حوار الذاكرة

الحلقة الأولى…

ـ عِم صباحاً يا أنت

ـ عمت شاماً وسلاماً يا أخي

ـ يقولون أنّ هنالك جائزة فوق «عالمية» تصدر بِاسم الشام والسلام، ما هي؟

ـ أخي… بلى بلى إنها جائزة الخلود!

ـ الله، وكيف؟

ـ أخي، إن من يحظى بها يبقى في الجوار والذاكرة: جوار ربه، ثمّ في ذاكرة التاريخ!

ـ ومن يحظى بها؟

ـ أخي، إنّ من يحظى بها اثنان لا ثالث لهما: الأول، ذلك الشهيد الذي قدّم جسده وروحه دفاعاً عن بيته ووطنه ووحدة الإنسان. والثاني، ذلك الذي راح يرفض جائزة «نوبل» المشبوهة، تلك التي صارت تُمنح حتى لأعداء شعوبهم من مسبقي الصنع، ومنهم الذين هربوا من الوطن والإنسانية، أو قل الذين هرب الوطن منهم وعاد إلى جغرافيته قبل أن يجروا عليه عملية تنفيط أو تدوير.

ـ عم صباحاً ثانياً يا أنت، وهل لي أن أسألك سؤالاً آخر؟

ـ اسأل ما بدا لك يا أخي.

ـ ويقولون إن هنالك كمّيات بشرية تنتج قصائد مسحوبة الدسم، وذلك لتكون خفيفة على قلب لم يعد يتّسع لأيّ حمل ذي وزن.

ـ أخي، لم أفهم ذلك!

ـ يبدو يا أخي أنك استسهلت هذا النوع من الشعر كالآخرين، فصرت ممّن يهتمّون بمصير الشعر، على كل حال إن الشعر مسحوب الدسم كقولك قصائد مسحوبة الشعر، بل هي ذلك النثر الأدبي الحديث!

ـ إذاً لماذا يخجلون أن يسمّوا ذلك النوع من الشعر أدب النثر الحديث؟ وهو أدب متميّز!

ـ أخي لست أنا ممّن يتّهمهم بأنهم كآخرين، صدى للصوت الذي يهدر في جيوبهم وأقلامهم! بل إن الذين أعرفهم هم وطنيون ومثقّفون، إنما على غرار من قال «إنّا وجدنا الإعلام الناقد، ومنذ مجلة شعر يسوقنا إلى ذلك سوقاً». إذا فنحن نتّهم ذلك الإعلام الناقد المشبوه ولا نتّهمهم!

ـ دمت يا أخي ودام الوطن ودام الفكر والشعر، وطوبى لشعب الشهداء.

د. سحر أحمد علي الحارة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى