الحصاد الفلسطيني بين معاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور
داليدا المولى
عشية وضع الحرب العالمية الأولى أوزارها وتنامي الأطماع اليهودية في الأراضي السورية فلسطين ، وضع مشروع الحلفاء المعدّ سلفاً لسورية الطبيعة قيد التنفيذ ما أدّى إلى وقوع منطقة الهلال الخصيب بكاملها تحت السيطرة الاستعمارية الفرنسية البريطانية، وأتاح لها رسم حدود وإلغاء أخرى، وتقسيم الأرض على أساس مفهومهم للجماعات دون أن تسهو خلال هذه الأحداث عن الالتزام تجاه الحركة الصهيونية.
الحدث الأول كان مع معاهدة سان ريمو 1920 وآثارها المباشرة على توزيع سورية الطبيعية بين فرنسا وبريطانيا ثم مؤتمر لوزان 1923 وفيه نزعت الأقاليم الشمالية أيّ ولاية أضنا والمدن التابعة لولاية حلب ومهّدت لسلخ لواء الاسكندرونة لصالح تركيا. هذه الخطوات أتت تنفيذاً لاتفاقية سايكس بيكو 1916 التقسيمية التي أتمّت مئويتها هذا العام، وما زلنا نعيش في صور الاستعمارات التي حملتها بدءاً من طوروس وحتى سيناء.
ومن الدراية البسيطة بمشروع الحركة الصهيونية وخطره على منطقة الهلال الخصيب يسهل الربط المنطقي بين وعد بلفور 1917 الذي أقرّ إنشاء «وطن قومي لليهود» في فلسطين وبين اتفاقية سايكس بيكو التي قسّمت المنطقة إلى خمس دول هي سورية، لبنان، فلسطين، الأردن والعراق مع إخراج منطقة سيناء من التقسيمات التي خضعت لها المنطقة بموجب الاتفاقية، والتخلي لاحقاً عن المنطقة الشمالية لصالح تركيا في اتفاقية لوزان عام 1923 وسلخ لواء الاسكندرونة عام 1939، والتي أخضعت اللواء والسناجق الملحقة به للوصاية التركية.
وعليه فإنه لا مجال لمقاربة وضع منطقة شرق الأردن وفلسطين دون التيقن أنه منذ البداية كان هدف الاستعمار أو كما سمّي «انتداب» من وراء دعم قيام دولة «إسرائيل» كخنجر في خاصرة الشرق الحؤول دون نشوء أية نهضة حقيقية، تمهّد لنشوء الدولة القومية، وفي النهاية تؤدّي إلى القضاء على اية محاولة لقيام ايّ شكل من أشكال الوحدة في سورية الطبيعية.
كان لوعد بلفور النتائج الأكثر رعباً المنبثقة عن معاهدة سايكس بيكو، فقد أدّى إلى محاولة نقل مئات آلاف اليهود إلى فلسطين بحماية بريطانية وضمانات أوروبية للتخلص من العبء اليهودي الذي تهدّد أوروبا ونقله سريعاً إلى سورية. إثر ذلك وضعت فلسطين تحت الوصاية الدولية وهذه صفة ضبابية في معاهدة سايكس ـ بيكو إذ ليست انتداباً كما حصل في باقي الأراضي السورية وليست استقلالاً مانعة بريطانيا بذلك نشوء أيّ شكل من أشكال الدولة في فلسطين المحتلة. ولضمان سكوت ورثة الشريف حسين عن هذا الوضع أعطي نجله فيصل ملكية على العراق وأنشأت بريطانيا الأردن وملّكته لعبدالله بن الحسين.
فصل فلسطين وشرق الأردن تمهيداً لوعد بلفور
لا يمكن الحديث عن فلسطين وشرق الأردن اللذين شكلا على مرّ التاريخ امتداداً جغرافياً وعمرانياً وحياتياً واحداً دون ملاحظة الوضع الخاص الذي منح لهما في معاهدة سايكس بيكو وما قبلها. ولا بدّ عند الحديث عن فلسطين بشكل خاص التي بقي وضعها بموجب اتفاقية سايكس بيكو ضبابياً حدّ التساؤل عن مصيرها الفعلي منذ لحظة انكشاف خطة فرنسا وانكلترا القادمة إلى المنطقة، وتتالي الأحداث التي أسّس لها ثالوث مؤتمر بال 1897، معاهدة سايكس بيكو عام 1916 ووعد بلفور عام 1917.
ترسيم حدود الأردن
كان الاستهداف كما ذكرت إنشاء وطن قومي لليهود ضمن حدود المنطقة المدوّلة في فلسطين، وتمّ ترسيم شرقي الأردن بناء على هذا المعطى إلى جانب إرضاء عائلة الشريف حسين عبر إعطاء نجله عبدالله الملكية في الأردن، وعليه قسمت انكلترا المناطق الخاضعة لانتدابها المباشر الى دولتين العراق والأردن الذي نعرفه حالياً، ونصب الملك عبدالله بن الحسين ملكاً عليه باتفاق مع البريطانيين، أما حدود المملكة مع السعودية فتمّ ترسيمها رسمياً عام 1965.
من جانب آخر لم تكن هناك إشكالات بترسيم الحدود مع سورية والعراق، أما بالنسبة لترسيم الحدود مع فلسطين فلم تتمّ نهائياً حتى عام 1988 عندما فصلت الضفة الغربية عن جغرافية الأردن تمهيداً للتأكيد على أنها من الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 والتي ستمنح لاحقاً للفلسطينيين بموجب اتفاقية أوسلو عام 1993 بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية. رسخت معاهدة وادي عربة بين المملكة الأردنية والكيان الصهيوني عام 1996 بموجب المادة الثالثة الحدود الدولية منها في فقرتها الاولى والثانية:
1. تحدّد الحدود الدولية بين الأردن و«إسرائيل» على أساس تعريف الحدود زمن الانتداب البريطاني.
2. تعتبر الحدود كما هي محدّدة في الملحق 1/1 الحدود الدولية الدائمة والآمنة والمعترف بها دولياً بين الأردن و»إسرائيل»، دون المساس بوضع الأراضي التي دخلت تحت سيطرة الحكم العسكري الإسرائيلي عام 1967…
هذه المعاهدة التي رسّخت جغرافية أوسلو وأكدت على إعطاء الأراضي المحتلة عام 1967 للفلسطينيين، ومع هذا الواقع الجديد منحت السلطة الفلسطينية لـ«إسرائيل» تنازلاً عن قرار مجلس الأمن رقم 181.
وضع فلسطين بموجب سايكس بيكو
أما فلسطين ووضعها المدوّل بموجب سايكس بيكو، والوصاية البريطانية التي فرضتها المعاهدة عليها اثر انتهاء الحرب العالمية الأولى كانت الصفة الأغرب والأكثر ضبابية التي رافقت هذه المعاهدة. فقد نصّت المادة الثالثة من الاتفاقية بأن تنشأ إدارة دولية فى المنطقة السمراء فلسطين يعيّن شكلها بعد استشارة روسيا بالاتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة.
لم يتحدّد آنياً مستقبل فلسطين بعد سايكس بيكو، ومع تتالي الأحداث واكتمال صورة المأساة الإنسانية التي قضت بتشريد شعب بأكمله خارج بلاده، لصالح إقامة كيان «إسرائيل» وتحويل أكثر من 750 ألف مواطن فلسطيني إلى لاجئين عام 1948، والذين وصل عدد المسجلين منهم بحسب تقرير «أونروا» عام 2010 ما يقارب 4.7 مليون لاجئ موزعين بين قطاع عزة، الضفة الغربية، الأردن، سورية الشام ، لبنان. هذه الأحداث ربما لم ينصفها قانون دولي وتغاضت عنها منظمة الأمم المتحدة بإعطاء «إسرائيل» إعترافاً لم تراع معه قرار الجمعية العامة للمنظمة رقم 273 عام 1948 الذي اشترط احترام «إسرائيل» لميثاق المنظمة وأهمّ مبادئه الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
لا بدّ هنا من التركيز على ماهية الغاية التي قضت بوضع فلسطين تحت التدويل، وبمراقبة كتابات عدد من المنظرين اليهود أمثال الحاخام الصربي يهودا القلعي 1798 -1878 ، الحاخام البولوني سموئيل موهيليفر 1824 -1898 ، المفكر اليهودي ادمون فليغ، هرتزل واضع كتاب دولة اليهود 1896 وغيرهم، يتكشف ما خطط له الزعماء الصهاينة في مؤتمر بال عام 1897 ولما تمّ الترويج لمصطلح «أرض الميعاد» بصورة مستمرة. هذا المؤتمر هدف إلى ترحيل اليهود أولاً إلى فلسطين ونشر بروباغندا «أرض الميعاد» أوروبياً وعالمياً، تحت مظلة الاتفاق مع البريطانيين بإعطائهم الوطن الذين يدّعونه. وصولاً الى وعد وزير الخارجية البريطاني اللورد آرثر بلفور في 2/11/1917 وهذا نصه:
«عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرّته:
«إنّ حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى».
وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
السوريون يرفضون سايكس بيكو ووعد بلفور
مجابهة لاتفاقية سايكس بيكو واعتراضاً على وعد بلفور وللتأكيد على عدم تنفيذه، ورد في قرارات المؤتمر السوري العام نتيجة اجتماعه في 2 تموز 1919، اثر تهديد غورو دمشق، ما يلي:
نقض اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور وكلّ مشروع يرمي إلى تقسيم سورية أو إنشاء دولة يهودية في فلسطين.
رفض مطالب الصهيونيين بجعل القسم الجنوبي من البلاد السورية وطناً قومياً للإسرائيليين ورفض هجرتهم إلى فلسطين.
رفض فصل القسم الجنوبي من سورية والمعروف بفلسطين والمنطقة الغربية الساحلية التي من لبنان عن الوطن السوري.
كان هذا المؤتمر بمثابة أول برلمان سوري، ونتيجة لذلك حدثت معركة ميسلون عام 1920 ودخل الجنرال غورو دمشق، وتمّ تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو.
الجدير ذكره انّ لجنة كينغ كراين التي تألّفت من ممثلين للولايات المتحدة أوردت في تقريرها بتاريخ 28/8/1919 والذي نشر في جريدة «التايمز» بتاريخ 02/12/1922 أنّ هناك «شعوراً عدائياً ضدّ الصهيونية في فلسطين وكلّ سورية» وأوصت حرفياً بـ»بضرورة المحافظة على وحدة سورية الطبيعية ومن ضمنها فلسطين المحتلة».
موقف الفلسطينيين من سايكس بيكو
1 ـ نيسان 1921 قامت تظاهرات في فلسطين احتجاجاً على زيارة ونستون تشرشل وزير الدفاع البريطاني.
2 ـ في أيار 1921 تظاهرات في يوم العمال العالمي في جميع أنحاء فلسطين.
3 ـ آذار 1924 كانت انتفاضة أهالي يافا ضدّ بريطانيا واليهود.
4 ـ سنة 1925 كان إضراب ضدّ زيارة بلفور لافتتاح الجامعة العبرية في القدس.
5 ـ أيلول 1928 قامت ثورة حائط البراق.
6 ـ عام 1929 و1930 التواصل مع الدول العربية وعدد من الشخصيات للدفاع عن حائط البراق وتشكيل تحالف لدعم السلطة الوطنية الفلسطينية.
7 ـ 1932 تمّ تشكيل حزب الاستقلال الفلسطيني الذي نادى بالوحدة العربية واعتبار فلسطين جزءاً من سورية.
8 ـ 15 نيسان 1936 تفجرت الثورة الفلسطينية وعمّت المواجهات جميع المدن والقرى الفلسطينية.
9 ـ 12 أيلول 1937 تجدّدت الثورة بعد قتل حاكم لواء الجليل في الناصرة وكانت الثورة أكثر عنفاً واتساعاً، وتلا ذلك قيام بريطانيا بجلب 100 ألف جندي وتسليح الجماعات الصهيونية. بلغ عدد الشهداء خلال هذه الثورة 3000 شهيد والجرحى 7000 وحكم على 140 ثائر بالإعدام شنقاً.
10 ـ عام 1941 التحق بالجيش البريطاني 136 الف متطوّع أثناء الحرب العالمية الثانية وشاركوا بالحملة على لبنان والشام ومنع ذلك على الفلسطينيين.
11 ـ 1947 بريطانيا تبدي رغبتها بالتخلي عن الانتداب ولم تستطع الوكالة اليهودية حتى نهاية عام 1947 من امتلاك أكثر من مليون ونصف مليون دونم من الأاراضي الفلسطينية ايّ ما نسبته 4.6 من مجموع مساحة فلسطين
تأسيس الحزب القومي 1932
لا بدّ هنا من الإشارة إلى السادس عشر من تشرين الثاني 1932 تاريخ تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يعتبر انّ فلسطين هي جزء حيوي مهمّ من سورية الطبيعية، وهي وطن كامل أخضع بموجب اتفاقية سايكس بيكو للتجزئة، وهو شكل أول حركة استقلالية في سورية منذ ألفي عام ونادت بالقومية الاجتماعية ولنظام جديد لبناء الدولة السورية القومية والسيدة والمستقلة.
لجنة بيل 1936
بعد هذه المرحلة الطويلة من المطالبات الفلسطينية بضرورة استقلال فلسطين وإعلانها دولة كسائر الكيانات الناشئة بموجب سايكس بيكو تقرّر إرسال لجنة «بيل» عام 1936، وبعد وصف للواقع الفلسطيني الرافض لدولة يهودية اقترحت اللجنة تقسيم فلسطين إلى ثلاثة أجزاء… عربي، يهودي، وجزء يضمّ الأماكن المقدسة ويبقى تحت الانتداب البريطاني. شكلت هذه التوصيات الخلفية لقرار مجلس الأمن رقم 181 القاضي بتقسيم فلسطين.
وفي 15 أيار 1948 مع إنهاء الاستعمار البريطاني أعلن بن غوريون قيام «الدولة الاسرائيلية» لتعترف بها الولايات المتحدة الأميركية بعد 10 دقائق من إعلانها. وبعد تدخل الجيوش العربية عقدت الهدنة في 11 حزيران 1948 ليتمّ الاعتراف تالياً بالدولة الصهيونية أممياً دون ان تقوم دولة فلسطينية طيلة الاستعمار البريطاني وحتى يومنا هذا.
النتائج المباشرة لمعاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور
ـ وضع فلسطين تحت الوصاية البريطانية ووصفها «منطقة دولية».
ـ السماح بتوافد أعداد ضخمة من يهود العالم الى فلسطين.
ـ عدم السماح بقيام ايّ شكل من أشكال أسس الدولة في فلسطين طيلة فترة استعمارها.
ـ تنازل البريطانيون عن المناطق التي يسيطرون عليها للميلشيات الصهيونية تمهيداً لتنفيذ وعد بلفور.
ـ تهجير مئات آلاف الفلسطينيين.
ـ تمّ هدم أكثر من 500 قرية وتدمير عدد من المدن تمهيداً لتهويدها.
ـ تدمير البنية الحياتية الاجتماعية لشعب بأكمله.
النتائج البعيدة الأمد
ـ التغاضي عن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 273.
ـ صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 181 القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى صهيونية تقوم على 54.7 من الأراضي الفلسطينية والثانية فلسطينية تقوم على 44.8 من الأراضي.
ـ التغيير الديموغرافي لفلسطين المحتلة باستقدام 650 ألف مستوطن يهودي الى فلسطين حتى عام 1948.
ـ محاولة طمس مفهوم الهوية في فلسطين عبر طروحات التوطين والوطن البديل في الأردن.
ـ حروب متتالية في المنطقة نتيجة وجود الكيان الصهيوني الهجين القائم على محور غير طبيعي.
ـ المخيمات الفلسطينية المنتشرة في الدول المجاورة لفلسطين والبؤس الذي رافقها.
ـ اجتياح لبنان والجولان السوري عام 1948، 1978 وبيروت عام 1982 بحجة القضاء على الوجود الفلسطيني وتوفير الأمن للكيان «الإسرائيلي».
ـ اجتياحات متعددة للأراضي الفلسطينية التي يسكنها الفلسطينيون.
ـ مفاوضات صورية بين أطراف فلسطينية و«إسرائيل» نتجت عنها اتفاقية أوسلو عام 1993 للتوصل لاعتراف نهائي ومتبادل وانسحاب القوات «الاسرائيلية» إلى حدود الاحتلال عام 1967، وبالتالي خسارة المزيد من الأراضي لصالح التوسع الصهيوني.
ـ «شرعنة دولية» لإرهاب الدولة الذي تمارسه «إسرائيل» بحق الفلسطينيين والذي تغاضى عن ذكره قرار مجلس الأمن رقم 1566 الذي تبنى تعريفاً مطاطاً للإرهاب.
ـ حصارات متتالية للفلسطينيين وآخرها تجويع أهالي قطاع غزة وحرمانهم من أبسط حقوق الحياة.
ـ تقلص المساحات الخاضعة لسلطة الفلسطينيين من كامل التراب الفلسطيني إلى فتات رمي للسلطة الفلسطينية.
وختاماً، نعود إلى ما ردّده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي في المرحلة التي تلت تقسيم سورية الطبيعية ووعد بلفور بأنه «يجب على كلّ سوري أكان في الوطن او المهجر ان يعمل لإنقاذ وطنه وأمته من الذلّ والعبودية».
ألقيت هذه المحاضرة في مؤتمر حول اتفاقية سايكس بيكو منظمة الأونيسكو