صدمة أميركا.. الخدعة والزلزال
نظام مارديني
سريعاً كشف العالم عن صدمته من فوز الشعبوي اليميني، دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، رغم خدعة الغول الإعلامي، الأميركي والدولي، الذي كان يصبّ في خانة هيلاري كلينتون، وقد استمرّ هذا الدفع الإعلامي واستطلاعات الرأي الداعمة لها حتى الساعات الأولى من فجر أمس، حيث أعلن عن تلقي «حمار» كلينتون الضربة القاضية من «فيل» ترامب.. وحصل الأخير على 288 صوتاً من أصل 532 صوتاً من الهيئة الانتخابية في حين حصلت منافسته على 218 صوتاً.. ولكن هل يعني هذا الفوز أن العالم بات على أبواب تقدّم أحزاب اليمين بدءاً من الولايات المتحدة؟
حتى اللحظة الأخيرة، وما بعد اللحظة الأخيرة، ظلت الأرقام تتأرجح.. بدا جلياً أن هناك وراء الستار من يتولى إدارة الرأي العام، لماذا أثار مدير الـ«اف بي. آي» جيمس كومي ملف كلينتون في الأسبوع الأخير من «الثلاثاء الكبير» ثم أقفله بتلك الطريقة التي تترك المجال أمام علامات استفهام شتى ؟
اتضح بعد ظهور النتائج، أن حسابات السيدة ذات الابتسامة الهوليوودية، كانت مخادعة، فكلما أمعنت حملتها في تسويد صفحة منافسها، تصاعدت شعبيته أكثر وخرج هذه المرة الملايين من الأميركيين الذين لم يصوتوا سابقاً ليصوّتوا هذه المرة انتقاماً من النخبة الحاكمة التي وصفها ترامب بالفاسدة وبشّرهم بطبعة جديدة من الحلم الأميركي.
وكانت الصدمة الأكثر تعبيراً عن الزلزال الأميركي ما صدر في المانيا التي رأت أن فوز ترامب يشكل يوماً أسود في تاريخ العالم، في حين حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من «مرحلة من الغموض»، مع انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، داعياً الى وحدة صف أوروبية!
إذاً، هو الزلزال الأميركي الشعبوي «اليميني» الذي أصاب الداخل الأميركي والحلفاء من الأوروبيين ودول الخليج حتى بحر الصين، مثلما أصاب الخصوم والأعداء، ولعل على الكثير من قادة دول العالم أن يبدأوا بإعادة ترتيب سياساتهم من جديد، ومَن تابع تصريحات ترامب العنصرية تجاه الأقليات والمهاجرين، وثم تصريحاته في ما خصّ التجارة العالمية والاقتصادات الدولية يدرك أن أميركا جديدة بدأت وستستمر أربع سنوات مقبلة.. فهل ستكون سنوات زلازل على الصعيد العالمي؟
روسيا وإيران وسورية، كانت حاضرة في الانتخابات الأميركية، حتى آخر لحظة.. وقد راقبت موسكو، شأنها شأن عواصم القرار الدولي الأخرى، عن بُعد أو عن قرب الانتخابات، وسط تكهنات سادت الدوائر الروسية بأن شقراء الدبلوماسية الأميركية السابقة، المرشحة كلينتون، لن تخرج من الحملة الانتخابية سليمة العظام حتى لو عادت لتنام على الفراش الوثيرة في البيت الأبيض..
وإذا كانت إيران تمنّت من ترامب الالتزام بتعهدات واشنطن في الاتفاق النووي، فإن صمت دمشق أثار الانتباه، رغم أن الرئيس السوري بشار الأسد كان سبق أن قلل من أهمية تصريحات كل من ترامب وكلينتون حول سورية، وقال في مقابلة مع صحيفة «بوليتيكا» الصربية، نشرت 3 تشرين الثاني : «… في سائر أنحاء العالم يدور نقاش حول مَن هو الأفضل.. كلينتون أم ترامب.. أما في سورية فإن النقاش يدور حول مَن هو الأسوأ، وليس مَن هو الأفضل».
للمخرج الهوليووي الشهير مايكل مور، الذي شبّه هيلاري كلينتون بالليدي غاغا، وصف ترامب بـ «الشمبانزي الأزرق العينين الذي يهزّ أردافه وسط الجلسة»!