برلين تؤكد حاجة أوروبا لروسيا و العقوبات الأخيرة ألحقت خسارة 40 مليار يورو بأوروبا

أعلنت موسكو أن العقوبات الغربية ضدها، وما تبعها من رد روسي ألحق خسائر بالدول الأوروبية تصل إلى 40 مليار يورو.

وقال مساعد الرئيس الروسي أندريه بيلاروسوف: «إن حجم الخسائر التي نجمت على خلفية العقوبات المفروضة ضد روسيا والرد الروسي عليها تصل، وفق تقديرات إجمالية أوروبية، إلى حوالى 40 مليار يورو»، وأضاف أن أضراراً كبيرة لحقت ببلدان أوروبية ترتبط بعلاقات وثيقة مع روسيا، وهي ألمانيا وهولندا وليتوانيا وبولندا وإستونيا.

وذكر بيلاروسوف أن بعض الشركات الأوروبية أرسلت إشارات حول إمكان بقائها في السوق الروسية، ما جعل رؤساءها يواجهون عقوبات شديدة، وصلت إلى حد المسؤولية الجنائية، مؤكداً في الوقت نفسه، أن البزنس الغربي تعامل مع العقوبات الروسية بالكثير من الخوف والهلع بخلاف رد فعل البزنس الروسي الهادئ، والذي تفهم أن العقوبات ضد روسيا هي لعبة سياسية.

وكان الاتحاد الأوروبي فرض في 12 أيلول حزمة جديدة من العقوبات على روسيا على خلفية موقفها من الأزمة الأوكرانية، إذ طاولت هذه العقوبات أكبر شركات الطاقة ومؤسسات التصنيع العسكري في روسيا، إضافة إلى عدد من مواطني روسيا وأوكرانيا.

وفي السياق، وصفت جماعة ضغط في ألمانيا العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بأنها «خاطئة»، لأنها جاءت في وقت بدأ فيه الهدوء يعمّ شرق أوكرانيا بعد أسبوع من سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال إيكارد كورديس رئيس لجنة العلاقات الاقتصادية في شرق أوروبا إن الجماعة التي يترأسها وتمثل مصالح نحو 200 شركة لها استثمارات في روسيا، وقال إن عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة ضد روسيا غير فعالة ولن تحقق نتائجها السياسية المقصودة، مضيفاً أن العقوبات الجديدة لن تؤدي إلى نزع فتيل العقوبات، بل ستؤدي إلى دوامة خطيرة من العقوبات، إذ توقعت الجماعة أن تنخفض صادرات ألمانيا لروسيا بنسبة بين 20 و25 في المئة نتيجة لفرض العقوبات.

في السياق نفسه، شدد زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد والطاقة، على أهمية ألمانيا كشريك تجاري لروسيا في الاتحاد الأوروبي، فقد بلغت قيمة الصادرات الألمانية لروسيا في العام الماضي نحو 36 مليار دولار أي نحو ثلث إجمالي الاتحاد الأوروبي.

وأعرب زيغمار غابرييل، عن أمله في تطبيع العلاقات مع روسيا رغم الخلافات الحالية بسبب الأزمة في أوكرانيا، وقال إن «أوروبا بحاجة إلى روسيا، إننا جاران قريبان، ولعلاقات حسن الجوار أهمية خاصة»، وأضاف: «تأكدنا من خلال تجربة النزاعات الدولية الكبرى مثل النزاعين في شمال العراق وفي سورية، أن التعاون مع روسيا من أجل حلها شيء مهم».

وأشار الوزير الألماني إلى ضرورة مواصلة الجهود لجمع أطراف النزاع في أوكرانيا وراء طاولة المفاوضات، مشدداً على أن جهود المستشارة أنغيلا ميركل ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، هي «الطريق الصحيحة الوحيدة، على رغم الإحباطات التي حدثت».

وأعلن وزير الدفاع الأوكراني فاليري غيليتي أمس أن بلاده بدأت عملياً باستلام أسلحة من بلدان حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وذكر غيليتي أنه رافق الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو خلال قمة «الناتو» الأخيرة وتحدث في جلسة مغلقة إلى نظرائه من الدول التي «بإمكانها مساعدة أوكرانيا»، وقال إن هؤلاء أكدوا أنهم «سمعوا أن عملية تسليم الأسلحة لأوكرانيا جارية».

في سياق متصل نشرت مواقع إلكترونية صوراً ومقاطع فيديو، قالت إنها لدبابات ألمانية من طراز «ليوبارد» دخلت الحدود الأوكرانية عند مدينة لفوف قرب الحدود البولندية.

وذكرت مصادر إعلامية أن الدبابات الألمانية ستشارك في مناورات «الرمح السريع -14» التي ستجرى في ميدان قرب مدينة يافوروف على بعد 50 كلم غرب لفوف، في الفترة من 15 إلى 26 أيلول الجاري، وذلك بمشاركة 1300 عسكري من 15 دولة هي أوكرانيا وأذربيجان وبلغاريا وكندا وجورجيا وألمانيا وبريطانيا ولاتفيا وليتوانيا ومولدافيا والنروج وبولندا ورومانيا وإسبانيا والولايات المتحدة.

لكن شهود العيان ذكروا أن الدبابات الألمانية واصلت سيرها باتجاه مناطق شرق أوكرانيا، في إشارة إلى إمكان تسليمها لاحقاً للجيش الأوكراني لاستخدامها في العملية العسكرية ضد المناطق المنتفضة. وهذه هي المرة الأولى التي تدخل أراضي أوكرانيا دبابات من ألمانيا منذ دحرها في الحرب العالمية الثانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى