بحر داخلي يحتضر ويعاقبه الجميع
البحر الميت في فلسطين هو أدنى نقطة على سطح الكرة الأرضية، ويواجه مشكلة مثيرة للقلق، فهو بعمق 1,388 قدماً تحت مستوى البحر، وباتت مياه البحر الميت على خط الحدود الفاصلة بين الأردن، وما يُعرف بالسلطة الفلسطينية، ودول العدو، بالتقلص بمعدل 3.3 أقدام سنوياً، وفقاً لمجموعة البيئة إيكو بيس الشرق الأوسط.
أما السبب من وراء ذلك، فيتمثل بالأنشطة البشرية المسيئة للبيئة.
ويقول المصور الفوتوغرافي موريتز كوستنر، الذي قام بزيارة البحيرة المالحة هذا العام للعمل على مشروعه البحر الميت المحتضر، إن العالم بأجمعه يعاقب البحر الميت، واللوم لا يقع على منطقة واحدة أو بلد معين فقط.
ويعتمد البحر الميت على المياه من المصادر الطبيعية الأخرى المحيطة به، مثل حوض نهر الأردن. ولكن في ستينيات القرن الماضي، أُجريت بعض التحويلات على مصادر المياه التي يُعتمد عليها، مثل بناء إسرائيل لخط أنابيب جديد لإيصال المياه إلى جميع أنحاء البلاد.
وتشكل صناعات استخراج المعادن سبباً آخر لانخفاض منسوب المياه، بحسب قول الخبراء، إذ تشتهر معادن البحر الميت بخصائصها العلاجية، التي غالباً ما يمكن العثور عليها في مستحضرات التجميل وغيرها من المنتجات الاستهلاكية.
أما العامل الطبيعي الأخير، فهو مناخ الشرق الأوسط الحار والجاف والذي يصعب على البحيرة المحافظة على مياهها.
وقد وقع الأردن ودولة الاحتلال في العام الماضي اتفاقية بقيمة 900 مليون دولار تهدف إلى الحفاظ على مستويات المياه في البحر الميت. وتنص الاتفاقية على بناء قناة من البحر الأحمر إلى البحر الميت بحيث أن تصل المياه إلى كيان العدو والأردن معاً، بالإضافة إلى ضخ حوالي 300 مليون متر مكعب من المياه سنوياً في البحر الميت.
ورغم المحنة التي يمر بها البحر الميت حالياً، إلا أنه لا يزال يستقبل السياح من جميع أنحاء العالم الذين يأتون للاستفادة من مياهه المالحة المليئة بالمعادن الطبيعية المفيدة.
والبحر الميت هو المسطح المائي الأكثر ملوحة في العالم. وتبلغ نسبة الملوحة حوالي 34 في المئة، وتتزايد هذه النسبة نتيجة قلة المياه في السنوات الأخيرة الماضية. سي أن أن