خوري لـ «سي.أن.أن»: سنواجه بعد سنوات تنظيمات أخطر من «داعش»

حذر الكاتب والباحث السياسي رامي خوري، مدير «معهد عصام فارس» للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت من «ظهور تنظيمات قد تكون أخطر من داعش خلال سنوات بحال استمرت السياسة غير السليمة بمعالجة جذور التطرف».

ورداً على سؤال حول موقف الرأي العام في الشرق الأوسط من خطاب الرئيس أوباما ردّ خوري بالقول: «ليس هناك من إجابة واضحة حول الأسئلة عن نجاح الخطاب من عدمه، لأنّ الأمر معقّد، فهناك اهتمام عربي بالتصدي للمتطرفين، ولكن هناك قلقاً أيضاً من الغزو الأجنبي»، لافتاً إلى «أنّ الدعم الغربي لأنظمة مستبدّة كانت السبب في السماح بظهور هذه التنظيمات المتشدّدة».

وتابع: «القوة العسكرية الغربية، المدعومة بالطغاة العرب، هي التي ولّدت تلك الحركات بسبب سياستها الفاشلة سياسياً واجتماعياً، القاعدة وداعش وسائر التنظيمات المتشددة خرجت من رحم السجون والقمع في الدول العربية».

وعن قدرة واشنطن على جمع الدول المختلفة سياسياً في هذا التحالف لمواجهة داعش ردّ خوري قائلاً: «معظم الناس في المنطقة يعارضون داعش وما يمثله، ولكنهم أيضاً يعارضون التدخل العسكري الأميركي في المنطقة لأنهم يرون ما فعله بأفغانستان والعراق واليمن».

وانتقد خوري إشارة أوباما إلى ما اعتبرها «تجارب ناجحة» في الصومال واليمن قائلا: «عندما يقوم أوباما باعتبار اليمن والصومال نماذج لعمله فالناس في المنطقة سيهرعون للاختباء تحت الأسرّة، لأنها تجارب غير مبشّرة، القلق هو أنّ تلك الطرق بمواجهة داعش مفيدة على المدى القصير، ولكنها على الأمد البعيد مسؤولة عن توليد تلك الحركات».

ورفض خوري الشق الديني في خطاب أوباما، قائلا: «لا معنى للتحدث عن الإسلام الأصيل الحقيقي، فالحركات المتشددة مرفوضة بالفعل من سكان المنطقة، والتحدث إلى الناس عن الدين في الوقت الذي أدى التدخل العسكري في اليمن والعراق وأفغانستان وليبيا إلى تولد تلك الحركات هو دليل على السياسة التبسيطية للغرب».

وحذر خوري من تداعيات السير باتجاه خاطئ في مواجهة داعش قائلا: «الناس تركز اليوم على معالجة الأعراض وليس أسباب ظهور المشكلة، وإذا استمرّ ذلك فسنواجه تنظيمات أخطر بكثير من داعش بعد خمس أو عشر سنوات، ومن سيدفع الثمن هم سكان المنطقة، ويمكن للأميركيين ترك المنطقة على متن طائراتهم والرحيل عندما يرغبون، ولكنهم سيتركون لنا ما نعيش فيه الآن في العراق ودول أخرى».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى