الحزب السوري القومي الإجتماعي السبيل لإنهاء التقسيم في الأمة

د. بسام قنديل

شكّل تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي بداية تحوّل في تاريخ الأمة السوريّة، هذا التحوّل بدأ في تغيير الأفكار التي كانت سائدة قبل ذلك من نعرات طائفيّة وسياسيّة وعدم معرفة من نحن ولمن نتبع.

إنّ الحروب الداخليّة والخارجيّة التي مزّقت الأمّة كانت على أيّ حال صراعاً على السلطة والتحكّم بإمكانيّات الأمّة، وكانت نزاعاً بين القبائل الموجودة والآخذة في التكوّن أو التي تكوّنت.

جاء تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ليُنقذ سورية من النعرات الطائفيّة والدمويّة والانشقاق والفساد، ويدعو إلى المصلحة القوميّة العامّة، وانّ الأمّة السوريّة هي أمة تامّة لها حق السيادة المطلقة على نفسها ووطنها. وانّ القضيّة السوريّة هي قضيّة قائمة بنفسها مستقلة كلّ الاستقلال عن أيّ قضيّة أخرى.

وما نراه ونعاصره في هذه السنوات هو، مع الأسف الشديد، حروب مفتعلة في أمّتنا ظهّرت ودعمت المذاهب الطائفيّة في سورية بين نزعة محمديّة ونزعة مسيحيّة، وكذلك تمّ العمل على تقسيم النزعة المحمديّة إلى نزعات ومذاهب عدّة، وهذا ما أدّى إلى تمزيق وحدة الأمّة وتشتيت شملها.

إنّ هذا ما يريده أعداء الأمّة السورية، ومع الأسف بعض السوريّين المرتبطين بالأدوات الخارجية والمال الخارجي الذي تفوح منه رائحة النفط الكريهة.

لقد أتى تأسيس الحركة السوريّة القوميّة الاجتماعيّة لينقذ الأمة من براثن هذه الأمراض الطائفيّة والمذهبيّة التي من شأنها إهمال المصلحة القوميّة والانصراف إلى الانشقاق والفساد والتخاذل.

أتى التأسيس ليثبت للسوريّين أنّهم أتباع لمبدأ الوحدة السوريّة القوميّة الاجتماعيّة، وهم متساوون في الحقوق والواجبات المدنيّة والسياسيّة والاجتماعيّة من دون تمييز بين أيّ فارق دموي أو سلالي أو ديني.

إنّ السوري إذا كان متحدّراً من أصل فينيقيّ كنعانيّ أو عربيّ أو صليبيّ أو خلاف ذلك، لا يعود يهمّه سوى مسألة متّحده الاجتماعي الذي تجري ضمنه جميع شؤون حياته، والذي على مصيره يتوقّف مصير عائلته وذريّته ومثله العليا.

هذا هو الوجدان القومي الصحيح إنّ كلّ الديانات والسلالات التي مرّت على الأمة السورية على امتداد التاريخ من العناصر التي كوّنت المزاج السوريّ والطابع السوريّ النفسيّ والعقليّ. ويجب أن نخرج من هذه الأقاويل وهذا الجدل العقيم، لنقول إنّ السوريّين كلّهم على مذهب واحد هو القوميّة الاجتماعيّة المبنيّة على تمازج الشعب السوريّ على مرّ العصور.

إذا اتّبعنا هذه المبادئ لتخلّصنا من المصائب التي حلّت بالأمّة السوريّة. لذلك، يجب إزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب، ويجب أن نقف وقفة واحدة ونخرج من كوننا خليطاً متنافراً وتكتّلات متنافرة. يجب تحطيم الحواجز المذكورة لجعل الوحدة القوميّة حقيقة لا غبار عليها، ولإقامة النظام القوميّ الاجتماعيّ الذي يعطي للأمّة السوريّة الصحّة والقوة والمناعة.

منفذ عام ألمانيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى