التأسيس.. وقفة عزّ لحياة الأمة

أياد موصللي

يوم أسّس سعاده الحزب السوري القومي الاجتماعي في 16 تشرين الثاني 1932… مستمدّاً عقيدته من التاريخ الجليّ لهذه الأمة وما أعطته للبشريّة والإنسانيّة من أُسُس حضاريّة، كان يتوقّع ما ستتعرّض له هذه القضيّة وهذه النهضة وما سوف يُطلب منها تقديمه لاستمرارها وانتصارها… كان يعرف أنّ طريقها طويلة وشاقّة ولا يثبت عليها إلّا الأحياء وطالبو الحياة، أمّا الأموات فيسقطون على جوانب الطريق. كثيرون سقطوا وكثيرون ساروا على الطريق وراءه بثبات… يوم وقف سعاده وقفة العزّ كان مؤمناً بأنّه يعطي للأمّة ما اختزنته عنده، قدّم الدماء وأعاد الأمانة… إنّ الدماء التي تجري في عروقنا هي وديعة الأمّة متى طلبتها وجدتها. لقد سمع رفقاؤنا الأمّة تنادي فساروا قوافل وراء سعاده، وسجّل التاريخ الأسماء الخالدة التي تربّت ونمت وأخذت من هذه العقيدة روح الإباء وثبات الموقف وسخاء العطاء حتى الدماء. هذه التربية التي نشأ في كنفها هذا الجيل الجديد في هذه الأمّة الجبارة، هو الرجاء وهو الأمل لأمّة أبت أن يكون قبر التاريخ مكاناً لها، النبت الصالح ينمو بالعناية أمّا الشوك فبالإهمال.

لقد أثبت سعاده أنّه تمرّ على الأمم الحيّة أزمنة مليئة بالصعاب، فلا يكون لها خلاص منها إلّا بالبطولة المؤيّدة بصحّة العقيدة… تسقط أجسادنا أمّا حقيقتنا فقد فرضت نفسها على هذا الوجود… لولا بطولة الزعيم وسخاء عطائه، ومثله كان عطاء رفقائه لما كان اليوم هنالك عقيدة وحزب بالتجسيد الحقيقيّ والحيّ لما آمن ونادى به سعاده، وكان أميناً على ما نادى به، لقد التزم بمواقف وأهداف، وأيقن أنّ هذا الالتزام قد يكلّفه حياته، وما هي حياته أمام قضيّة جعلها صنو وجوده! لم يخفْ من الموت.. لم يتغيّر ولم يتبدّل، ظلّ قويّاً متمالكاً حتى إنّ البحصة تحت ركبته آلمته فطلب إزالتها، ولم يجعله الموت ينسى ما أحدثته له من ألم… وقف أمام الموت متحدّياً، لم يخف ولم يتراجع… وقفته هذه فتحت الطريق لرفقائه كي يعبروا، فعبروا وعبّروا…

عندما نسأل أنطون سعاده ماذا فعلت، وعندما كتب المؤرّخون والباحثون… كتبوا عن فكر وتنظيم أوجده سعاده وأعطى به للأمّة والأرض هويّتهما، وحدّد خط سير هذه الأمة بما يؤدّي لاستعادتها كامل كيانها وشخصيّتها..

سعاده وما فعله لم يقتصر على ما كتب من أبحاث، الحديث عمّا فعله سعاده، نبحثه في الفرد والجماعة، في الإنسان القومي الاجتماعي، في نبت نما في حِمى فكر وخُلُق ومناقبيّة جعلت منه إنساناً جديداً.

لقد جسّد تلامذته كلّ تعاليمه وأقواله تجسيداً إيمانيّاً حيّاً، فإذا بهذه النهضة تثبت أنّ الحياة في العطاء حيث يتغذّى البقاء من دماء الشهداء الذين هم الفداء لحياة الأمة. نموت لنحيا، هذا هو الدستور القوميّ الاجتماعيّ، والبقاء للأمّة… إنّ ما قام به سعاده قبل تسليمه إلى قَتَلَته يعطي الصورة الواضحة عن عمق إيمانه بهذه الأمّة وعظمة المبادئ التي وضعها: «إنّ مصير الأمّة مربوط بخفقات قلوبكم ودوران دمائكم ومتانة أخلاقكم، إنّها تنتظر سيركم الظافر»… وأثبت بالفعل: «نحن نصارع دائماً في سبيل غايتنا، وكلّما تراكمت علينا الصِّعاب تجدّدت قوانا وسحقت ما اعترضنا من صعاب»… «ماذا يعني وجودي؟ ماذا تعني حياتي غيركم أنتم أيّها القوميّون الاجتماعيون! غير عزّ هذه الأمّة وكرامتها ومجدها…

هكذا قال وعمل سعاده، وأثبت القوميّون بتنوّع انتماءاتهم الروحيّة والجهويّة أنّه يمكن لهذه الأمة أن تتوحّد وتُغني التاريخ… استشهاد سعاده في تلك البطولة وثبات حفنة من المؤمنين كتبت الحياة الأبديّة المستمرّة لهذه العقيدة ولهذه المدرسة، وصار ذلك التاريخ قدوة لجميع المؤمنين…

إنّ ارتكاب الأخطاء، وحدوث الانحرافات، وركوب موجة الاستغلال والانتهاز في بعض المراحل والمواقف هي حالات لا تفسد جوهر العقيدة، لأنّ تلك الأعمال تبقى أعمالاً ذاتيّة فرديّة تنبذها النهضة. وقفنا في ثبات لم يسجّل التاريخ مثيلاً له، إنّ وقفتنا هذه وقفة سعاده ووقفة الصدر عساف كرم في ساحة سحمر إبّان احتدام المعركة واختياره الموت ليحيا. العقيدة التي جمعت هؤلاء الذين قدّموا دماءهم لأمّتهم مؤمنين، هي تأكيد أنّ الدماء التي تجري في عروقهم هي وديعة الأمّة فيهم متى طلبتها وجدتها، وقد طلبتها وأعادوها لها…

هذا الجيش الصغير، غيّر تاريخ هذه الأمّة وأثبت أنّه في الوحدة القوميّة تضمحلّ العصبيّات المتنافرة وتنشأ الوحدة القوميّة التي تتكفّل بإنهاض الأمّة.

المدرسة القوميّة الاجتماعيّة

في المدرسة القوميّة الاجتماعيّة هنالك أصحاب رسالة تغيير وتكوين جديد… أداؤهم جزء من إيمانهم بأنّهم يمثّلون الانتصارات الكبرى لأمّة أبت أن يكون قبر التاريخ مكاناً لها في الحياة… إيمانهم الجديد بالحياة الجديدة دفعهم لتقديم النفس والنفيس في معركة الحياة الكبرى…

سعاده، ماذا فعلت؟ أيّ جيل رائع لهذه الأمّة كوّنت فأعطيت جيلاً إيمانه بالحياة هي قدرته على العطاء، وإنّ الحياة وقفة عزّ فقط… علّمتنا أنّنا قوم لا نلين للبغاة الطامعين، أرضنا فيها معين للأباة الميامين… كيف اجتمع كلّ هذا النسيج المتناقض المتنافر المتباعد المتناحر عند الآخرين، وكوّن في المفهوم القوميّ الوحدة القوميّة الاجتماعيّة الصحيحة التي تتكفّل بإنهاض الأمّة! من يصدّق أنّ قواويش السجون، وكلّ منها تضمّ العشرات من السُّجناء القوميّين يقضون أحكاماً بالسجن لسنوات، يعيشون حياة عائلية متجذّرة في نفوسهم لأنّها وليدة تربية فكريّة رسمت أمامهم طريق الوطن وطريق السماء. طريق الوطن هو طريق الحياة، وطريق الحياة واحد لا يسلكه إلّا الأحياء وطالبو الحياة، ونحن منهم… طريق السماء مسالكه عديدة وكثيرة، ولكلّ إنسان في المجتمع الحق في الاختيار وسلوك درب السماء بحريّة وقناعة. نحن لا نقتتل على السماء، لأنّ اقتتالنا على السّماء يفقدنا الأرض، ومن لا أرض له لا وطن يرتكز عليه وجوده ولا سماء له يتوجّه إليها… من هنا كان هذا المتّحد المتجانس المتماسك… في السجون، وكما في الحياة، وعلى مرّ السنين، كانت حياتهم هي نفس حياتهم في الخارج، ولا يفرّق بين هذه وتلك إلّا حريّة الحركة والأداء… متحابّون منظّمون ثابتو العقيدة والإيمان..

استشهاد سعاده حقيقة تقبّلناها وتحمّلناها بشجاعة، ولكن هل هي عمليّة تنحصر في الموقف البطوليّ ونكران الذات؟ استشهاد سعاده هو في حدّ ذاته شهادة الميلاد والاستمراريّة لحياة الحزب وعقيدته ومبادئه، ولصمود أبنائه ورسوخ قواعده… موت الرُّسل يختلف عن موت الدُّعاة، فكثير من أصحاب الدعوات يذهبون وتذهب دعواتهم معهم… ما أشدّ اعتزازي بكم وما أروع النصر الذي أسير بكم إليه…

كانت المسألة الحقيقيّة التي تستحوذ اهتمامه هي النهضة، فالنهضة وحدها هي الضمانة لحياة الزعيم والأمّة وكرامتها، كان يؤمن أنّ أقدس واجباته هي المحافظة على ثبات القيادة، لحماية القضيّة وتحقيق مقوّمات الصمود في ثبات البطولة. الزعيم كان في استشهاده قدوة في تجسيد حقيقة الزعامة ودورها وفعلها في الحاضر والمستقبل، هو فعل إيمان بما كان يردّده باستمرار، كفعل إيمان بمناقب الزعامة وسلوك الزعيم. كبرت به القيادة والقضيّة، وكثيرون يسعون للقيادة والصدارة… فيبقون صغاراً لأنّ القضيّة أكبر منهم… وهو الذي قال قُبيل استشهاده:

أنا أموت، أنا لا يهمّني كيف أموت، بل من أجل ماذا أموت، لا أعدّ السنين التي عشتها، بل الأعمال التي نفّذتها. هذه الليلة سيعدمونني، أمّا أبناء عقيدتي فسينتصرون، وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي، كلّنا نموت، ولكن قليلين منّا من يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة، يا خجل هذه الليلة من التاريخ، من أحفادنا، من مغتربينا، ومن الأجانب. يبدو أنّ الاستقلال الذي سقيناه بدمائنا يوم غرسناه، يستسقي مجدّداً عطاءنا».

لقد أعطى سعاده الصورة الحقيقيّة لما آمن به ونادى رفقاءه للإيمان به، لذلك آمن به الناس وأحبّوه وأحبّوا كلّ من أحبّه وانتمى إليه من أفراد عائلته إلى أعضاء حزبه، وبرهن المواطنون والقوميّون عن هذا الحبّ في الكثير من المواقف…

دخل القوميّون السجون واستشهد الكثير منهم بعد أن حُكموا بالإعدام.. سنوات من عمرهم قضوها سجناء، ولدى خروجهم من السجون سارعوا للالتحاق بمدرسة الحياة يتابعون العطاء والجدّ والسّعي من أجل نيل وسام التخرّج شهداء للنهضة…

فعل الإيمان وإرادة الحياة…

هنا تبرز عظمة هذه المدرسة وهذه الرسالة وهذا الإيمان وهذه العقيدة التي ولدت هذه البطولة… فإذا نظرنا إلى هذه المجموعة التي انحشرت في قاووش سجن الرمل في بيروت… تجمّعت من شتّى المناطق من كلّ الفئات والأعراق والطوائف والمذاهب والمراتب الاجتماعية وتنوّع المهن والمستويات العلميّة، تنتدب لأداء مهمّة إيمانيّة تفشل بفعل عمل خيانيّ جاء من حليف زائف تقع في قبضة خصمها… الذي يعاديها ويريد سفك دمائها، هي في تنظيم حزبيّ حُلّ ولوحق وسُجن أعضاؤه وقُتل زعيمه فماذا بقي؟ وإلى أين؟ سؤال، في موقف كهذا جوابه قلق على المصير وخوف على الذات وتبعثر للمقدرات والقرارات بما ينتج عنه من انهيار وسقوط… هذا هو الناتج الحتميّ لأيّ موقف مماثل… وماذا بعد…؟ فهل هذا ما حصل عند القوميّين؟ في تلك اللحظة واللحظات التي تبعتها، نقول إنّ ثبات العقيدة في حزبنا واستمرار الحزب في طريق الحياة بدأت منذ استشهاد سعاده وموقف تلامذته في النكبة. تلك الوقفة التي أثبتت أنّنا ننتمي لأمّة أبت أن يكون قبر التاريخ مكاناً لها في الحياة… كانت تلك اللحظة وقفة العزّ في حياة الحزب والأمّة، معان وأفعال مورست وطُبّقت ذاتياً وتلقائيّاً بفعل إيمان فاعل متولِّد من إرادة الحياة التي غرستها العقيدة وتعاليم سعاده في نفوسنا، والتي أثبتت الأحداث المتتالية صحّتها وفعاليتها. وإنّني أجزم أنّ تلك الوقفة وذلك الثبات من أهمّ دعائم صمود الحزب واستمرار زخمه، لأنّها كانت التجربة الأولى والامتحان الفعليّ والحقيقيّ لكلّ الأقوال والنظريّات والطروحات التي كان الزعيم يقولها وينادي من أجلها أبناء الأمّة… فهل تصمد هذه المؤسسة، وهل حقيقيّ ما قاله؟ «ليس عاراً أن نُنكب، ولكن العار أن تحوّلنا النكبات من رجال أقوياء إلى رجال ضعفاء»… في تلك اللحظات، وفي جميع المراحل التي مرّت، لم نشعر، ولا أيّ فرد منّا، بالوهن أو الفشل أو الضعف أو التخاذل، وأثبتت العقيدة في أول تجربة معمّدة بالدم صدق فعلها وثبات الإيمان في نفوس المؤمنين، العقيدة انتصرت وحقّق سعاده ما رآه مُسبقاً عندما قال: ما أشدّ اعتزازي بكم، وما أروع الانتصار الذي أسير بكم إليه. وهل هنالك انتصار أفعل وأقوى وأهمّ من الانتصار على الذات، والثبات على القوة الفاعلة فينا وترجمتها حيّة أمام التعذيب والترهيب والقتل؟ إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت مجرى التاريخ… وها هي القوة قد فعلت، فأفشلت كلّ المؤامرات والمحاولات الرامية إلى وأد هذا الوليد الرضيع بإبعاده عن ثدي أمه، ولكنّه شرب حليبه من هوائها وعنفوانها وعزّتها ومناعتها.

فعندما أقف الآن لأسجّل تلك المرحلة الخطيرة الدقيقة من عام 1949 لمن لم يعايشها ويريد أن يعايشها في لحظاتها تلك، لن يتوقّع مهما كانت معلوماته وتقديراته أن يسجّل أولئك الرفقاء ما سجّلوه من مواقف في تلك الفترة الضبابيّة القائمة الحرجة. إنّ من يُلِمّ بتكوين هذه المجموعة ثقافياً واجتماعياً ومعيشيّاً، لا يتصوّر أبداً أن يعطي هؤلاء ما أعطوه وبمثل هذا السخاء في العطاء وهم ينظرون إلى أفق أسود مسدود، ومستقبل قاتم، حزب مشرّد، قادة مبعثرون، زعيم اغتيل، أصدقاء ورفقاء سُجَناء ملاحقون أو مقتولون، ماذا بعد وماذا يفعلون وهم من هذه الشريحة من الأمّة مسحوقة في مجتمعها، مُدانة بقوانينه، خبزهم كفاف يومهم، ماذا يفعلون، وماذا كان فعل غيرهم سوى التوسّل والصراخ والرّكوع معلنين التوبة طالبين الصفح والغفران لتفتح لهم الأبواب ويعودوا إلى تقبيل الأيادي والبحث عن مورد الرزق الذي قطع؟ ماذا ينتظرون، وماذا تنتظر عائلاتهم وأولادهم غير الشفقة وكرم المحسنين…

أيّ معجزة وأيّ أعجوبة؟

سعاده: أيّة معجزة صنعت، وأيّة أعجوبة في هذه الأمة أحدثت؟

لا… هؤلاء غير هذا النسيج. هؤلاء من جيل جديد نما ونبت بالعناية، أما قال سعاده: «النبت الصالح ينمو بالعناية أمّا الشوك فبالإهمال»؟.

اليوم، وأنا أكتب وأسجّل تفاصيل تلك الفترة، أي بعد 67 سنة، تنتصب أمامي تلك اللحظات، وأستعيد ما أحسسنا به من لواعج وتفاعلات وما مرّ علينا، وبدون زيادة أو نقصان أقول: كان في نفوسنا حزن، كان في أرواحنا أسى، كانت انفعالاتنا كثيرة متنوّعة، عرفنا مصير زعيمنا أمّا مصيرنا؟ فسؤال لم نطرحه على أنفسنا، لا أنا ولا سواي، كلّ اهتمامنا الزعيم، الحزب…

كلّ هذه الصور مرّت بخاطري وأنا استعرض ما سمعته وتكوّن لديّ عن المراحل الأخيرة لمسيرة سعاده… وفكّرت كيف سنقف، وكيف سيكون تصرّفنا، وكيف سنُثبت للعالم قوّتنا… إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت مجرى التاريخ… نعم غيّرت هذه القوة وحقّق سعاده الانتصار العظيم وأخذنا إليه… استشهاد سعاده ليس مفاجئاً لمن عاصروا فكره وسبروا غوره، وخصوصاً أولئك الذين وقفوا معه في لحظاته الأخيرة. يوم أسّس سعاده الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، أراده أن يكون مدرسة الحياة الجديدة وصورة هذه الحياة في كلّ مفاهيمها الحيّة النابعة من تاريخ هذه الأمة..

لقد نادى سعاده أبناء هذه الأمّة ليكونوا نواه القوّة التي ستعيد تاريخها المجيد وتُعيد لها حقيقتها، ولبّت نداءه مجموعات من هذه الأمّة بكلّ تكاوينها: لبنانيّون، شاميّون، فلسطينيّون، من دمشق، حلب، حمص، منبج، قطنا، معرة النعمان، درعا، فلسطين، الأردن، بيروت، برج البراجنة، مشغرة، جديدة المتن، عبيه، الشوف، البقاع الغربي، القرعون، مجدل بلهيص، بعلبك الهرمل، عيناب، راشيا الوادي، كسروان، بحمدون، دير القمر، عين عنوب، المتين، ضهور الشوير، بيت مري، جل الديب، الغبيري، الشياح، طرابلس، الكورة، عكار، البترون، جبيل، مسيحيّون، دروز، شيعة، سنة، علويّون، أكراد، أرمن، شركس، أبناء عائلات إقطاعيّة، الغالبيّة، عمال عاديّون… هذا النسيج المكوّن لهذه الشريحة من أبناء الأمّة تنادوا ولبّوا نداء قضيّة تساوت مع وجودهم، وهبّوا لنصرتها لا يفرّقهم دين أو مذهب أو عرق أو عائلة أو مرتبة اجتماعيّة…

تنوّعوا في التوصيف وتوحّدوا في التصنيف. هم هم، قوميّون اجتماعيّون إيمانهم واحد وطريقهم واحد، ليس لهم من عدوّ يقاتلهم في دينهم ووطنهم إلّا اليهود…

ملاحظة:

هي فعل قدر… أم حسن حظ… أم تاريخ لا ينسى…؟ وُلدت في 16-11-1932. وانتميت إلى الحزب في 16-11-1948.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى