نزارباييف: عدم التنسيق بين القوى الكبرى يُعيق ضرب «داعش»
اعتبر الرئيس الكازاخستاني، نور سلطان نزارباييف، أمس، أن القوى الكبرى في العالم يمكنها أن تهزم تنظيم «الدولة الإسلامية» داعش ، إذا تمكنت من التغلب على التشتت وعدم التنسيق. في وقت سجل فيه حصول اشتباكات مع موالين للتنظيم في الصومال والفلبين واعتقالات لمشتبه بتأييدهم له في اسبانيا وافغانستان وإجراءات احترازية في بريطانيا.
وقال نزارباييف لقناة «روسيا 24»: المنطقة المحتلة من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» أو «داعش» صغيرة، تضم بضع عشرات الآلاف من الناس. يمكن الانتصار عليها عندما يتّحد المجتمع الدولي وتكون الدول سوية، لا سيما الدول الكبرى. أما اليوم فهناك تشتت، وتضارب، وهذا ما تستغله القوى المتطرفة.
وأكد الرئيس الكازاخستاني، أن غياب التنسيق بين الدول الكبرى يعطي «مساحة المعيشة» للمتطرفين والإرهابيين. وقال: هناك وجود لمثل هذا الخطر، لكن يمكن ألا يكون هناك خطر كهذا، إذا تمّ إنشاء تحالف دولي فعّال وضاعف الجميع جهودهم لحل هذه القضية. وحذر من أنه في حال الهزيمة في سورية والعراق، يمكن للمسلحين من هذه البلدان أن يصلوا لأفغانستان، التي تقع على الحدود مع دول آسيا الوسطى، مثل طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان. في هذه الحالة، وفقاً لنزارباييف، ستردّ قوى منظمة معاهدة الأمن الجماعي على هذا التهديد. وقال: الآن، ما من جمهورية من الجمهوريات تشعر بذلك، لكن من الضروري أن نتوقع شيئاً كهذا. وحينها، سيظهر دفاعنا الجماعي وردنا الجماعي على هذه المسألة.
من جهة ثانية، شهدت بلدان عدة آسيوية وأفريقية وأوروبية اشتباكات مع مسلحين ينتمون إلى تنظيم «داعش» واعتقالات لمشتبه بانتمائهم له، حيث أفاد رئيس بلدية قندلا الصومالية، أمس، أن القوات الموالية للحكومة بدأت الزحف باتجاه البلدة الساحلية لمهاجمة مسلحين تابعين لـ«داعش» سيطروا عليها الشهر الماضي.
وقال في تصريح لـ«رويترز»: القوات تضم أفراد ميليشيات وجنوداً من إقليم بلاد بنط، شبه المستقل. ومقاتلين من القبيلة التي ينتمي إليها عبد القادر مؤمن، الذي بايع التنظيم.
وفي السياق، قال الجيش الفلبيني، إن القوات الحكومية قتلت 11 فرداً على الأقل، من جماعة متمردة في جنوب الفلبين، موالية لتنظيم «داعش» مما دفع سكان القرى المحلية للفرار مع اشتداد القتال.
واحتلّت جماعة «موتي» وهي واحدة من مجموعات متشددة صغيرة مسؤولة عن أعوام من التوتر في الجنوب، أنحاء من بلدية في لاناو ديل سور، منذ السبت الفائت وتحصنت في مبنى مهجور للبلدية.
وقال الكولونيل إدغارد أرفالو، المتحدّث باسم الجيش، إن أربعة جنود على الأقل، أصيبوا في الاشتباكات، فيما وردت تقارير غير مؤكدة، بأن الجماعة رفعت الراية السوداء لـ«داعش» فوق المبنى. وأضاف: كان هذا متوقعاً، نظراً لأنهم أعلنوا البيعة للتنظيم الإرهابي الأجنبي، منذ وقت طويل. ولم يعط الجيش تقديراً لعدد النازحين، لكن الإعلام المحلي قال إن عددهم يصل إلى 16 ألف شخص. وعلى الرغم من أن الفلبين ذات أغلبية كاثوليكية، لكن الكثير من الأشخاص في الجنوب مسلمون.
وعلى الصعيد ذاته، أفادت صحيفة «Sun» بأن تنظيم «داعش» خطط لتنفيذ هجمات إرهابية في بريطانيا. ولفتت الصحيفة إلى أن وثائق في أرشيف «داعش» تم الاستيلاء عليها. وكتبت تقول: استولت قوات التحالف على أرشيف لـ«داعش» في سورية يضم أكثر من 10 آلاف وثيقة. وكذلك على كمية كبيرة من المعلومات الالكترونية. وكان هناك أيضا أرقام هواتف نقالة وأجهزة كمبيوتر شخصية. وكل ذلك أشار إلى الذين تعاملوا مع «داعش» وقدموا الدعم له، بما في ذلك في مجال المال والترويج.
ويقوم المركز الاستخباري البريطاني في الكويت، بمساعدة مئات المحللين من دول عدة، بتحليل المعلومات التي تم الاستيلاء عليها. ويتوقع العسكريون الحصول على معلومات إضافية عن خطط «داعش» بعد تحرير الموصل.
وهذا ما دفع الأجهزة الأمنية البريطانية لاتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية، لمنع هجمات خلال احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة. وذلك بعد تهديدات «داعش» باستهداف عدد من العواصم الأوروبية.
وفي أفغانستان، ألقت قوات الأمن القبض على ستة إرهابيين أمس، كانوا قد انضمّوا إلى صفوف الجيش وقوات حرس الحدود. وجاء في بيان صادر عن مكتب حاكم قندهار: «المعتقلون كانوا يتحيّنون اللحظة المناسبة لتحقيق أهدافهم الإرهابية، عبر استهداف موظفي الحكومة ورجال الدين ووجهاء القوم».
وفي سياق متصل، أعلن جهاز الاستخبارات الأفغاني، أن عناصره اعتقلت شابين داخل أحد أحياء العاصمة، كابول، كانا بصدد الانضمام لتنظيم «داعش» الإرهابي في ولاية ننغرهار، للتدريب على تنفيذ هجوم انتحاري. وأفاد البيان بأن «المعتقلين اعترفا بتجنيدهما عبر المدعو الملا عبد اللطيف، المسؤول الدعوي لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في مديرية كرخ، في ولاية هرات غربي البلاد.
وفي اسبانيا، اعتقلت الشرطة أربعة أشخاص يشتبه بضلوعهم في شبكة للمهاجرين، على صلة بتنظيم «داعش» الإرهابي. وذكرت وزارة الداخلية، أن «داعش» استخدم هذه الشبكة لتهريب متشددين إلى أوروبا، عبر تركيا، بين المهاجرين الفارين من الحرب الأهلية السورية، بينهم منفذو هجمات باريس في تشرين الثاني 2015. ويخضع الأربعة للتحقيق لصلاتهم بشخصين اعتقلا في النمسا، العام الماضي، للاشتباه بصلتهما بمهاجمي باريس.
ونقلت «رويترز» عن الوزارة، أن اثنين من المعتقلين يعيشان في منطقة جاليسيا، في شمال غرب البلاد، في حين مارس الاثنان الآخران، أنشطتهما في منطقة الأندلس الجنوبية. ومنذ رفع إسبانيا مستوى التحذير الأمني من التهديدات للأمن القومي، عام 2015 اعتقلت السلطات 168 شخصاً للاشتباه بممارستهم أنشطة لها صلة بالإرهاب.