدولة الإيطالية والتي قدّمت هبة بقيمة مليون و20 ألف يورو لإعادة تأهيله.

ويتميّز الطابق السفلي بمعروضاته التي كان عنوانها العريض «الفنّ الجنائزي» في لبنان عبر العصور، حيث عرض 31 ناووساً من الرخام محفور فيها الوجه الذي يرمز إلى الفينيقيين، وتماثيل ونصباً مدفنية وكل ما يمكن إيجاده في المدافن من فخاريات وزجاجيات وحلى. وهذه النواويس التي وجدت في منطقة صيدا ـ جنوب لبنان تعدّ المجموعة الأكبر من هذا النوع في العالم، وتعود إلى الحقبة الممتدة بين القرن السادس والرابع قبل الميلاد.

وتُعرض في الطابق السفلي، وللمرّة الاولى، ثلاث مومياءات محنطة طبيعياً من الفترة المملوكية القرن الثالث عشر ، حيث اكتشف عدد من علماء المغاور الجثث في مغاور وادي قاديشا، وساهمت العوامل الطبيعية في المحافظة على أجساد أصحابها إضافة إلى ثيابهم والقطع التي وجدت معهم ومنها المأكولات ومقومات الحياة اليومية من قمح وبصل وغيرها من المواد الغذائية. وتكمن أهمية المعروضات في الطابق السفلي التي تضمّ قطعاً أثرية نادرة ومجموعة من النواويس الفريدة من نوعها في العالم، انها قيمة مضافة على المتحف الذي هو معلم حضاري وثقافي.

المتحف الأكاديمي في متحف الجامعة اللبنانية ـ الحدث، افتتحه وزير الثقافة ريمون عريجي ورئيس الجامعة اللبنانية السابق الدكتور عدنان السيد حسين، في إطار مذكرة التعاون الموقعة بين الجامعة والوزارة ـ المديرية والعامة للآثار، من أجل تطوير العمل التراثي الأثري في لبنان وتأمين التكامل بين العمل الميداني والعمل الأكاديمي.

أما مركز ومتحف زكي ناصيف الثقافي فقد افتتح بعد ترميم منزل الفنان الراحل في مشغرة.

العلاقات الثقافية

وفي إطار العلاقات الثقافية مع البلدان الاجنبية عقدت لقاءات ومهرجانات ومؤتمرات عدّة.

فقد نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان وكلّية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية ومركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، لقاء حوارياً بعنوان «الحوار الثقافي والحضاري العربي ـ الإيراني»، الذي يندرج في إطار البحث الواعي عن استراتيجيات علمية ومشتركات تجمع بين مكونات الإقليم الواحد من جوار ثقافي إلى مشتركات دينية وثقافية. كما نظّمت المستشارية لقاء للنخب الفكرية دعا إلى إقامة مؤسسات تجمع بين الثقافتين العربية والإيرانية.

يوم يابانيّ بامتياز، نظّمته جامعة بيروت العربية تعرّف الطلاب في خلاله إلى التجربة اليابانية بكلّ ما تحمله من لمحات ثقافية وتاريخية، إضافة إلى أبرز التقاليد. كما تخلّلته عروض موسيقية وراقصة من الحضارة اليابانية، وأفلام قصيرة ومحاضرات أضاءت على العمق الحضاري والثقافي والتاريخي لليابان، إضافة إلى معرض بين جمالية الخط الياباني ورسومات ولوحات فنية.

«وحدة الوطن»، لقاء ثقافي روحي نظمته الجامعة اللبنانية الدولية، لتقوية الوحدة الوطنية والتخلّي عن الصورة والاعتماد على الفكر.

«يوم الهند في ذوق مكايل»، للمرة الأولى في لبنان، نظّمه «بيت الشباب والثقافة» ـ ذوق مكايل، بالتعاون مع سفارة الهند في بيروت. تخلّلته نشاطات لجميع الأعمار، وافتتح بـ«يوغا» في نهار اليوغا العالمي، تبعه «مهرجان الألوان» ورقصة البوليوود مع أكثر من 200 شخص.

كما أقيم مهرجان الثقافة الروسية في الجامعة الاسلامية، ولقاء في المركز الثقافي الفرنسي في بعلبك مع الكاتب اللبناني الفرنكوفوني شريف مجدلاني.

مؤتمر «الرؤية المستقبلية الناتجة عن تقييم نهج التواصل في تعليم اللغة الإنكليزية لغير الناطقين بها»، نظّم بالاشتراك مع المركز الثقافي البريطاني ومركز الدراسات اللغوية في الجامعة العربية المفتوحة في لبنان، شاركت فيه الاختصاصية البريطانية نورين كابلان سبنسر، ووفود من دول عربية ورؤساء كليات واختصاصيون من: الجامعة اللبنانية، الجامعة اللبنانية الأميركية، جامعة سيدة اللويزة، جامعة البلمند، وغيرها.

كتب

وكانت الثقافة اللبنانية على موعد مع إصدارت جديدة من الكتب القيمة، نذكر منها:

كتاب «أحفاد كولومبوس مبدعون عرب في أميركا» للأديبة كوليت صليبا، والذي يتضمن الكثير من المعاني الكبيرة في مجال البحث والاستقصاء العلمي والأدبي والتاريخي، لما أنتجته وتوصلت اليه مجموعة من 34 مبدعاً من أصول عربية في أميركا، غالبيتهم من لبنان ومصر والعراق والاردن، فأتى هذا الكتاب كمرجع وجسر ثقافي.

الكاتب رامز مصطفى وقّع كتابه «ألق الصمود وقلق المبادرات، الحرب على غزة 2014».

وقدّم المصوّر الصحافي الياس دياب كتابه «250 ما وراء رحلاتي» ـ صور في عشرة بلدان، وهو بثماني لغات: العربية، الانكليزية، الفرنسية، الاسبانية، الصينية، الهندية، التايلندية، والتركية.

«نصائح إلى الشباب»، كتاب أصدرته تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع تجيب فيه عن أسئلة لا يزال يطرحها الشباب في مسيرة حياتهم في الكنيسة.

أما خليل جريج وجوانا حاجي توما فأصدرا كتاباً مشتركاً هو «الشائعات في العالم: اعادة التفكير في مفهوم الثقة في عصر الانترنت»، الذي يوثق محادثات ورسائل رقمية مضمونها احتيالي لجني الاموال.

مؤسس جمعية «التربية على السلام» نبيل حصني وقّع كتابه «Leadership and Holistic Education»، ووقّعت الاعلامية والكاتبة بارعة الأحمر روايتها الأولى «تانغو في بيروت… جرائم حبّ». صدور «أنثى بلا جسد» للشاعر روجيه ضاهرية. محمود عثمان وقّع مجموعتيه «جناس عابر» و«تشرب النمور من عينيها». صدور الكتاب الاول للدكتورة نادين زلاقط «من أجل مراهقة سليمة». أما الكاتب أديب صعب فوقّع جديده «دراسات نقدية في فلسفة الدين»، وهو الخامس ضمن خماسية متكاملة في فلسفة الدين.

الأميرة حياة أرسلان وقّعت، في أبو ظبي، كتابها «فيصل أرسلان اعتنق الوطن مذهباً». الكاتب وهيب زرقط أصدر «سفر الخطيب من شرح الوهيب»، والدكتور عبد الغني عماد أصدر كتاب «السلفية والسلفيون ـ الهوية والمغايرة» قراءة في التجربة اللبنانية . أما الدكتور أنطوان متّى فإن كتابه «holywood des stars a l>ere du numerique» يشرح واقع السينما بين الماضي والحاضر، منذ نشأتها عام 1895 مع الأخوين لوميير في فرنسا إلى اليوم، عصر الشبكات الاجتماعية وعصر التكنولوجيا، ويحتوي على تفاصيل دقيقة.

كما صدرت رواية «وأخون نفسي ـ صناعة اميركية» لوداد طه، «لبنان الوطن المتلبس: العنف الهادئ في خطاب الاحزاب اللبنانية»، للصحافية ريتا شرارة. حسن نعمة أطلق الموسوعة اللبنانية وتتألف من جزئين، الاول بعنوان «العائلات والأسر اللبنانية» والثاني موسوعة «المدن والبلدات والقرى والمزارع اللبنانية». ووقّع الشاعر إيلي الزير ديوانه «عرس الورق»، وصدر كتاب للشاعر أنطوان سعادة بعنوان «قطف من زهر».

أما المحامي جهاد مطر فوقّع كتابيه «هوس الجمهورية» و«أعيريني أصابعك»، ووقّع المدير العام السابق للشؤون الثقافية فيصل طالب جديده «بيت في القصيد: الشأن الثقافي سلوك إنساني».

كما صدرت كتب: «الأنثى نواة الفنّ الأولى» لعلي العلي، «همسات صاخبة» جوزف ابراهيم، «ليس بالدواء وحده» لهدى شديد، «أسرار القلوب» للكاتبة ضحى عبد الرؤوف المل، «من ذاكرة الطبابة» لصفوح منجد، ديوان شعري ليسرى البيطار، كتابان للخوراسقف حليم عبد الله بعنوان «سطور من حياتي» و«رسالة في رسالة»، «أيّ ديمقراطية يريدها العرب» لمدحت زعيتر، «دقّ الخشب» للفنان المسرحي جان رطل، «أفكار للصفحة الأخيرة» لمحسن يمين، «اسمع يا عثمان» لعبد الرحمن حجازي، مجموعتان شعريتان للدكتور طوني غوش الأولى للأطفال وعنوانها «ألحان على أوتار الفجر»، والثانية للناشئة وعنوانها «أغاني البلابل السجينة»، «أرجوحة الزمن سيرة وبعض مسيرة» لظافر الحسن، المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر علي محمد بكري «الساكنون خواطري»، «من نسم الذاكرة» للدكتور أنيس مسلم، «les regidites et faiblesses du droit libanais des societies» لسلام عبد الصمد، «قلم أحمر ناشف» لموسى مرعب، «قطف من زهر» لانطوان سعادة، «محطات وأسرار» لوجدي العريضي.

منهج «مقام العود» وقّعه الفنان شربل روحانا وهو من إعداده وتأليفه وكتابته. وفي احتفال في «مركز الدراسات اللبنانية» لندن وبيروت ، احتُفل بإصدار الطبعة الإنكليزية من كتاب «جبران خليل جبران ـ شواه الناس والأمكنة» للشاعر هنري زغيب. ووقّع الاديب أكرم طليس كتابه «عصر الإمام ـ الامام موسى الصدر والمسألة الشيعية في لبنان ـ إشكالية الظاهرة والدور». رواية «مترو الحبّ في باريس» للكاتبة أميرة العسلي، وأصدر السفير الدكتور علي عجمي ديوانه «حقول الجسد»، كما صدرت الطبعة الثانية عام 2016 من كتاب «محمد عابد الجابري ومشروع نقد العقل العربي»، للباحث والكاتب المغربي الراحل حسين الإدريسي، من «سلسلة أعلام الفكر والإصلاح في العالم الإسلامي».

الديوان الشعري «ويبقى الحب هو العنوان» أصدرته رئيسة «ديوان أهل القلم» الشاعرة الدكتورة سلوى الخليل الامين. وعن مركز «فينيكس للدراسات اللبنانية» في جامعة الروح القدس الكسليك صدر كتاب جديد بعنوان «يوسف السودا: الجبل الملهم مهبط الوحي». كما صدر عن المركز ذاته كتاب جديد بعنوان «حكايات جدتي» لأدونيس نعمة.

مكتبة مهدي المتجوّلة، استضافها كشاف الإمام المهدي في بلدة القصر في البقاع، وتنقلت في ساحة البلدة واحيائها لاستفادة طلاب البلدة من كتب وموسوعات ومطبوعات وأفلام وثائقية.

تكريم وجوائز

وفي إطار الجوائز الأدبية والتكريم، أقامت إذاعة لبنان يوماً للادب الشعبي التراثي كرّمت خلاله شيخ الادب الشعبي سلام الراسي في احتفال، برعاية وزير الاعلام رمزي جريج وأطلقت برنامجاً فريداً من نوعه «سلام الراسي يتذكر بصوته».

كما كرّمت «لجنة روّاد الشرق» عدداً من الفنانين الكبار الراحلين برعاية وزارة الثقافة، لمناسبة عيد الموسيقى، كرّمت في خلاله ستة من النجوم الكبار الذين رحلوا عن عالمنا تاركين وراءهم إرثاً فنياً غزيراً يشفي قلوب عشاق الفن في زمن الفن الهابط وهم: العملاق وديع الصافي، شحرورة الوادي صباح والمميز نصري شمس الدين وعاشق الفن عصام رجي والكبير زكي ناصيف، والمتصاحبة الصوت الرائع سعاد محمد. وألقى كلمة وزير الثقافة ريمون عريجي، المدير العام السابق للشؤون الفنية فيصل طالب، وسلّط الضوء على بيروت مدينة الإبداع التي «ما فتئت تفتح ذراعيها للحياة وعشاقها وترقب مواكب المبدعين لتقدم إليهم قوارير العطر و أطواق الياسمين، كما ترقب الحبيبة فارس أحلامها يأتي إليها على صهوة الشوق و الحنين».

وكرّمت «الحركة الثقافية» الشاعر والاديب الراحل بولس سلامة، في احتفال أقيم في قصر الأونيسكو، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وألقيت كلمات نوهت بالشعر الفلسفي لبولس سلامة، الشاعر الملحمي، الاخلاقي، الجمالي ودائماً الكاتب اللغوي والحقوقي المدافع عن القيم، والمبدع والشاعر الانجيلي الذي يرتل المحبة مع كل كلمة، ها هو يدخلنا في رحلة المعرفة إلى الغدير.

أما جائزة ناجي نعمان الادبية لعام 2016، فقد توّجت خمسين فائزاً جديداً، وقد بلغ عدد المرشحين المتقدمين لنيل الجوائز 2112 مشتركاً ومشتركة، جاؤوا من ثلاث وستين دولة، وكتبوا في ثلاث وثلاثين لغة ولهجة. والمعروف أن جوائز ناجي نعمان الأدبية تهدف إلى تشجيع نشر الأعمال الأدبية على نطاق عالمي، وعلى أساس إعتاق هذه الأعمال من قيود الشكل والمضمون، والارتقاء بها فكراً وأسلوباً، وتوجيهها لما فيه خير البشرية ورفع مستوى أنسنتها.

«مركز الصفدي الثقافي» في طرابلس كرّم، برعاية وزارة الثقافة، الكاتب والشاعر والرائد في اللغة المحكية جرمانوس جرمانوس. وقال وزير الثقافة ريمون عريجي، بالمناسبة «فيما دول الجوار تحتدم فيها الحرائق المذهبية، الطائفية والدينية، ويلغى فيها الانسان بِاسم ادّعاءات دينية باطلة، شهدت طرابلس قبل فترة تشنجات عابرة، دخيلة على خلقيات اهل المدينة المتسامحة والمسالمة. ورغم ذلك نحتفل اليوم بلبنان السمح، الراقي، الانساني، الممارس للقيم، وبعطاءات مبدعيه».

الفنان الراحل غازي قهوجي كرّمته الحركة الثقافية في لبنان، والكلمات وصفته بالقيمة الانسانية والفنية التي لا تتكرّر.

تقديراً لإنجازاته الادبية والثقافية، كرّمت الجامعة اللبنانية الدكتور جورج طربيه. ورأى رئيس الجامعة السابق الدكتور عدنان السيد حسين، أن طربيه طبع اسمه على صفحات نضال الجامعة اللبنانية من خلال موسوعتين الاولى علمية والثانية ثقافية، واستكمل موسوعته الثقافية في أربعة وعشرين جزءاً، ويتحفز لإنتاج المزيد.

«نجوم الزمن الجميل» تم تكريمهم بمبادرة من طبيب التجميل اللبناني الدكتور هراتش سغبازريان، وهم: الإعلامي المصري مفيد فوزي، الإعلامي المصري صلاح معاطي، الفنان السوري صباح فخري، المؤلف والمخرج المسرحي روميو لحود، والممثلون المصريون سمير صبري، نجوى فؤاد، عفاف شعيب، سهير المرشدي، ليز سركسيان وأسرة مسلسل «الدنيا هيك» الفنانون: الراحل محمد شامل، جناح فاخوي، آمال عفيش ويوسف فخري، المطربة مجدلى، الفنانة طروب، الممثلون شوقي متى، رينيه الديك، الفنان العراقي أحمد الركابي، المخرج السوري العالمي أنور القوادري، الفنانة ليلى إسطفان، الفنانة الراحلة فيروز قطقوطة والمطرب رجا بدر.

«أهل العلم والريشة والإزميل والنغم والحرف» كرّمتهم جمعية «معاً نعيد البناء» وبلديات الدروب خلال احتفال في الأرز بعنوان «لبنان على دروب الأعلام من غلبون إلى بشري ومن بشري إلى جبيل». وهم: هدى بركات، نجوى بركات، مالك طوق، انطوان مالك طوق، وهيب كيروز، بولس العاصي طوق، رودي رحمة، نصري طوق، توفيق سكر، ميلاد الخوري طوق، الاب خليل رحمة، انطوان الخوري طوق، طربيه رحمة، جوزف فخري وماري طوق.

الموسيقار الفنان الياس الرحباني، كرّمه «مركز الصفدي الثقافي» خلال حفل شاركت فيه مجموعة من الفنانين، أكد خلاله الرحباني أنه لو كانت الموسيقى لغة الشعوب لعمّ السلام الارض.

ومن ضمن الجوائز التي منحت لكتاب لبنانيين هذه السنة، جائزة الشيخ زايد للكتاب، لقب شخصية العام الثقافية منحت للكاتب الفرنسي اللبناني الأصل أمين معلوف، اضافة إلى جائزة كامل الصباح للابداع العلمي، ومسابقة لنيل جائزة ميشال شيحا عن العام 2016، وإطلاق جائزة هاني فحص للحوار والتعددية.

ووزّعت اللجنة الوطنية لليونسكو الجائزة الوطنية للمطالعة للسنة الثالثة على التوالي، في احتفال اقيم برعاية وزير الثقافة ريمون عريجي ممثلاً بالأمينة العامة للجنة الوطنية لليونسكو زهيدة درويش جبور التي أكدت أن وطن الأبجدية يختزن طاقات كبيرة واعدة.

وسلّمت «مؤسسة ميشال شيحا» «جائزة ميشال شيحا» لعام 2016 لـ11 طالباً فازوا في المسابقة التي نظّمتها المؤسسة وشارك فيها 150 طالباً وطالبة من الصفوف الثانوية النهائية ينتمون إلى 22 مؤسسة تربوية رسمية وخاصة من مختلف المناطق اللبنانية.

الشاعرة والباحثة ليندا نيقولا نصار فازت بجائزة «جنان خليل للشعراء العرب الشباب» في دورتها السادسة، عن ديوانها «لأني في عزلة»، من أجل ترسيخ تقليد ثقافي وإنساني، كان قد أسس له الشاعر العربي الكبير سعيد عقل منذ سبعينات القرن الماضي من أجل الاحتفاء بالشعر والشعراء في العالم العربي، وطباعة أعمالهم في لبنان.

معارض كتب

كعادتها في كلّ سنة، افتتحت الحركة الثقافة في انطلياس المهرجان اللبناني للكتاب للسنة 35 تحت تسمية «دورة غريغوار حداد»، في دير مار الياس في انطلياس، بحضور وزير الثقافة ريمون عريجي. وضمّ المعرض ما يزيد عن مئة وعشرين دار نشر ومكتبات وجامعات ومراكز ثقافية، كما تضمن نشاطات ثقافية وفكرية متنوعة وندوات حول عدد من الكتب الصادرة حديثاً، وتكريماً لأعلام الثقافة من لبنانيين وعرب في مجالات متعدّدة، إلى جانب تواقيع المؤلفين لإصداراتهم الجديدة. كما عرض على مدخل المعرض لوحة بأسماء كبار غادرونا خلال هذه السنة، وحفل بنشاطات صباحية تتوجه إلى التلامذة والطلاب من مختلف الأعمار تتناول مسائل في صلب اهتماماتهم وحياتهم اليومية.

وأكد وزير الثقافة في كلمته ان الحركة الثقافية في انطلياس ومهرجانها اللبناني للكتاب، مأثرة ثقافية وفعل معرفي حضاري يتوالى بإيمان، للسنة الخامسة والثلاثين. هذه التظاهرة، فخورون نحن بها، على المستوى الرسمي والشعبي، وهي سمة من علامات لبنان واستمرار دوره النهضوي الريادي، منذ مطبعة قنوبين وثورة الحرف والمعرفة حتى اليوم.

واعتبر أن من فضائل المهرجان اللبناني للكتاب أنه يشكل منصة ثقافية إنسانية فكرية، يلتقي عليها الكتّاب والناشرون وجمهور القراء الطامحين إلى نعمة المعرفة. لافتاً إلى أنّ تسمية مهرجان هذه السنة دورة غريغوار حداد، وردة وفاء لقامة دينية إنسانية تركت بصمات جليلة في حياتنا اللبنانية.

وفي العاصمة الثانية طرابلس، افتتح معرض الكتاب السنوي الثاني والأربعون في معرض رشيد كرامي الدولي، والذي يتميز بكونه ظاهرة ثقافية تنير كلّ سنة في إطار الحياة فيضاً من الحيوية الدافقة، نادراً ما تشهد الفيحاء في أي مناسبة أخرى.

وقد زار المعرض عدد كبير من سفراء الدول العربية والاجنبية ووقّعت خلال فعالياته كتب متنوعة، ونظّمت مسابقات عدّة.

وقد افتتح معرض سرسق «نظرات على بيروت: 160 سنة من الرسوم 1800 ـ 1960»، الذي ضمّ أكثر من 240 عملاً قلّما عرضت من قبل. وترصد هذه الأعمال التطور التاريخي للمدينة وتحولها من بلدة عثمانية صغيرة إلى عاصمة دولة أمة، بين القرن التاسع عشر وستينات القرن العشرين.

وفي قصر الاونيسكو، افتتح النائب الاول لرئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم القنصل رمزي حيدر معرض «عطر الالوان من الشمال إلى الجنوب» الذي أقامته الحركة الثقافية في لبنان تضمن لوحات تشكيلية أعطت صورة نقية عن سحر الفن والثقافة والابداع.

معارض فنية

للمرّة الاولى في تاريخها، تحركت آثار مدينة بعلبك الاثرية الجامدة منذ عام 27 قبل الميلاد لتحاكي الفن المعاصر. فألقت بعلبك شال الفن القديم على كتفيها وراحت تخاوي بينه وبين منديل الحداثة، وتتمايل بحلة العتيق المعاصر في آن بين أعمال تسعة فنانين من لبنان والعالم قدموا أجمل ما لديهم من تجهيزات فنية سمعية ومنحوتات وصور فوتوغرافية توثيقية وأفلام فيديو، تتمحور كلها حول الحوار بين الفن المعاصر والآثار.

جمعية «Studiocur/art» الفرنسية للفن المعاصر افتتحت معرض «الصدى الصامت» في قلعة بعلبك الأثرية، وتوزعت المعروضات والأنشطة التي تحاكي أصداء حقبة تاريخية ولت، وتنبه إلى ضرورة الحفاظ على التراث والآثار، بين متحف القلعة ومعبد باخوس.

في متحف سرسق اطلق وزير الثقافة ريمون عريجي المتحف اللبناني الافتراضي للفن الحديث، الذي قدم أول مجموعة خاصة للفنان جورج قرم، وذلك بالتزامن مع إطلاق للمتحف اللبناني الافتراضي للفن الحديث في كل من بيروت وبوينس أيرس ولندن وروما وباريس ومدن أخرى حول العالم.

معرض «Day World Tour Art Exhibition»، في قصر الاونيسكو في بيروت، في دورته الثالثة بعد الامارات والصين، اقيم برعاية وزارة الثقافة، بعنوان «السلام من خلال الفنّ»، ضمّ أعمال ما يقارب 25 فناناً تشكيلياً من مختلف الجنسيات، بلوحات الاكواريل والاكريليك والزيتية.

غاليري «إكزود» يستقطب اهتمام الفنانين في السعي إلى عرض اعمالهم، لمساهمته في خلق تنويع بين المعارض وسنوغرافيتها، وفي رصيده لسنة 2016 أكثر من 15 معرضاً بين فردي وجماعي للوحات تشكيلية بمختلف التقنيات من زيت واكريليك مروراً بالمائيات والميكس ميديا. فهو يسهل للمتلقي المهتم بالتذوق الفني وللمستثمر ولعشاق اقتناء هذا الفن عملية المعرفة الفنية وجماليتها من خلال الدعوات للمعرض والشرح عنه بلغات عربية فرنسية وانكليزية داخل الغاليري وخارجه. ويحمل رسالة فنية تهدف إلى خلق الوعي الفني في لبنان بنسبة اكبر، وما بين المعارض الجماعية والفردية يقدم «إكزود»، من حين إلى آخر، أعمالاً فنية لفنانين ذوي احتياجات خاصة، والتي في الغالب يعود ريعها إلى مساعدات اجتماعية مختلفة مع الاهتمام بتسليط الضوء على معارضهم بالتكثيف الاعلامي والبحث عن عدة منافذ اخرى لتصريف وتسويق اعمالهم، لتنمية الحس الفني لديهم وتشجيعهم على الاستمرارية بجمالية وراحة نفسية تمنحهم الحق في الفن والجمال ورسالة السلام التي تتضمنتها أعمالهم.

على الطريق البحرية لمنطقة برج حمود، أقيمت «D BEIRUT» وهي مساحة جديدة للفن والتصميم والتطوير الذاتي، سعياً إلى المحافظة على الطابع التاريخي الحضاري والصناعي للمنطقة.

وترسيخاً للتعاون الثقافي بين مصر ولبنان، زار وفد من الفنانين التشكيليين الكبار في مصر بيروت، ضمّ فنانين ساهمت أعمالهم في إحداث نقلة نوعية ومميزة في الفن التشكيلي المصري.

«المعرض الحرفي التراثي»، في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، حضر على هامش انطلاق الحفل الرسمي «للاتحاد العربي للمرأة المتخصصة» ـ فرع لبنان، وأعلن خلاله ان «طرابلس هي مدينة المرأة العربية».

ليلة سامي مكارم في الجامعة الاميركية، تخللها عرض خمس عشرة لوحة من لوحات الراحل ومعرضاً لمؤلفاته في البهو الخارجي لقاعة عصام فارس.

في قاعة بلدية صيدا أقيم معرض صور للمصور والصحافي خليل العلي بعنوان: «وتستمر الحكاية… حكاية شعب» وضمّ نحو خمسين صورة التقطها العلي لفلسطينيي جيل النكبة تعكس واقع الحياة في المخيمات، لا سيما مخيم عين الحلوة.

الفنان التشكيلي جوزف مطر أقام معرضه الفردي: «إيحاءات مشرقة»، الذي تضمّن 47 لوحة زيتية، في صالة «Exode»، وأقيمت في صالة «Exode» معارض عدّة هذه السنة شارك فيها عدد من الفنانيين التشكيليين.

معرض «لنتذكر الشهيد ناجي العلي»، الذي نظّمه «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» و«جمعية بيت المصوّر في لبنان»، بالتعاون مع «معرض خليل برجاوي لطوابع البريد» و«اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني»، في قاعة المجلس الثقافي للبنان الجنوبي كان بمثابة تحية إلى روح الرسام الفلسطيني ناجي العلي عرض خلاله تمثال أعدّه الفنان شربل فارس ولوحة «حنظلة».

«الوكالة الوطنية للإعلام»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى