ديب: الإصلاح وبناء الدولة المدنية لا يكونان من دون القوى المدنية وفي مقدّمها حزبنا البعريني: معاً في التزام خيار المقاومة ضدّ العدوّ الصهيوني من أجل تحرير أرضنا يوسف: احتفالنا هنا حيث سقط شهداؤنا غدراً تأكيدٌ على أننا أوفياء لدمائهم
أقامت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل استقبال لمناسبة عيد تأسيس الحزب، وذلك في قاعة محاضرات مكتب المنفذية في مدينة حلبا، رعاه رئيس الحزب الوزير السابق علي قانصو ممثلاً بناموس المجلس الأعلى جورج ديب، وكان في استقبال المهنئين إلى جانب عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس، عضو المجلس الأعلى عصام بيطار، منفذ عام عكار ساسين يوسف وأعضاء هيئة المنفذية.
وحضر مهنئاً كل من النواب السابقين: رئيس «التجمّع الشعبي العكاري» النائب السابق وجيه البعريني، جمال اسماعيل، وطلال المرعبي، المونسنيور الياس جرجس ممثلاً المطران جورج أبو جودة، الأب نايف اسطفان ممثلاً المطران باسيليوس منصور، رئيس «المركز الوطني في الشمال» كمال الخير، رئيس هيئة «التيار الوطني الحرّ» في عكار طوني عاصي على رأس وفد، أمين فرع حزب البعث في عكار موسى طعمة على رأس وفد، الشيخ عبد السلام الحراش، رئيس لجنة الأسير يحيى سكاف جمال سكاف. إضافةً إلى ممثلين ووفود من حركة الجهاد الاسلامي، حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة، جبهة النضال الوطني الفلسطيني، ومنظّمة الصاعقة.
كما حضر مهنئاً رئيس اتحاد بلديات الجومة فادي بربر على رأس وفد من الاتحاد، رئس اتحاد بلديات الشفت أنطون عبود على رأس وفد من الاتحاد، رئيس اتحاد بلديات نهر أسطوان عمر الحايك على رأس وفد من الاتحاد، ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية، رؤساء روابط اختيارية ومخاتير، رئيس رابطة العائلات الاجتماعية في البيرة محمد وهبي، شخصيات وفاعليات ووفود تربوية وثقافية واجتماعية وشعبية، إضافةً إلى مسؤولي الوحدات الحزبية وجمع من القوميين والمواطنين.
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الحزب، فدقيقة صمت تحية إلى الشهداء، ثمّ ألقى ناظر الإذاعة خالد العتري كلمة تناول فيها معاني التأسيس.
البعريني
وألقى النائب السابق وجيه البعريني كلمة قال فيها: حضرنا لنبارك للأصدقاء في الحزب السوري القومي الإجتماعي في عيد الانطلاقة والتأسيس، وبالنسبة إلينا كان ظهور الحزب في الحياة السياسية ظهوراً لحركة نضالية بيننا وبينه جوامع مشتركة على الصعيدين الوطني والقومي، لجهة التزام خيار المقاومة ضدّ العدو الصهيوني من أجل تحرير أرضنا. وقد تعاونّا في مراحل عدّة لما فيه الخير العام لبلدنا ومنطقتنا.
وأكد البعريني على أهمية التعاون مع القوى الوطنية، وبذل الجهود في سبيل الأهداف المشتركة، وتحقيق الحرّية والعدالة وترسيخ المواطَنة والوحدة الوطنية في مواجهة التعصّب والطائفية وقوى الإرهاب والتطرّف وسائر القوى الطامعة ببلادنا.
يوسف
بعدئذٍ، ألقى منفذ عام عكار في الحزب ساسين يوسف كلمة بدأها بقول سعاده: «إن تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي لم يكن نتيجة حدث سياسيّ طارئ، بل هو فكرة بعث الحياة والروح لهذه الأمة العظيمة واستنهاضها من غفوتها، والارتقاء بها إلى المكان اللائق بها تحت الشمس».
وتابع قائلاً: اليوم نجتمع لنؤكد مجدّداً أنّ حزبنا ماضٍ في تحقيق أهدافه في وحدة الأمة السورية ومقاومته أيّ احتلال أو استعمار أو إرهاب، والسير نحو الغاية الكبرى، المتمثلة في بعث نهضة الأمّة، وتحطيم قيود الجهل والتبعية.
أربع وثمانون سنة مرّت من عمر النضال، وما زال حزبنا سدّاً منيعاً في وجه سياسات التقسيم والتفتيت، وما يخطّط من رسم خرائط جديدة للمنطقة تحت مسمّيات مختلفة.
ورأى يوسف أن الصراع الذي يمارسه القوميون الاجتماعيون إلى جانب القوى القومية والوطنية من أجل تثبيت حقنا في الوجود، وعلى كامل أرضنا القومية والمعمّدة بدماء الشهداء الأبطال، سيزهر عزّاً و فخاراً وكرامة لأمّة جذورها راسخة في التاريخ، لن تقوى عليها قوى الظلام والتخلّف والرجعية.
وقال: في عيد التأسيس، لن نرضى إلا أن تكون حركتنا ثابتة في مسيرتها على نهج عقيدتنا وفكرة المؤسّس الزعيم أنطون سعاده، بعيدة كلّ البعد عن المزاجية في الممارسة والأداء.
وأضاف: نحيّي تضحيات جميع أبناء هذا الحزب وتاريخهم النضالي، متطلّعين معهم إلى إعادة الدور الفاعل والتاريخي لحزبنا في عكار، ولن نتخلّى عن الوقوف إلى جانب أهلنا الذين نتشارك معهم كلّ الهموم والمطالب والحرمان، وسنبقى نرفع الصوت من أجل حصول عكار على كامل حقوقها، وصون كرامتها وعزّة أبنائها. لقد مرّت على عكار مِحن كثيرة، لكنها في كلّ مرّة كانت تقوى على الجراح، وتنتصر على القهر، وتستعيد شموخها وعنفوانها.
وتابع: هي عكار العائلة الوطنية الواحدة التي لم تتمكن القوى الطائفية من دقّ إسفين التفرقة بين أبنائها، هي عكار التي تلبّي النداء كلّما تعرّض الكيان للخطر، فتقدّم خيرة شبابها فداءً وذوداً عن الوطن، ومن أوائل شهدائنا الرفيق الشهيد عقل دياب ورفقائه مروراً بالاستشهاديَين علي غازي طالب وفدوى غانم، وكوكبة من الشهداء، والأسير في سجون الاحتلال الغاصب الرفيق يحيى سكاف، وأخيراً إلى شهداء مجزرة الغدر في حلبا، الشهيد أحمد نعوس ورفقائه الشهداء الأبطال، ونحن أوفياء على الدوام لعكار، فكلّما احتاجتنا وجدتنا، فهي الملاذ للجميع ولن يستطيع أحد أن يختزلها ولن يقوى أحد على ابتلاعها.
هي عكار الشاهدة على عشق القوميين الاجتماعيين لترابها وقممها، لن يتمكّن أحد من انتزاعها من قلوبهم، ولن يقدروا على انتزاع الحزب من وجدان العكاريين وقلوبهم.
وأكد يوسف أننا أردنا أن نقيم حفل الاستقبال في عيد تأسيس الحزب في مكتب المنفذية في عكار، وعلى أرض ارتوت بدماء شهدائنا، الذين قضوا غدراً في مجزرة يندى لها جبين الإنسانية وهم عزّل، في أبشع صورة من صوَر الحقد والهمجية، لنعلن أننا سنبقى أوفياء لدمائهم الزكية، فلن ننسى ولن نسامح، وستظلّ ذكراهم حيّة في نفوسنا.
وأيضاً، ولنعلن انطلاقة جديدة للعمل الحزبي في عكار عنوانها العطاء والفداء والالتزام بقضايا الناس والحفاظ على المؤسّسات. فليكن عيد التأسيس دافعاً لنا جميعاً، لتجديد العهد من أجل استعادة المعاني الحقيقية لحزبنا العظيم.
ولتزامن المناسبة مع ذكرى الاستقلال، حيّا المنفذ العام يوسف شهداء الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية الأبطال الرابضين على الحدود الذين يشكّلون الضمانة لأمن البلد. وخصّ منهم أبناء عكار الذين يشكّلون جزءاً كبيراً من هذه المؤسّسة.
ديب
وختاماً، ألقى ممثل رئيس الحزب، ناموس المجلس الأعلى جورج ديب كلمة نقل في مستهلّها تحية قيادة الحزب، مؤكّداً أن تأسيس الحزب أتى ليعيد إلى الأمة كرامتها بالخروج من تحت نير الاحتلال والاستعمار، وبعث نهضة الأمة وتحطيم قيود الجهل والتبعية.
وقال: أن الأمة اليوم بكافة كياناتها في لبنان والشام و فلسطين والعراق والأردن تتعرّض لأشرس هجمة تآمرية خدمة للكيان الصهيونّي الذي يسعى بالعدوان والاحتلال إلى التوسّع في أرضنا تحقيقاً لمقولته «أرضكِ يا إسرائيل من الفرات إلى النيل»، من خلال تقسيم المقسّم وتفتيت المفتّت. لذلك لا نرى سبيلاً لردع هذه الهجمة إلا من خلال خيار الصراع والمقاومة، ومن خلال ترسيخ دعائم الوحدة القومية، عبر الشروع بخطوات جدّية وفاعلة تبدأ بتحقيق مجلس تعاون مشرقيّ يحقّق المصالح المشتركة، ويؤسّس لوحدة مشرقية قوية وفاعلة.
وفي الشأن السياسي، أكد ديب موقف الحزب الحاسم والواضح، لجهة المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، لافتاً إلى أن اشتراك الحزب السوري القومي الاجتماعي في الحكومة ليس مطلباً وطنياً فقط، بل هو حاجة وطنية أيضاً.
وأضاف: العهد يريد أن يُحدث نقلة نوعية في عملية الإصلاح السياسي، لذلك نقول إن بناء الدولة المدنية لا يقوم من دون القوى الوطنية وفي طليعتها الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الذي شكّل نموذجاً في الوحدة والانصهار. كما ندعو إلى إقرار قانون انتخابيّ على أساس لبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبية من خارج القيد الطائفي، وهذا هو السبيل الذي يؤسّس للدولة المدنية القوية القادرة، وينهي التقسيمات والمحاصصات الطائفية والمذهبية.