ترامب: نبحث عن الصداقة لا العداوة والشراكة لا الخلافات
فاجأ مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب الجميع، ما عدا نفسه. أسقط كل التوقعات واستطلاعات الرأي وأحدث ما وصفه البعض بأنه «أكثر من فوز وأقل من انقلاب»، حتى أن البعض وصفه بـ«زلزال سياسي». كان هناك شبه اجماع على توقع فوز منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، بل وثقة بأنها ستفوز ولو بفارق بسيط. لكن عفوية وصراحة ترامب ومخاطبته «المهمشين» في المجتمع الأميركي، ربما تكون استهوت الناخب الاميركي، فاعطاه صوته على غير ما كان متوقعاً وحقق نتائج مفاجئة في بعض الولايات المتأرجحة، لا سيما في أوهايو، وانديانا، في حين حافظ في ولاية فلوريدا المتأرجحة، على تقدمه، ليصبح الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الاميركية.
ولم تقف هذه النتيجة على اختيار الرئيس الجديد، بل تعدتها ليحافظ الجمهوريون على سيطرتهم على مجلس الشيوخ والنواب.
أول مهنئي ترامب، كان الرئيس الاميركي باراك اوباما، الذي دعاه إلى لقاء اليوم في البيت الابيض، للتشاور معه.
بدورها، أجرت المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون، اتصالا هاتفيا مع المرشح الفائز ترامب وهنأته بالفوز. واعترفت بخسارتها وعرضت عليه «العمل معا من أجل الوطن». وأكدت أن الديمقراطية تفرض الانتقال السلمي للسلطة إلى ترامب. وتمنت له التوفيق في عمله.
والقى الرئيس المنتخب ترامب كلمة عقب إعلان فوزه ، قال فيها، إن بلاده تبحث عن الصداقة لا العداوة والشراكة لا الخلافات. وتعهد بالعمل بنزاهة مع كل الدول الأخرى، مؤكدا أنه سيكون «رئيسا لكل الأميركيين».
وقال: «لقد تلقيت للتو اتصالا من وزيرة الخارجية كلينتون لتهنئتي». مضيفا: أن الولايات المتحدة تشعر «بالامتنان» لكلينتون عن خدماتها.
وكان ترامب، حسم المعركة الانتخابية لصالحه، ليصبح بذلك الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأميركية. ومن المنتظر أن يصوت المجمع الانتخابي، رسميا، لانتخاب رئيس الولايات المتحدة الأميركية في 19 كانون الأول المقبل. ويقر «الكونغرس» نتائج التصويت في 6 كانون الثاني من العام المقبل. وسيتولى الرئيس الجديد مهام منصبه، أثناء مراسم التنصيب، في 20 كانون الثاني.
نقطة الحسم في فوز ترامب على منافسته كلينتون، كانت في ولاية بنسلفانيا، حيث حصل على 20 صوتا من المجمع الانتخابي، فحسم بذلك، بصورة شبه نهائية، فوزه بالرئاسة الأميركية. بعد أن حقق مجموع 274 من أصوات المجمع الانتخابي.
كما فاز ترامب بولاية ألاسكا في الانتخابات الرئاسية ونال فيها على ثلاثة أصوات انتخابية، ليبلغ مجموع أصواته في المجمع الانتخابي 277 صوتا.
وكان ترامب اقترب بشكل حقيقي من البيت الأبيض، عندما حصل على 244 صوتاً، متغلبا على كلنتون بشكل واضح، التي حصلت عندها على 215 صوتاً. ومن العروف أن على المرشح الحصول على 270 صوتاً، كحد أدنى، للفوز في الانتخابات الرئاسية في البلاد.
ووصفت المرشحة كلينتون، خسارتها في الانتخابات بـ«المؤلمة». وعبرت عن خيبة أملها بنتائج الانتخابات. في حين بلغت 41 مليار دولار خسائر أثرياء العالم، بسبب فوز ترامب، نتيجة تراجع الأسواق العالمية.
وألقى الرئيس أوباما كلمة مساء أمس، قال فيها، إنه فخور بهيلاري كلينتون ويعتبرها مرشحة تاريخية للرئاسة.
وصرح أوباما في خطابه من البيت الأبيض: «لقد تحدثت عشية مع هيلاري كلينتون. أنا فخور بها وبعملها المتميز». مضيفا: إن «كلينتون كانت سيدة أولى رائعة وعضوا لامعا في مجلس الشيوخ من نيويورك وأفضل وزيرة للخارجية». وتابع: «ترشيحها للرئاسة كان تاريخيا وكان قدوة لبناتنا في جميع أنحاء البلاد».
ولفت أوباما، الذي أصبح رئيسا منتهية ولايته، إلى أن «الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يعلم أن منصب الرئاسة أكبر منا كاشخاص»، مشيراً إلى أن « بلدنا يحتاج إلى الوحدة والشمولية ونأمل أن يحافظ عليها». مشدداً على أنه «علينا أن نضمن انتقالا سلساً للسلطة من إدارة إلى إدارة أخرى وهو أساس الديمقراطية».
وتابع، في مؤتمر صحافي له، للتعليق على نتائج الإنتخابات، إن «وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستستمر في خدمة المواطنين الأميركيين والعالم»، مشيراً إلى أنه «يجب عدم اليأس من نتائج الانتخابات».
وكانت كلينتون، قبل ساعات قليلة من النتائج النهائية للانتخابات وفي الوقت الذي كانت لا تزال فيه النتائج الأولية تصدر من الولايات، في الانتخابات التي وصفت بالأشرس في تاريخ أميركا المعاصر، غردت على حسابها على «تويتر»، تغريدة «ألمحت» فيها إلى هزيمة ما تلوح في الأفق.
وكتبت هيلاري، التي خاضت «حرباً» مفصلية الثلاثاء الأربعاء: «أشعر بالفخر من فريقي ومهما حصل اليوم أشكرهم على كل شيء».
وفي حين رأى البعض في تلك التغريدة تسليماً أو تمهيداً لخسارة محتملة، رأى البعض الآخر، أن الثابت الوحيد في تلك الانتخابات الرئاسية كان عنصر المفاجأة.
يذكر أن المرشح ترامب وعلى غير ما كان متوقعاً، حاز على نتائج مفاجئة في بعض الولايات المتأرجحة، لا سيما في أوهايو، وانديانا. أما في ولاية فلوريدا المتأرجحة، فقد حافظ على تقدمه.
وعلى الرغم من أن ترامب وعد بأن يكون رئيساً للأميركيين كلهم، إلا أنه قسم الشعب الأميركي إلى نصفين تقريبا، النصف الأول يحتفل بفوزه والنصف الآخر تعلو وجهه علامات الحزن والخيبة.
هناك من كان يبكي بسبب خسارة كلينتون وهناك من لم يستطع أن يصف شعوره بالفرحة، بسبب فوز المرشح الجمهوري، أما في أوكلاند ولاية كاليفورنيا فقد شوهدت هناك تظاهرات وأعمال شغب، تعبيرا عن رفض بعض سكانها للرئيس الجديد. إذ خرج حوالى 50 شخصاً من مناصري هيلاري كلينتون إلى الشوارع، معبرين عن رفضهم للرئيس الجديد ترامب. وقاموا بأعمال شغب وحرق حاويات القمامة. وكانوا يهتفون: «شوارعنا»، «ليس رئيسنا». وأصيب شخص واحد على الأقل.
ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع «فيديو» لتظاهرات مناصري كلينتون ضد الرئيس الجديد المنتخب.