فوز ترامب في عين الصحف الغربية والعبرية

لا شكّ في أنّ فوز الجمهوريّ دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، شكّل صدمةً لدى كثيرين من ناحية، وكان متوقّعاً لدى كثيرين من ناحية ثانية. إنما كيف تعاملت الصحافة الغربية ـ وأيضاً الصحافة العبرية ـ مع هذا الفوز؟

الصحف العبرية ركّزت في مجملها على تجديد العلاقات «الممتازة» بين الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل». ولم ينسَ عدد من الكتّاب الصحافيين، تحديد «روزنامة» لعمل الرئيس الأميركي الجديد ورئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو خلال المرحلة المقبلة. تبدأ هذه الروزنامة في تعزيز العلاقات الأميركية ـ «الإسرائيلية»، بعدما شهدت فتوراً في عهد باراك أوباما، ولا تنتهي بجملة من «اللاءات الإسرائيلية»، كـ«لا» لاتفاق حول النووي الإيراني.

روبرت فيسك من ناحيته، نشر مقالاً في صحيفة «آي» البريطانية، توقع فيه أن يتوه ترامب في مشاكل عميقة في الشرق الأوسط. ويرى فيسك تشابهاً في مواقف ترامب وكلينتون من المنطقة على رغم كلام الأول عن المسلمين والمهاجرين. فالشرق الأوسط الذي يريده ترامب، هو نفسه الشرق الذي أرادته كلينتون، فكلاهما يدعم «إسرائيل» النووية ورئيس وزرائها الكارثي دعماً غير مشروط، وكلاهما يعزف على وتر الإرهاب.

من ناحيتها، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية الخميس الماضي، بأن فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية سينعش العلاقات الاقتصادية المتعثرة مع روسيا.

في حين قالت صحيفة «غارديان» البريطانية إن فوز ترامب يعني حالة من عدم اليقين في ما يتعلق باستراتيجية أميركا مستقبلاً، وذلك في عالم اعتمد لفترة طويلة على استقرار الولايات المتحدة.

ورأت صحيفة «ستاندرد» النمسوية أنّ العالم الذي نعرفه سيصبح عالماً آخر.

في ما يلي، جولة على أهمّ ما كُتب في عدد من الصحف الغربية والعبرية بُعيد انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية.

«هاآرتس»

النجاح الكبير لدونالد ترامب في انتخابات رئاسة الولايات المتحدة، لم يساهم في تعظيم مكانة الديمقراطية الليبرالية في العالم، ولم يضف إليها الكثير من الثقة بالنفس. ولكن الحقيقة الأكثر اثارة للاهتمام، أن حدثاً أصاب العالم كلّه بالذهول وقع في فترة سلام، هدوء واستقرار نسبيّ.

صحيح أن هناك مشاكل اقتصادية واجتماعية صعبة، ولكنها ليست كارثية: معدل البطالة في الولايات المتحدة مريح جداً مقارنة بالاتحاد الأوروبي، النمو منخفض ولكنه موجود والتضخم المالي مكبوح الجماح. صحيح أن الاغنياء يزدادون غنى والفقراء لا يعانون أقل، ولكن لا وجه شبه مع الوضع الذي كان موجوداً في أوروبا بعد الحرب العالمية الاولى، والتي تحيي اليوم 98 سنة على انتهائها، عندما انهارت الديمقراطية الليبرالية، هكذا قالوا، بسبب الازمة غير المسبوقة للزمن إياه.

إن سبب انتخاب ترامب يمكن أن نجده في أن الديمقراطية الليبرالية هي قبل كل شيء ثقافة سياسية عقلانية تقوم على اساس الاجماع ألا تحطم أي طبقة اجتماعية وأي مجموعة القواعد، وان يحاول الجميع الوصول إلى قاسم مشترك معقول. اما ترامب فقد أثبت أنّ هذه الثقافة السياسية يمكن اختراقها ليس فقط حين ينشأ وضع يعود فيه ملايين الاشخاص من ميدان المعركة أو يفقدون مصادر رزقهم بل في فترة عادية جداً. كل ما يحتاج اليه هو فهم غريزي للقوى المحركة للانسان في المجتمع.

يمكن للديمقراطية أن تعيش عندما يفكر المواطن في اعتباراته تفكيراً عميقاً ويتخذ قراراته بحسب اعتبارات المنفعة. غير أنه مثلما أثبت ترامب، ليس للسياسة العقلانية القوة التجنيدية ذاتها التي تحفّز الغرائز، الأحاسيس، المخاوف والكراهيات. فسياسة الغرائز ستكون في الغالب أقوى من السياسة القائمة على حكمة المواطن الناخب. إن للهوية الثقافية والقبلية قوة تجنيد أقوى من التوجه نحو الهوية العموم إنسانية.

ولكن محظور أن يشكل انتخاب ترامب مثابة دليل على انعدام جدوى الديمقراطية الليبرالية. العكس هو الصحيح. فعلى خلفية الشكوك والمخاوف بالذات، ينبغي مواصلة الكفاح في سبيل القيم الليبرالية والديمقراطية وحمايتها من كلّ شر.

«يديعوت أحرونوت»

وكتب عاموس يدلين في «يديعوت أحرونوت»:

سيكون للرئيس المنتخب ترامب تأثير دراماتيكي على الاتجاه الذي تسير فيه الولايات المتحدة. ومن شأن تأثيره أن يتضمن المنظومات الدولية بكل جوانبها. ولكن من الطبيعي أن تسعى «إسرائيل» إلى فهم تأثيره على الأمن القوميّ «الإسرائيلي».

خلافاً للادارات السابقة، والتي كانت ذات أجندة واضحة قبل انتخابها، تقف «إسرائيل» أمام ادارة غير متبلورة في مسائل الشرق الاوسط. وسلوك «إسرائيل» سيكون ذا وزن في تحديد سياسة إدارة ترامب. لـ«إسرائيل» وللولايات المتحدة قاعدة متينة من القيم والمصالح المشتركة. لا بديل عن الولايات المتحدة كقوة عظمى هي الاهمّ الداعمة لـ«إسرائيل». لا روسيا ولا الصين تساعد أمن «إسرائيل» بمليارات الدولارات ولا تقدّم إليها أسلحة حديثة لتعزيز قوة الجيش «الإسرائيلي». كما أنهما ليستا من يمنع بالفيتو قرارات مناهضة لـ«إسرائيل» في مجلس الامن.

رغم أن السياسة الخارجية لم تشكل عاملاً هاماً في الانتخابات، فقد تعهد ترامب بمواقف مؤيدة لـ«إسرائيل»، وذلك رغم تصريحاته الاشكالية. لـ«إسرائيل» فرصة لفتح صفحة جديدة، للتأثير على السياسة ـ ولتكون جزءاً لا يتجزأ منها، حين يدعى رئيس الوزراء إلى البيت الابيض، يجدر به أن يتوصل مع الرئيس إلى تفاهمات في النقاط الستّ الأهم التي ستكون الاساس لإعادة العلاقات الخاصة ولتعزيز الحلف الاستراتيجي بين الدولتين. أولاً، يجب استئناف الثقة التي فقدت في عهد أوباما: على الزعيمين أن يعرض الواحد للآخر المصالح العليا والخطوط الحمراء. من المهم أن يتفقا على ألا يفاجئ أحدهما الآخر. واستئناف العلاقة بين الرئيس ورئيس الوزراء هام للغاية.

ثانياً، لقد أدارت الولايات المتحدة سياسة خارجية مسّت بعلاقاتها مع حلفائها في المنطقة. ليس فقط «إسرائيل»، مصر، السعودية وتركيا، بل أيضاً تريد أن ترى سياسة أخرى. علاقات «إسرائيل» الطيبة مع مصر والاردن، وتداخل المصالح مع السعودية واستئناف العلاقات مع تركيا يمكنها أن تكون اساساً لحلف قويّ يتصدّى للتحدّيات بشكل أفضل.

ينبغي الاتفاق مع الأميركيين على مبدأ أن نظاماً يدعو إلى إبادة «إسرائيل» لن يلقى شرعية لبرنامج نووي واسع مثلما يمنح الاتفاق إيران بعد عقد. ينبغي العودة إلى التنسيق الاستخباري الكامل لغرض اكتشاف الخروقات الإيرانية والوصول إلى اتفاق يقضي بان تمنح الولايات المتحدة «إسرائيل» كل القدرات التنفيذية للعمل اذا ما استنفدت كل البدائل الاخرى.

تغيير الرئيس فرصة لفحص أفكار جديدة لتسويات يدخل فيها العالم العربي. أفكار جديدة تبقي على فكرة الدولتين كممكنة ولكنها تعترف بعدم الامكانية للوصول إلى اتفاق دائم الآن. فاستئناف التفاهمات بحسب رسالة بوش عام 2004، والتي تجاهلها أوباما ونتنياهو، هي خطوة أولى. لا يحتمل أن يكون البناء في الاحياء اليهودية من القدس في مكانة متساوية مع البناء في المناطق التي لن تكون جزءاً من «إسرائيل». مثل هذا الاتفاق سيخفض جداً التوتر حول موضوع المستوطنات والذي سمّم العلاقات.

يجدر أن يتلقّى أمن «إسرائيل»، كمدماك أساس في العلاقات سريان مفعول وتعزيز: فالمساعدة متعددة السنين، الحفاظ على التفوق النسبي في الوسائل القتالية، الدعم لخطط الدفاع ضد الصواريخ والاتفاقات على القدرات الاستراتيجية الخاصة المنسوبة لـ«إسرائيل». كل هذا سيعزّز العلاقات الخاصة بين الدولتين وسيكون أساسا لاختراق سياسي.

«يديعوت» أيضاً وأيضاً

كتب ناحوم برنياع في «يديعوت أحرونوت»:

فليحصل ما يحصل، الشمس ستشرق غداً، وعد باراك أوباما الأميركيين في خطاب ألقاه في يوم الانتخابات. في يوم الاربعاء أشرقت الشمس من خلف السحب، ولكن الأميركيين استيقظوا على أميركا أخرى. هذا لم يكن تحوّلاً سياسياً فقط، بل كانت ثورة. تعرف الثورات بستارة الغبار العظيم الذي تخلقه حولها. فالجميع يعرفون كيف يفسّرون بأثر رجعي ماذا وكيف حصل: أحد لا يمكنه أن يعرف ما سيحصل. قصة ترامب شاذة، لأنه حتى هو، دونالد جون ترامب، محدث الثورة وزعيمها لا يعرف ماذا سيفعل حين سيدخل البيت الابيض في 20 كانون الثاني.

«لم يكن لديّ الزمن في التفكير في هذا»، قال في احدى المقابلات الكثيرة التي أجريت معه. «حين أتنافس أوظف كل شيء في المنافسة. أما الباقي فيمكنه أن ينتظر».

ترامب هو انتهازيّ تام. وهو لا يجلب معه إلى المنصب فكر مرتب أو سجل عام. ومثلما عدنا وسمعنا هنا في اثناء ليلة الانتخابات، فانه الرئيس الاول الذي لم يخدم بلاده بأي شكل. لا في الجيش، لا في الادارة العامة ولا في السياسة. الصفحة بيضاء. يمكن لهذا ان يكون خطيراً جداً، لأن الانتهازيين لا يعرفون حدوداً. يمكن لهذا أن ينجح، لأن الانتهازيين يتمتعون بمجال مناورة اكبر: فهم غير متوقعين. الانتهازيون هم أناس يفوزون في برامج الواقع التلفزيوني.

هل تبدأ الولايات المتحدة في 20 كانون الثاني 2017 ببناء سور على حدودها مع المكسيك؟ وهل في اليوم ذاته سيطرد منها ملايين المهاجرين غير القانونيين؟ هل ستغلق بوابات أميركا في وجه القادمين من الدول الاسلامية؟ هل سترفع دعاوى قضائية ضدّ النساء اللواتي اشتكين من ان ترامب تحرّش بهن جنسياً؟ هل هيلاري كلينتون ستعتَقل وترسل إلى السجن؟ هل السفارة الأميركية ستنتقل من «تل أبيب» إلى القدس؟ هل الضرائب ستقلّص؟ هل التأمين الصحي سيلغى؟ هل ستلغى الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة وباقي دول العالم؟

تخميني المنفلت أن كل التهديدات الانتخابية هذه لن تتحقق. ومع ذلك، فإن ترامب سيشعر بالحاجة إلى أن يثبت لأولئك الذين صوّتوا له بأنه منصبّ لصرختهم. فقد صوّتوا له لأنهم يتمنّون التغيير. كما أن غالبية أولئك الذين لم يصوّتوا له يتمنّون التغيير. هذه هي الرسالة المركزية التي ولدتها حملة الانتخابات هذه. وهو ملزم بأن يقدّم لهم تغييراً، أو على الاقل، مظهر تغيير.

موجة من الندم، البحث عن المذنبين، الجلد الذاتي يعصف الآن في وسائل الاعلام هنا. الندم مزدوج: كيف استسلمنا إلى جانب التغطية الاعلامية وبنينا من اللاشيء هذا الرجل؟ وكيف لم نرَ ما يحصل حقاً في نفوس الأميركيين؟ كم من الغضب تراكم فيهم كنتيجة للتغييرات التي فرضتها عليهم العولمة والشلل والعفن في واشنطن العاصمة؟ كيف لم نفهم كم هو سهل تحويل غضبهم إلى رافعة سياسية شديدة القوة تتركز بالمرشح الخصم، في الاعلام وفي النخبة.

قال ذات مرة السيناتور غاري هارد ان واشنطن هي آخر من يسمع الاخبار. قد تحقق هذا القول في الانتخابات بالشكل الاكثر فظاظة. سياسيون، موظفو ادارة وصحافيون، كل من هبّ ودبّ في سلّم القوة في واشنطن لم يؤمنوا بأن ترامب سيواظب في ترشيحه، لم يؤمنوا بأنه سيحتلّ الحزب الجمهوري، لم يؤمنوا بأنه سيهزم كلينتون. كما أن الجمهوريين في المؤسسة الواشنطنية لم يؤمنوا بفرصة. فقد هزئوا بسلوكه الفظ، بالاهانات التي وجهها لخصومه، بانعدام قدرته على ضبط نفسه. وقد خلطوا الاماني برؤية الواقع. التقيت الاسبوع الماضي في واشنطن بأحد رجال البيت الابيض. وفي نهاية اللقاء اقترح أن نكمل ذاك اللقاء في كانون الاول. «إذا لم تكن مشغولاً برزم أمتعتك»، وكان الردّ ضحكة كبيرة.

بعدما صدرت النتائج، استبدلت الضحكة بالصدمة.

«وول ستريت جورنال»

أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية الخميس الماضي، بأن فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية سينعش العلاقات الاقتصادية المتعثرة مع روسيا.

وذكرت الصحيفة، أن هذا الأمر ظهر جلياً منذ اللحظة الأولى لإعلان فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، إذ هوت مؤشرات الأسهم العالمية بنسبة 2.5 في المئة أو أكثر في بعض البورصات، باستثناء مؤشر بورصة موسكو الذي ارتفع بنسبة 1.9 في المئة، إضافة إلى تعزيز الروبل موقعه مقابل الدولار.

وجاء هذا الارتفاع في البورصة الروسية نتيجة الآمال المعلقة على ترامب في إلغاء العقوبات الاقتصادية ضدّ روسيا وتحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو.

ووفقاً لمحلّلي الصحيفة، فلو لم يحصل ذلك فإن الإدارة الأميركية الجديدة لن تضغط على الاقتصاد الروسي، لا سيما أنه لا يعتمد فقط على تدفق رؤوس الأموال من الخارج، لا بل استطاعت الحكومة الروسية خفض مستوى الدين كما حققت فائضاً في ميزان المدفوعات.

من جانبها، نقلت وكالة «بلومبرغ» الاقتصادية الدولية، عن خبراء بنك «مورغان ستانلي»، تأكيدهم أن احتمال رفع العقوبات عن روسيا خلال عهد ترامب في عامَي 2017 و2018 ارتفع بنسبة 35 في المئة. أو حتى إضعاف تأثيرها تدريجياً خلال الأشهر المقبلة.

وكانت الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما قد فرضت عقوبات على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية وعودة شبه جزيرة القرم إلى الوطن الأمّ بعد استفتاء شعبيّ حرّ وديمقراطي.

«آي»

نشرت صحيفة «آي» البريطانية مقالاً للكاتب الصحافي الشهير روبرت فيسك، يتوقع فيه أن يتوه ترامب في مشاكل عميقة في الشرق الأوسط.

ويرى فيسك تشابهاً في مواقف ترامب وكلينتون من المنطقة على رغم كلام الأول عن المسلمين والمهاجرين. فالشرق الأوسط الذي يريده ترامب، هو نفسه الشرق الذي أرادته كلينتون، فكلاهما يدعم «إسرائيل» النووية ورئيس وزرائها الكارثي دعماً غير مشروط، وكلاهما يعزف على وتر الإرهاب.

ولكن المؤكد، بحسب فيسك، أن دول الخليج ستواصل تكديس الأسلحة الأميركية من صواريخ ودبابات وطائرات، وسيزور ترامب هذه المملكات في الرمال، وسيعامل كالملك، وسيكون سعيداً بذلك، وسيطمئن «إسرائيل» بدعم الولايات المتحدة الدائم وغير المشروط لها، باعتبارها «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط»، وسيردّد عبارة الإرهاب وإرهاب تنظيم «داعش»، إلا إذا قضى عليها أوباما قبل دخوله البيت الأبيض، وحينذاك سيكون التنظيم اختار اسماً جديداً له.

ويقول الكاتب إن ترامب سينفض الغبار أيضاً عن كذبة وزارة الخارجية الأميركية الكبرى في شأن واجب طرفَي النزاع في الشرق الأوسط، وهما «إسرائيل القوية وفلسطين المحتلة، في اتخاذ قرارات صعبة» من أجل السلام.

ويقلل فيسك من جدّية الوعد الذي أطلقه ترامب في خصوص نقل سفارة الولايات المتحدة في «إسرائيل» من «تل أبيب» إلى القدس، ويقول إن هذه الفكرة بقيت حبيسة أدراج مكاتب الخارجية الأميركية سنين طويلة، ويتوقع أن تؤجّل المخاوف الأمنية في القدس هذا المشروع.

«غارديان»

قالت صحيفة «غارديان» البريطانية معلّقة على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، إن فوزه يعني حالة من عدم اليقين في ما يتعلق باستراتيجية أميركا مستقبلاً، وذلك في عالم اعتمد لفترة طويلة على استقرار الولايات المتحدة.

ورأت الصحيفة أنّ قدرة ترامب على زعزعة الاستقرار لا حدود لها تقريباً. وقالت إنه يستطيع دفع حالة العالم إلى الأسوأ في جميع مجالات سياسته سواء الدفاعية أو الدبلوماسية أو الأمن والبيئة والتجارة.

وذهبت الصحيفة إلى أن الأميركيين فعلوا أمراً خطيراً جداً باختيارهم ترامب هذا الأسبوع. وختمت الصحيفة تعليقها بالقول: «لذلك، نحن جميعاً مقبلون على أوقات مظلمة غير آمنة ومخيفة».

وفي الصحيفة التي خصصت معظم صفحاتها للانتخابات الأميركية وترامب، نُشر مقال بقلم باتريشيا ويليامز تحت عنوان «ستّ نساء كاتبات يتحدّثن حول ترامب»، وهو عبارة عن مقال مشترك يشمل آراء الكاتبات اللائي يناقشن مسألة صعود دونالد ترامب، وتأثيره على قضايا المرأة والنقاش المتجدد حول حقوق المرأة ودور الجنس في السياسة، وذلك على خلفية الجدل حول اتهامات لترامب بمعاداة المرأة، والتحرّش بالنساء.

وتقول كيت هاردينغ إن الولايات المتحدة تشهد انتشار ما سمّته معاداة المرأة، وهي مسألة مسيئة، على رغم أن الحكومة تنفي أن تكون هناك معاداة للمرأة على نطاق واسع.

بينما قالت الكاتبة باتريشيا هيل كولين: «إنني أصبت بخيبة الأمل بعد فوز ترامب، لكنني سوف أحاول أن أبقى متماسكة».

وتضيف الكاتبة أنها أصيبت بخيبة الأمل بسبب هزيمة هيلاري كلينتون في الانتخابات، لكن الهزيمة بالنسبة إليها ليست بالأمر الجديد، «فكثيرون منّا يعرفون أن محاولة المرأة تغيير الأوضاع في المجتمع، هي معركة تستمرّ طوال الحياة، وأنه لا مكان لنا كنساء للاستراحة في هذه المعركة، ولهذا تدوم طوال الحياة».

ومن جهتها تقول الكاتبة بولي تينيبي في المقال ذاته إن المرأة الأميركية بحاجة إلى خوض الصراع، والردّ بقوّة على معاداة المرأة، وموجة الرغبات الخطيرة المقيتة التي تتعرّض لها النساء في البلاد.

المقال جاء في صفحتين كاملتين، تتوسطّهما صورة كبيرة لترامب وهو يقبّل لافتة انتخابية كتب عليها «نساء من أجل ترامب».

«ستاندرد»

رأت صحيفة «ستاندرد» النمسوية ـ تعليقاً على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية ـ أنّ العالم الذي نعرفه سيصبح عالماً آخر.

وعبّرت الصحيفة في عدد الخميس الماضي عن مخاوفها من أن يتحالف ترامب مع «غيره من الزعماء المستبدين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين» وقالت: «من المفهوم من وجهة نظر الرئيس الروسي أن يعبّر لترامب في أول ردّ فعل له على فوز الأخير في الانتخابات عن أمله في التعاون الجيد مع ترامب، فالأخير سينتشله من العزلة التي ألجأه إليها الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما والأوربيون».

وخلصت الصحيفة في تعليقها إلى ضرورة أن يعيد حلف شمال الأطلسي الناتو تحديد دوره من جديد. لأن ترامب شكّك بالفعل في جدوى الحلف الدفاعي لأسباب على رأسها الناحية المالية. ما يعني بالنسبة إلى الأوروبيين أن عليهم أن يعتمدوا على أنفسهم عسكرياً أكثر من ذي قبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى