احكموا بين المقاوم والعميل…

وائل الحسنية

بعد أن وضع المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الأميركية خططهم اللازمة لمنطقة بلاد الشام، أو كما يحلو للبعض أن يسمّيها «الشرق الأوسط». بدأ هؤلاء بتنفيذ هذه الخطط على أرضنا القومية بإعادة رسم خريطة جديدة لها تحت شعار الديمقراطية وبواسطة «الفوضى الخلاّقة» التي انطلقت بغزو العراق عام 2003 بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، حيث مارست أميركا العربدة وزرعت بذور الفتنة وغذّت الانقسامات، وكشفت العراق أمام الإرهاب.

وشملت العربدة الأميركية ـ الغربية لبنان في العام 2004 عبر القرار 1559، وصولاً إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ودفع البلاد إلى أتون الفتنة. وهذا ما ظهر جلياً بعد أن قام فريق لبناني بعد لحظات من الاغتيال باتهام سورية والأجهزة الأمنية اللبنانية وقادتها في سابقة لم نشهد مثلها من قبل، واتهام العديد من السياسيين اللبنانيين وإشهار العداء لسورية دولة وجيشاً وشعباً. ولكن هذه الاتهامات ما لبثت أن تهاوت وأطلق سراح الضباط الأبطال وتساقط الشهود الزور كأحجار الدومينو واحداً تلو الآخر، ولكنهم ما زالوا متربّعين على عرش الحمايات الأمنية وينعمون بأموال وليّ نعمتهم ويسكنون في أفضل الفنادق، ومنهم من لم تكن لديه القدرة على شراء وجبة طعام.

وقفت المقاومة وحلفاؤها سدّاً منيعاً في وجه الفتنة ولم تسمح للرعاع الدوليين والإقليميين أو المحليين تحقيق أهدافهم الفتنوية.

ولأنّ المشروع يستهدف تفتيت بلادنا وضرب مكامن قوتنا من أجل حماية «إسرائيل»، تمّ الإيعاز لبعض اللبنانيين الذين اتهموا سورية سابقاً باغتيال الحريري، بتوجيه الاتهام لحزب الله، وهكذا نسفت كلّ تقارير فيتزجيرالد وميليس الأول والثاني إلخ… التي كانت تتهم سورية.

وعندما لم يستطع المحليون إشعال الفتنة، تدخّل المشغّل مباشرة وشنّ حرباً «إسرائيلية» في العام 2006 تصدّت لها المقاومة وأسقطتها ودمّرت جبروت «إسرائيل» التي كان يُقال إنها لا تُقهر. وتعرّضت المقاومة للطعن بالظهر وللغدر بها، حيث كان أحد ذارفي الدموع يربّت على كتف كونداليزا رايس ويطبع القبل على وجنتيها شاكراً لها صبرها، وهي التي تقتل أطفالنا وتدكّ بنانا التحتية وتدمّر بشرنا وحجرنا، لا بل يرفع الغطاء عن المقاومة التي تحمي لبنان، ليتبيّن في ما بعد، وعلى لسان جيفري فيلتمان أنّ الإدارة الأميركية دفعت 500 مليون دولار لتشويه صورة المقاومة، وإرباكها وتمويل الإعلام لمعاداتها، ودفع بعض السياسيين لقتالها والتهجّم عليها لإسقاط هيبتها.

ما حصل قبل سنوات ما زال مستمراً، حيث إنّ بعض الوسائل الإعلامية بدأت فجأة تبثّ سمومها على الحزب السوري القومي الاجتماعي وقيادته وأعضائه، في محاولة لتشويه صورة الحزب.

والسؤال البديهي لماذا اليوم؟ وبأيّ دافع؟ ومن أجل مَن؟

بعض هذه الوسائل شرع شاشاته وصفحاته للشتامين والضالين ومحرّفي الحقائق، لينعتوا الحزب بأنه ضدّ الكيان، متناسين أنّ شهيد الاستقلال الوحيد هو السوري القومي الاجتماعي سعيد فخر الدين، وأنّ الذي أنزل العلم الفرنسي عن سارية البرلمان هو أيضاً سوري قوميّ اجتماعي هو الشهيد حسن عبد الساتر، وأنه عندما اجتاحت «إسرائيل» لبنان، تصدّر الحزب السوري القومي الاجتماعي المواجهة والدفاع عن لبنان مقدّماً الشهداء والدماء والتضحيات.

كما أنّ بعض الذين يقدّمون البرامج يوغلون في التشويه والمسّ بالشعور الوطني، فيتحدثون عن بشير الجميّل «الحلم» أو «لبنان 10452 كلم». وهو «الحلم» الذي أنتج «السبت الأسود» ومجزرة إهدن والعديد من المجازر وعمليات القتل والخطف على الهوية، وإنشاء قوات تواجه الجيش، تمهيداً لفدرلة لبنان؟!

هذا «الحلم» الذي أقام علاقة مع العدو «الإسرائيلي» وتحريض هذا العدو على اجتياح لبنان لفرضه رئيساً تحت جنازير الدبابات «الإسرائيلية»، ووقّع شقيقه في ما بعد اتفاقاً معها يجعل لبنان تحت وصايتها.

هذا «الحلم» هو حلم العملاء، أمّا حلمنا فهو حلم إنشاء قوة قادرة، وجيش يعلن العداء لـ«إسرائيل» قولاً وفعلاً، كما هو جيشنا الآن. حلمنا هو حلم لبنان المدني الديمقراطي المنتمي إلى محيطه القومي. حلمنا هو أن ننتصر ويزول الاحتلال الصهيوني عن أرضنا في لبنان وفلسطين.

لقد نسي الشتامون الموغلون في لا وطنيتهم، أنّ لبنان كان تحت الاحتلال «الإسرائيلي» عام 1982، وأنّ معظم الدول العربية وقفت إما متفرّجة على معاناة اللبنانيين أو متآمرة ضدّهم. ولولا المقاومة التي كان رأس حربتها الحزب السوري القومي الاجتماعي، لما تحرّرت بيروت ولما تحرّرت معظم الأرض اللبنانية.

لقد نسي هؤلاء أنّ بعض اللبنانيين كانوا يتعاونون، لا بل يتعاملون مع «الإسرائيلي»! وأنّ القانون اللبناني يجرّم مَن يتعامل مع «إسرائيل».

حبيب الشرتوني قام بما رآه واجباً يقع تحت صفة المقاومة ضدّ عملاء «إسرائيل».

حبيب الشرتوني محلّ فخر لكلّ الوطنيين رغم استهجان أحد مقدمّي البرامج الحديثي النعمة والارتهان.

ما بين الحبيب والآخرين، قضية بلد وكرامة شعب. والحبيب اعتقل ثماني سنوات، تعرّض لأقسى أنواع التعذيب والقهر. والعدالة يجب أن تُقرَّ بأن قتال العملاء وأذنابهم حق مشروع لكلّ المواطنين.

فاحكموا بين المقاوم والعميل…

عميد في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى