شباب الساحل… ورحلة التحدّي
ابراهيم موسى وزنه
حصل نادي شباب الساحل على ترخيصه الرسمي نتيجة جهود بعض أبناء وسكان الغبيري والشياح وحارة حريك عام 1966، وكانت البداية مع بعض اللاعبين المتميزين الذين يعكسون النسيج الاجتماعي الخاص بساحل المتن الجنوبي، فكان من الطبيعي أن تؤول القيادة الإدارية والفنية إلى المندفعين والفاعلين في المجال الكروي من أبناء تلك المنطقة التي باتت مع الوقت ملاذاً للبقاعيين والجنوبيين ولغالبية اللبنانيين، وعلى ضوء ترفيع النادي إلى مصاف أندية الدرجة الأولى 1984 تميّزت مسيرته بأداء رجولي مع تسجيل نتائج طيبة ليستحق عن جدارة لقب «الحصان الأسود».
ثم مضت المواسم مع اتساع بيكار المصاريف المتوجبة لإبقاء الساحل تحت الأضواء، تارةً عبر موازنة يؤمّنها «الأجاويد» وطوراً بعض المتموّلين المندفعين، فيأتي الحصاد انعكاساً واقعياً وصريحاً لحجم الموازنة المرصودة قبل كل موسم. في لبنان، ترتبط طموحات الأندية بحجم موازناتها، لذلك زالت أندية عدة عن الخريطة وغابت أخرى عن مسرح الأضواء وظهرت أندية جديدة، لا بل تبدّل المشهد الكروي المعتاد فوق منصات التتويج، ودائماً على قاعدة «لكل مجتهد نصيب».
دوامة الساحل إلى متى؟
بعد إحراز شباب الساحل لبطولة كأس لبنان عام 2000، شبك العديد من أبناء حارة حريك والغبيري أياديهم لإبقاء راية ناديهم خفّاقة في المواقع الأمامية، ومنذ ذلك الإنجاز الوحيد تعاقب أكثر من رئيس على الإمساك بدفّة القيادة المصحوبة بالدعم والتمويل، وللأسف جميعهم هجروا مواقعهم نتيجة ثقل المهمات الموكلة وتهرّب المحيطين وتقاعس بعض الإداريين عن الوفاء بالتزاماتهم التمويلية. لن آتي على ذكر الأسماء بالتفصيل لكن قائمة المندفعين لدعم سفير الضاحية الكروي لم تخلُ يوماً من اسم فادي علامة وسمير دبوق وجلال علامة وماهر سليم.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن السياسة المتبعة في إدارة النادي أدّت مع الوقت إلى استمرار حال القلق على مسيرته، وهنا يطيب للقيّمين على قراره أن يردّدوا مقولة: «ندفع ضريبة عدم تسييس نادينا ونفتخر بدفع هذه الضريبة في بلد مثل لبنان».
ماذا عن واقعه اليوم؟
منذ أكثر من ثلاثة أشهر انتهت ولاية الهيئة الإدارية لنادي شباب الساحل، ولغاية اليوم لم يلتئم شمل العائلة الساحلية لانتخاب هيئة جديدة، فالرئيس سمير دبوق دقّ جرس الإنذار فور انتهاء الموسم ولم يسمع صداه لغاية اليوم، ويقول الرجل في مجالسه بأنه مستعد للتكفل بتأمين نسبة كبيرة من الموازنة لكنه لم يعد قادراً على تأمين غالبيتها، كما يؤكّد على بقائه ضمن لائحة الداعمين لمسيرته. ومن جهة ثانية يقترح أحد الغيارى لبقاء الساحل متألقاً مستقراً بأن يصار إلى اختيار مئة شخصية من أبناء وفاعليات ساحل المتن الجنوبي يتكفّل كلّ منها بدعم صندوق النادي بألف دولار أميركي فقط مطلع كل موسم، مع السعي الجاد لتأمين رعايات إعلانية من مؤسسات لها ثقلها الاقتصادي في الضاحية، إلى جانب ما تؤمّنه اشتراكات الهيئة الإدارية والجمعية العمومية مع الدعم المخصص من بلديات الغبيري وحارة حريك والمريجة وبرج البراجنة وعائدات حفل الإفطار الرمضاني. وهكذا ـ بحسب الغيّور ـ تصبح المشاركة مشرّفة ولا يشوبها القلق، إنه التحدّي والساحليون أهل للتحدي، وها هم يسيرون اليوم باتجاه منصة كأس التحدي على رغم غياب الرعاية الإدارية والمادية. الساحل يستحق، فلا تحرموه دعمكم يا أبناء ساحل المتن الجنوبي.
صحافي وناقد رياضي