ظريف مستقبلاً المقداد: التعاون الإيرانيّ السوريّ الروسيّ سيتواصل

شدّد وزير الخارجية الإيرانيّ، محمد جواد ظريف، على ضرورة أن يكون التعاون الإيرانيّ السوريّ الروسيّ في محاربة الإرهاب متواصلاً من دون أيّ انقطاع.

جاء ذلك خلال استقبال ظريف لفيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوريّ في طهران، أمس، حيث بحث الطرفان تطوّرات الأزمة السورية على الصعيدين السياسي والعسكري، ولا سيّما الأوضاع في مدينة حلب ونتائج الاجتماع الثلاثي الأخير في موسك، وبمشاركة ظريف نفسه ووزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسوري وليد المعلم، مؤكّدين على ضرورة مواصلة المشاورات.

وكان معاون وزير الخارجية السورية فيصل المقداد أجرى سلسلة من المباحثات مع المسؤولين الإيرانيّين تناولت تعميق العلاقات الثنائيّة بين البلدين وآخر التطوّرات المتعلّقة بالساحة السورية، فضلاً عن الأوضاع القائمة في المنطقة.

وقال المقداد في تصريحات صحافيّة، إنّ مباحثاته مع مستشار المرشد الأعلى علي أكبر ولايتي ورئيس البرلمان علي لاريجاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، ونظيره الإيراني جابري أنصاري، أكّدت على أنّ البلدين متّفقان في رؤيتهما لما يجري في المنطقة.

وأكّد المقداد أنّ دمشق وطهران متّفقتان على ضرورة الاستمرار في مكافحة الإرهاب، وفتح كلّ الأبواب أمام الحلّ السلمي ومساعدة التحرّك الإقليمي والدولي من أجل إنجاز الحلّ السياسي للأزمة السورية.

ووصل المقداد مساء الأحد إلى طهران تلبية لدعوة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقيّة حسين جابري أنصاري، بُغية عقد اجتماع اللجنة السياسيّة المشتركة بين البلدين، والتي تمّ الاتفاق على تشكيلها خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها أنصاري إلى دمشق.

إلى ذلك، أعلن الكرملين أنّ نظام وقف العمليّات الجوية الروسية في حلب لازال قائماً، معتبراً أنّ من الأنسب مواصلته إذا لم يقم المسلحون بشنّ هجمات.

وأوضح المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس، أنّ «الهدنة الإنسانيّة لها أُطُر زمنيّة محدّدة، إلّا أنّ نظام وقف سلاح الجو الروسي لعملياته لازال مستمراً»، مؤكّداً أنّ هذا القرار اتّخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأمر بمواصلة وقف الطيران الروسي لعمليّته في حلب بالتوازي مع وقف المسلّحين للقتال.

يُذكر أنّ تعليق طلعات الطيران الروسي والسوري في سماء حلب دخل حيّز التنفيذ يوم 18 تشرين الأول، وذلك قُبيل الهدنة الإنسانيّة السابقة التي استمرت 4 أيام من 20 وحتى 23 تشرين الأول.

كما أمر بوتين بإعلان هدنة إنسانيّة جديدة في حلب السوريّة الجمعة الماضي، وذلك في الوقت الذي يتمسّك فيه الطيران الروسي والسوري بتعليق الطلعات في سماء المدينة.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة، الجمعة الماضي، بعد بدء سريان الهدنة، أنّ مركز حميميم لتنسيق المصالحة بين الأطراف المتنازعة في سورية قد نظّم 6 ممرات إنسانيّة مخصّصة لخروج المدنيّين، إضافة إلى ممرّين مخصّصين لخروج المسلّحين بأسلحتهم، أحدهما يؤدّي إلى الحدود مع تركيا والثاني إلى مدينة إدلب.

هذا، وقد أعلن مركز حميميم في وقت سابق عن تسليم 8 قوافل من المساعدات الإغاثيّة للمدنيّين والمستشفيات في مدينة محافظة حلب.

وكان الجيش السوري بسط سيطرته على تلّة الرّخم غرب الكليات العسكرية بريف حلب الغربي، التي كانت سابقاً بأيدي مسلّحي «جيش الفتح».

ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري قوله، إنّ وحدات من الجيش والقوات المسلّحة، بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء، نفّذت صباح أمس عمليات نوعيّة في ريف حلب الغربي أسفرت عن «إحكام سيطرتها على تلّة الرخم غرب الكليات العسكرية».

وتحدّث المصدر عن تكبّد المسلحين خسائر كبيرة في الأرواح، مضيفاً أنّ معظم القتلى من تنظيمات «فتح الشام» جبهة النصرة سابقاً و»أحرار الشام» و»حركة نور الدين الزنكي».

كما تحدّث نشطاء في المعارضة السورية عن استمرار المعارك بجنوب غربي حلب، في محاور مشروع 1070 شقة، وتلّ مؤتة، وتلّ الرخم، بالإضافة إلى تجدّد الاشتباكات في محور حي بعيدين شمال حلب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى