في مسار التسويات يرتفع صوت الابتزاز
ناديا شحادة
يبدو أن الرئيس الهارب أتقن الدرس وعرف أن السعودية في ايام احتضارها ومن الواجب كسرها أكثر والحصول على مغانم ومكاسب، يمكن وضعها في ميزان الوقوف معها في حرب خاسرة. إذ استعجل التسوية، ليبتز أل سعود ويذهب إلى عدن قائلا في داخله، بأن التصعيد في حرب خاسرة، ممكن، إن توقفت المملكة عن دفع أثمان القبول بالتسوية التي فرضت عليها.
فوصول الرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي، يوم السبت، إلى عدن جنوبي البلاد، قادما من العاصمة السعودية، التي يقوم فيها منذ اندلاع الحرب في 26 اذار 2015 وسط ظروف مختلفة على الصعيد الميداني والسياسي، في عملية المشاورات مع جماعة انصار الله وحلفيهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تزامن مع زيارة للمبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى العاصمة السعودية، الرياض، للقاء الجانب الحكومي من أجل استئناف مشاورات السلام .
يرى محللون أن زيارة هادي إلى عدن والإعلان عن التصعيد العسكري والإشراف على معركة تعز، يدلل على أن هادي يريد أن يعمل على المسارين العسكري والسياسي.
أي أن أي تفاوض سياسي على أساس خطة ولد الشيخ، على ما هي عليه، التي همشت دور هادي المستقبلي والتي منحت صلاحياته لنائب رئيس توافقي وجعلت سحب الأسلحة وانسحاب جماعة أنصار الله تحت إدارة حكومة توافقية، بين طرفي الصراع. وهو ما ترفضه حكومة هادي ووافقت عليه جماعة أنصار الله والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. فتوقيت الزيارة ما هو الا للهروب من الواقع، الذي يحتم عليه أن يقبل بخطة ولد الشيخ وللإيحاء بتواجد ما يسمى الشرعية على الأرض، في محاولة منه لاستعادة ثقة جمهور المرتزقة، في قدرته وفريقه على ترتيب الوضع الإداري والاقتصادي في عدن، بعد إفلاس البنك المركزي هناك.
ومن جهة أخرى، فإن توقيت الزيارة جاء في وقت حرج عسكريا، بعد الانجازات الميدانية التي حققتها جماعة أنصار الله وحلفاءها، حيث بات العدوان يحتاج إلى تحقيق أي انجاز من شأنه أن يشكل ورقة ضغط، قبيل المشاورات التي يفترض أن تنطلق مطلع الشهر المقبل وهو ما يعزز القول بأن وجود هادي في عدن، بمثابة تصعيد عسكري. وبأنه قادر على قيادة معارك تعز وباب المندب، في محاولة لرفع معنويات المرتزقة في تلك الجبهات. وذلك، بهدف استعادة القدرة على تجميع وتجنيد المزيد من المرتزقة والضغط على السعودية لمواصلة حرب خاسرة.
وبحسب المتابعة للوضع، فإن الزيارة وما يرافقها من تصعيد عسكري وسياسي، تنطلق من محاولة هادي لكسب أوراق ضغط جديدة على الرياض، لعدم القبول بوقف الحرب، الا بتحقيق أعلى المكاسب لمرتزقتها، الذين وقفوا معها في الحرب على شعبه، بدلا من خسارتهم. وللضغط على الوفد الوطني، ليتنازل عن الملاحظات التي طرحها على خطة المبعوث الاممي، في مقابل تقديم فريق الفار هادي، بأنه في موقع قوي وفاعل ومؤثر، باعتباره الطرف اليمني الأخر في معادلة الحرب والصراع، في محاولة للالتفاف على مضامين اتفاق مسقط الأخير.
اليمن يسير نحو التسويات. وجرح اليمن سيطيب وان طال. فأل سعود يحاولون غلق الملف قبل استلام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الرئاسة، لذلك، بتنا نشهد تعالي أصوات الانتهاز السياسي.