نجوم سورية ولبنان يلتقون في كوميديا «كعب عالي»
دمشق ـ آمنة ملحم
هناك، في حيّ الطلياني الدمشقي العريق، دارت عدسة كاميرا المخرج ميشال ميليكيان معلنةً انطلاق تصوير مسلسل «كعب عالي» الذي يندرج ضمن تصنيف «لايت كوميدي»، وتؤدّي بطولته نخبة من نجوم الدراما السورية واللبنانية كشخصيات للعمل الذي تدور أحداثه وتتحرّك ضمن حارة واحدة تجمعهم بحلقات متصلة منفصلة موزّعة على مدار ثلاثين حلقة.
العمل الذي كتب نصّه سومر إبراهيم، وتنتجه «كراميل آرت هاوس»، يحمل رؤية جديدة وافتراضية للمخرج من حيث المكان والزمان والشكل العام للممثلين، وأنجز فريق عمله موقعاً مهماً في دمشق كنقطة للانطلاق على أن ينتقل بعدها إلى بيروت ليستكمل باقي عمليات التصوير.
وجمعت المشاهد الأولى للعمل كل من الفنان علاء قاسم وكرم الشعراني ويمان ابراهيم. وسنرى علاء قاسم في العمل في شخصية «هولمز» الملقب بها لشدة ولعه بهذه الشخصية، وغيرها من الشخصيات المهمة في عالم التحقيق الجنائي، فتجده يعلّق على الدوام صوَر هؤلاء الشخصيات على حائط مكتبه ليستلهم منهم في عمله ويسير على خطاهم، وتبقى «نسرين»« الهمّ الأساس له إضافة إلى أهالي الحيّ ومشاكلهم التي يحاول من خلالها تنشيط الحدث الجنائي بمساعدة «كادجيت» كرم الشعراني مساعده في التحقيق وهو شخصية شابة، وساذجة، وجل اهتماماته تتلخص في تصفح المواقع الاجتماعية.
يعاني «كادجيت» من صعوبة التعامل مع «هولمز» بسبب فارق العمر بينهما، فكل منهما ينتمي إلى جيل مختلف تماماً عن الآخر إن كان بطريقة التفكير، أو بوجهة النظر في الحياة.
حلم «كادجيت» أن يثبت لـ«هولمز» كفاءته وجدارته بأن يكون مكان ثقة في العمل رغم إخفاقه الدائم. وبسبب تعلق الأخير بالشخصيات الشهيرة في عالم التحقيق، يحاول «كادجيت» البحث عن أسماء مساعديهم لأن وجهة نظره تتلخّص في جملة «وراء كلّ محقق عظيم كادجيت ما».
كما تجسّد الفنانة رنا الأبيض شخصية «أمّ الريم» زوجة الأب التي تحاول المحافظة على زوجها وهدوء منزلها من العواطف الانثوية التي يقع بها الرجال بسبب الروتين الذي يصيب العلاقات الزوجية مع الزمن.
تعمل «أمّ الريم» على رشوة ابن زوجها «ريمي» ليترصد لها حركات أبيه وإفشال أيّ علاقة أو حالة إعجاب يمرّ بها. فيستغل «ريمي» غيرتها ويعمل على ابتزازها مادياً بطابع كوميدي، وتنجح «أمّ الريم» على الدوام في إفشال علاقات زوجها العاطفية وقصص عشقه المتعدّدة في حياته اليومية متناسياً أن زوجته الجميلة هي الأَوْلى بهذا العشق والحبّ.
ويقف الفنان اللبناني فادي إبراهيم أمام رنا الأبيض مجسّداً شخصية «أبو الريم» الرجل الأربعيني المثقف الميسور الحال، ولكنه يعيش توتراً مع «أمّ الريم» لكثرة علاقاته العاطفية، وإعجابه بابنة حيّه «نسرين» التي يحلم بالزواج منها، لكن زوجته بمساعدة «ريمي» تفشل له مخططاته.
«أبو الريم» تربطه علاقة طيبة مع أهالي حيه وابنته المدللة «نتالي» الطالبة الجامعية خفيفة الظل والظريفة التي لا تشبه زوجة أبيها وأخيها في طريقة تعاملهم مع «أبي الريم».
ويظهر الفنان يامن سليمان في العمل بدور «كارل»، شاب مهووس بالثقافة والأدب والفلسفة، وسمّى نفسه تيمّنا بكارل ماركس. حلمه الدائم أن يرى عالماً خالياً من الظلم تسوده العدالة الاجتماعية. ويرى في شخصية «روز» فرصة لتحقيق كلّ ما يؤمن به من مبادئ.
وفي الحيّ ستكون للمقهى حكايته حيث يعود «حسام» الذي يؤدّي شخصيته اللبناني محمد شمص من لبنان إلى دمشق ليتقاسم مع أخيه «فايز قزق» هموم وأعباء الحياة وسط سجال يدفعهم لتقاسم المقهى الذي يملكانه إلى يميني ويساري لحسام اليساري الذي يعبر عن توجهاته الفكرية والسياسية. ويدخل الشقيقان مع أهالي الحي في المشاريع التي يخطّط لها «وحيد» عبد المنعم عمايري طمعاً في تحصيل مبلغ من المال يطوّر المقهى.
ويجسّد الشاب مجد فضة شخصية «نوّار»، وهو فنان تشكيلي مبدع، ينشغل بلوحة ضخمة ومهمة يعمل عليها منذ بداية العمل، وتنتهي بنهايته، لنكتشف أنها لوحة لـ«نسرين».
«نوّار» شاب وسيم وبريء لكنه كباقي متخرّجي كلية الفنون الجميلة يبحث عن فرصة عمل، يعيش مع «كارل» و«حليم» على سطح ملحق وسط المدينة، لم يتسنّ له تحقيق حلمه في إثبات ذاته كفنان مبدع ومتميز، وهو متفاعل مع أهالي الحيّ بمحبة وودّ كبيرين.
«نوّار» يحبّ «ميراي» دانا جبر الفتاة الجميلة المصابة بحبسة كلامية تجعلها أحياناً تبتلع كلمة ولا تلفظها، وعليه أن يكمل المعنى أو يملأ الفراغ بالكلمة المناسبة.
كما يحصل في الحيّ عدد من المواقف الكوميدية مع الحلاق «سبايكي» ومساعده «كيرلي» الذي يجسّد شخصيته كنان العشعوش، وهو طالب جامعي يحلم بالتخرج من الجامعة للتخلص من العمل عند «سبايكي»، ويشارك كباقي الشخصيات في الحدث الواحد بالحارة.
شخصيات بأسماء طريفة وكركترات مختلفة برؤية بصرية جديدة يعد المخرج جمهوره بها سنكون إذاً على موعد معها في رمضان المقبل ليكون العرض هو الحَكَم الأهم على مدى نجاح ما سيقدّم على الشاشة.