سورية: ماذا لو فاز فرنسوا فيون؟

حميدي العبدالله

أسفرت الدورة الأولى للاقتراع لاختيار مرشح الحزب الجمهوري اليمين الفرنسي للرئاسة عن تقدّم مفاجئ لرئيس الحكومة السابق فرنسوا فيون.

ظاهرة صعود فيون تشبه ظاهرة صعود ترامب في الحزب الجمهوري يمين الأميركي. صحيح أنّ فيون يختلف عن ترامب بأنه جزء من الفئة الحاكمة وشغل منصب رئيس الحكومة في عهد الرئيس ساركوزي، بينما لم يكن ترامب ولا مرة جزءاً من النخبة الجمهورية الحاكمة، إلا أنّ طروحاتهما التي أدّت إلى صعودهما متشابهة.

بات واضحاً أنّ فوز فرنسوا فيون في انتخابات نيسان المقبل هو الاحتمال المرجح، لأنّ فوز ألان جوبيه في دورة يوم الأحد المقبل أمر مستبعد، أولاً، نتيجة الفارق في الدورة الأولى بينه وبين فيون. نال جوبيه 28 من الأصوات مقابل 44,2 من الأصوات لفيون، وأعلن ساركوزي الذي اعتزل السياسة بأنه سيدعم فيون، وهذا يعني أنّ غالبية الذين صوّتوا لساركوزي سوف يصوّتون الأحد المقبل لفيون وليس لجوبيه.

وإذا ما تكرّس فيون مرشحاً رسمياً للجمهوريين إلى انتخابات نيسان المقبل، وهو احتمال بات محسوماً، وليس مرجحاً وحسب، فإنه سيخوض الانتخابات في مواجهة المرشح الاشتراكي الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند. لكن شعبية هولاند تدهورت إلى مستوى غير مسبوق في تاريخ رؤساء فرنسا ووصلت إلى 4 ، ومن الصعب على الحزب الاشتراكي الفرنسي إقناعه بالتخلي عن الترشيح لولاية ثانية، ولهذا يتوقع أن يفوز فيون في الانتخابات الفرنسية المقبلة ويصبح رئيساً لفرنسا.

إذا فاز فيون، وهو الاحتمال المرجح، ماذا ستكون انعكاسات هذا الفوز على سورية؟

فيون يتبنّى مقاربة إزاء الأوضاع في سورية تختلف تماماً عن مقاربة الرئيس الفرنسي الحالي، فقد أعلن نيته الانقلاب على سياسة هولاند، بل ذهب فيون أبعد من ترامب في مقاربته إزاء سورية. ترامب قال إنّ أولويته ليست محاربة الرئيس الأسد، بل محاربة داعش، فيون قال إنه سوف يسعى إلى ضمّ حزب الله وإيران والجيش السوري والرئيس بشار الأسد والأكراد إلى تحالف دولي لمكافحة الإرهاب و«اعتبارهم شركاء شرعيين وجديين في محاربة داعش، لأنهم يقاتلون داعش، إذا ما أردنا فعلاً القضاء عليه».

ودعا فيون منذ ثلاثة أعوام إلى إعادة العلاقات مع دمشق والتنسيق معها، وفتح السفارة الفرنسية فيها.

لا شك أنّ أيّ تحوّل، مهما كانت طبيعته، في السياسة الأميركية في عهد ترامب إزاء سورية، مصحوباً بتحوّل في موقف فرنسا في حال فوز فرنسوا فيون، سيقود كلّ ذلك إلى حدوث تغيير كبير في الوضع الدولي يساعد على تسريع حلّ الأزمة القائمة في سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى