جبور لـ «وكالة أنباء فارس»: سورية لن تتهاون مع أي عمل عسكري غربي
رأى المستشار الرئاسي السابق في سورية الدكتور جورج جبور أنه ومن خلال خبرته في السياسة السورية على مدى العقود الخمسة الأخيرة، فإنّ سورية متمسكة بسيادتها ووحدتها، وهذا يعني أنها لن تتهاون مع أي عمل عسكري غربي لا يتوافق مع سياستها .
واعتبر أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم نجح في مؤتمره الصحافي الأخيرعندما اعتبر أن أي تدخل في سورية من دون تنسيق مع القيادة السورية هو عدوان، وأنها ستتعامل مع أي خرق لمجالها الجوي والبحري والبري على أنه عدوان .
وأضاف جبور: ان سورية قالت لمن يريد محاربة داعش جدياً أنّ عليه الاتفاق مع الإرادة السورية، خاصة أنّ هذا الموقف ليس موقف سورية فقط بل روسيا وكلّ الدول المتعاونة مع الدولة السورية ونقلته إلى واشنطن وكلّ الدول التي تتعامل معها . وحول تمكّن سورية من التصدي لهذا العدوان إن حصل؟ أجاب د. جبور قائلاً: إنّ سورية ستحاول بما أمكنها، لأنها تملك قوة بحرية وبرية وجوية ليست بالأمر السهل، وأنّ تجاوز القوة السورية لن يكون نزهة، فإذا كانت أميركا وتحالفها جادّين في محاربة داعش فلا بد لهم من التفاهم مع قوة عسكرية كبيرة موجودة في سورية، وهي القوة العسكرية التي برهنت عن صمود نوعي في أصعب الأوقات وفي أزمة تجاوزت الـ 40 شهراً .
وعن التوقعات بقيام واشنطن بارتكاب عدوان على سورية بحجة محاربة داعش ، أجاب جبور: ان الكلام الأميركي اليوم عبارة عن تهديد لا أكثر، لكن المطلوب من القيادة السورية التحسّب ، مضيفاً: أن هناك مجالاًً للعمل الديبلوماسي الفاعل من خلال ما تقوم به سورية والدول ذات العلاقة بالمنطقة التي تحرص على إقامة استقرار حقيقي في المنطقة معتمدة على محاربة الإرهاب .
وتابع جبور: انّ أوباما قال أنه سوف يعتمد في مكافحته لداعش على الدول السنية فقط، فمثل هذا القول هو تحريض طائفي وإعلان حرب بين السنة والشيعة .
واضاف: في تقديري أن معظم سكان المنطقة يقفون ضد مثل هذه الحرب الطائفية، وهؤلاء السكان لهم وجودهم الفاعل، ليس في سورية فقط بل في لبنان وإيران والعراق، كما أن لهم وجودهم في عدد من الدول الخليجية وبالذات في السعودية .
واعتبر جبور أنه يجب على الرئيس الأميركي أن لا يغرق في التعابير الطائفية التي كثيراً ما عانى منها سكان المنطقة، وعندما يدرس أوباما الوضع على الأرض يدرك حينها أنه ارتكب معصية في حديثه عن تأييد سني لخططه، لأن معظم السنة في المنطقة يرون أن الهدف ينبغي أن يتركز على محاربة التطرف الديني حيث لا يمكن محاربته بـ لغة طائفية تزيد من التطرف الديني ولا تنهيه .