سلام: المفاوضات في بدايتها… وابراهيم باقٍ في قطر لمتابعتها
أكد رئيس الحكومة تمام سلام أنّ قضية اختطاف الجنود اللبنانيين على أيدي مسلّحي التنظيمات التكفيرية في عرسال تشكل عبئاً كبيراً، وأرواح الجنود الأبطال مسؤولية اللبنانيين جميعاً، داعياً الجميع كي يكونوا موحدين للمساهمة في الإفراج عن العسكريين.
وقال في مؤتمر صحافي عقده في الدوحة بعد لقائه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني: «ما حصل يتطلب معالجة دقيقة، ووحدة صف داخلي وصبراً، وأنا من الذين يتابعون يومياً مع المسؤولين هذا الأمر، ونحن نعاني ما يعانيه أهل هؤلاء الجنود، وهذا الأمر يشكل عبئاً علينا جميعاً». وتابع: «نحن في حاجة الى مدّ يد العون من قطر لمساعدتنا في هذا الأمر مع أميرها، ونأمل بأن تصبّ زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى الدوحة في ما يسعى إليه ويعتني به القطريون لجهة معالجة هذا الملف وإعطائه ما يستحق من عناية، لنتمكن كلنا من إيجاد نهاية طيبة وسعيدة».
وأشار إلى «أنّ اللواء عباس ابراهيم سيبقى في قطر لمتابعة ملف العسكريين المخطوفين، لأنه المسؤول المباشر عن هذا الملف»، آملاً «أن نتقدم خطوة خطوة في هذا الملف الشائك والمعقد، لكن النوايا والرغبة موجودة وإن شاء الله نصل في وقت قريب إلى نتائج، وهذا ملف يتطلب الكثير من التكتم والسرية لتحقيق التقدم».
وشدد سلام على «أنّ المفاوضات حول العسكريين لا تزال في البداية ولم تصل إلى مرحلة يمكن فيها الإفراج عن معلومات معينة». وأشار إلى «أنّ لبنان مستهدف من الإرهابيين، وأي جهد يبذل لمحاربته، على لبنان أن يكون إلى جانبه، لنتمكن من إحراز تقدم على هذا المستوى، ولكن الجميع يعرف قدرات لبنان، وهنا تكون مساهمته دفاعية بحسب قدراته، لكن نحن نواكب ونتابع مع كل الدول التي تحارب الإرهاب».
وشدّد سلام على أنّ الوحدة الوطنية هي رأس حربة محاربة الإرهاب، والجيش يأتي في المقدمة، والمملكة العربية السعودية تبرّعت بإمكانات غير مسبوقة على مستوى الوطن، فكان أول التزام بمبلغ 3 مليارات دولار، ومجدّداً بمبلغ مليار دولار، واذا ما تمّ تنفيذ هذا الدعم بالشكل المطلوب، والسرعة المطلوبة، يكون الجيش قد نال الكثير».
وإذ لفت إلى «أنّ الأزمة تكمن في الأساس بموضوع النزوح الكبير الذي يشكل العبء الأكبر على لبنان وعلى البنى التحتية اللبنانية التي عليها ان تتحمّل هذا النزوح الكبير اليوم المتمثل بما يفوق مليون و300 الف نازح في بلد فيه 4 ملايين مواطن، أكد «أنّ الأمير تميم أعرب عن رغبة قطر في التخفيف عنّا أزمة النزوح السوري».
وتطرق سلام الى الملف الرئاسي، مشدّداً على «ضرورة إنجاز ما هو مطلوب، أي انتخاب رئيس.»
وقال: «استمعنا في اللقاء مع الأمير تميم، ورئيس الوزراء إلى كلام مشجع وداعم لنا في لبنان لدرجة أنه أعرب عن رغبته بزيارة لبنان، وأنه لا يريد أن يترك للقطريين أن يسبقوه إلى لبنان بل عليه هو أن يعرب عن محبته للبنان، ونحن سعداء جداً بأن تكون لنا زيارة منه للبنان».
وكان سلام توجه على رأس وفد لبناني الى قطر يضم الوزراء: نهاد المشنوق، سجعان قزي، روني عريجي وغازي زعيتر، إضافةً الى اللواء ابراهيم، وذلك لإجراء محادثات لحلّ أزمة المختطفين العسكريين.
واستهلّ سلام محادثاته في القصر الأميري مع الأمير تميم في حضور الوفد اللبناني إلى جانب رئيس الوزراء القطري وزير الداخلية عبدالله بن ناصر، ووزير الخارجية خالد بن حمد آل عطية، ورئيس الديوان الأميري عبدالله بن حمد آل ثاني.
تلا ذلك اجتماع موسّع بين الجانبين اللبناني والقطري برئاسة رئيسي وزراء البلدين ضمّ الى وزراء الوفد اللبناني وزراء الجانب القطري: وزير الثقافة محمد عبدالرحمن الكواري، وزير البلدية عبدالرحمن خليفة آل ثاني، وزير المواصلات جاسم بن سيف الفليطي ووزير الخارجية خالد بن محمد العطية، بعد ذلك عقد الرئيس سلام ورئيس الوزراء القطري لقاءً ثنائياً.
وكان سلام أكّد في دردشة مع الإعلاميين على الطائرة التي أقلته من بيروت الى الدوحة «أن قضية العسكريين المخطوفين قيد المتابعة الحثيثة من قبل الجميع، وهو في حاجة الى مساعدة ومساعي جميع الأطراف، لا سيما قطر لما لها من تجارب سابقة في هذا المجال»، ودعا القوى السياسية إلى «الإسهام في تبريد الشارع وتحمّل مسؤولياتها لتحصين البلد».
ورفض سلام تشبيه قضية العسكريين الاسرى بقضية مخطوفي اعزاز او راهبات معلولا، «لأنّ هذا الاحتجاز للعسكريين ليس من ذات طبيعة الخطف السابق».
المشنوق
أما المشنوق فأكد في دردشة مع الصحافيين «أنّ لبنان بحاجة إلى أكبر تجمّع ضمانات في العالم نظراً لوجوده في منطقة جغرافية بين نارين… العراق التي لا تزال في بداياتها وسورية التي لا يعلم أحد متى تنتهي.
وقال المشنوق: «قطر لها دور محوري نظراً إلى علاقاتها بالغرب وبالحركات الاسلامية، ولبنان قادر على الإفادة من هذين الأمرين».
وأكد «أن سلام يقوم باتصالاته مع الجانب التركي لكن حتى اللحظة لا يوجد دور متقدم»، لافتا إلى «وجود إمكانية سياسية لقيام عمل مشترك بين تيار المستقبل وحزب الله عبر كتلة الوفاء للمقاومة لتحريك العمل الحكومي والنيابي والتخفيف من الاحتقان، وأن هناك احتمالا جدياً للتشريع والاتصالات مستمرة بين بري والحريري».
أما انتخابياً، فلفت إلى «أنّ وزارة الداخلية غير مستعدّة لاجراء الانتخابات في هذه الظروف، ولأول مرة منذ اكثر من سنة يحصل خطف على الهوية، وهذا ليس تفصيلاً عابراً».
ابراهيم
أما اللواء عباس ابراهيم، فأشار من ناحيته «إلى أنه لم يزر قطر في اليومين الماضيين وإنما زار تركيا قبل أيام»، لافتاً إلى «أنّ قطر تلعب دور الوسيط وهناك شروط تعجيزية لدى الخاطفين، لكن نستطيع القول أنّ الدولاب بدأ يتحرك انما ببطء».
وقال ابراهيم: «لكلّ من داعش والنصرة شروطه المختلفة ولا يوجد تنسيق بينهما ما يصعّب المفاوضات، ومن يضع الشروط، من خارج القلمون، والشخصية السورية ما زالت تقوم بالوساطة»، لافتاً الى «أنّ مصطفى الحجيري جمّد تحركاته في قضية العسكريين الأسرى»، وموضحا «أنّ هناك أموراً إيجابية ستحدث على المستوى السياسي من شأنها أن تخفف الاحتقان المذهبي، وأنّ القرار الدولي ربما يكون موجوداً لتفجير الوضع في لبنان إنما الأهمّ أن لا إرادة داخلية لذلك».